تمر السنون لتثبت حواء أنها بالفعل نبع الحنان ورمز الامان وأصل التضحية.. فالانثي ولدت لتكون شمعة تنير الطريق لأبنائها وكل من حولها.
وليس من فراغ ان يطلق الرئيس السيسي علي المرأة المصرية لقب "عظيمات مصر" فالرئيس رصد في عقله ما قدمته الست المصرية عبر التاريخ ليخرج لنا بهذا الوصف العبقري الذي يعطيها حقها ويضعها في مكانتها التي تستحقها.
وهناك فريق ليس قليلا من عظيمات مصر يقمن بدور كبير وبتضحية من نوع آخر.. فهذا الفريق ارتضي ان يقوم بدور الزوج الذي غيبه الموت او المرض راضيا مرضيا من أجل تربية الأبناء.
"الجمهورية أون لاين" تحتفي هنا بـ عظيمات مصر "الشقيانين".
فاتن: إخصائية موسيقي.. بدرجة "دكتوراة" في العلوم الإنسانية
شيماء: مدرسة "إنجليزي" وعازفة "كمان".. سافرت للعديد من دول العالم
مريم: تخرجت في "ألسن عين شمس".. وحفظت نصف القرآن الكريم
قصص نجاح دوَّنتها كفيفات تضيء حياتهن وتملؤها حيوية وبهجة وإنجازات رائعة في الوقت الذي نجد فيه معافين يتكاسلون عن مسئولياتهم. "الجمهورية أون لاين" قضت يوماً كاملاً بجمعية النور والأمل لرعاية الكفيفات. وتحدثت لنماذج رائعة من متعددات المواهب ممن حققن نبوغاً في مختلف المجالات. واستمعت لقصص كفاحهن وأسرار نجاحهن.
بنبرة مفعمة بالأمل والحيوية قالت شيماء يحيي: أحب التميُّز والتفرُّد وتطوير الذات ولدي قناعة داخلية بأن فقدان البصر لن يحول دون تحقيق أحلامي وطموحاتي. وأن بإمكان أي شخص كفيف التفوق علي من يتمتعون بأبصارهم. وهكذا أجد نفسي أعشق اللغات وأهوي الزجل وأجيد لعب الكمنجة كما أحب القراءة والسفر والاطلاع علي كل ما هو جديد فيما يتعلق بتكنولوجيا المكفوفين وتعلمها. كما حصلت علي كورسات كمبيوتر و"إتش آر" والتحقت بأوركسترا النور والأمل كعازفة.
روت "يحيي": تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس وحصلت علي دبلومة تربوي وحينما التحقت بالجامعة واجهت بعض الصعوبات لتحويل الكتب إلي برايل حيث كان ذلك يتطلب وضع الكتب علي "سكان" ليقوم أحد إخوتي بمراجعتها وتحويلها لبرايل علي جهاز "بريل إمبوز" بالجامعة ليمكنني مذاكرتها. وكان ذلك يستغرق الكثير من الوقت. وأعمل حالياً مدرسة موسيقي للكفيفات بمعهد النور والأمل للموسيقي. كما أعمل أيضاً كمدرسة لغة إنجليزية بالمدرسة الملحقة بالمعهد.
استطردت: والدتي ربنا يبارك في عمرها هي سر تفوقي ونبوغي لأنها "كانت أكثر حد مؤمن إني هبقي حاجة في يوم من الأيام رغم كوني كفيفة. وقد أصرت علي إلحاقي بـ "النور والأمل" لأتعلم بطريقة برايل "كما ساعدني إخوتي أيضاً وحصلت علي المركز الثاني علي مستوي الجمهورية في الثانوية العامة والمركز الأول علي مستوي القاهرة. وكنت أحرص علي الاشتراك في الإذاعة المدرسية والأنشطة الثقافية وفريق الكشافة الذي منحني قوة الشخصية والاعتماد علي الذات. كما سافرت تبع المدرسة للعديد من دول العالم ومنها كندا وألمانيا واليونان والنمسا وبلجيكا وحضرت عيد ميلاد لويس برايل مخرع طريقة برايل للدراسة وذلك بفرنسا.
أضافت: أشعر بالفخر بنجاحي في عملي وأري فيه تحقيقاً لذاتي وأفتخر أيضاً بالإشادات التي أتلقاها من المديرين فيما يتعلق بعلاقتي بالتلاميذ ولعل السبب في هذا النجاح هو أنني اعتبرهم أصحابي وإخوتي وأحرص علي الترفيه عنهم من وقت لآخر، كما أمنحهم نصائح حول كيفية التكيف مع فقدان البصر ومواجهة المواقف الصعبة التي قد تقابلهم في الشارع "مش عيب إنك تمسكي عصاية للاسترشاد". كما أساعدهم في حل مشكلاتهم الاجتماعية والأسرية.
ومن جانبها قالت دكتورة فاتن إبراهيم عفيفي: تخرجت في كلية الآداب قسم اجتماع جامعة عين شمس وحصلت علي دكتوراة في العلوم الإنسانية البيئية وتخصصت في السلوك ورسالة الدكتوراة الخاصة بي كانت بعنوان "المشكلات الاجتماعية والفيزيقية للكفيفات ودور الجمعيات الأهلية في مواجهتها"، وكان هذا الموضوع لم يناقش من قبل. ما دفع لجنة التحكيم للتوصية برفعه للرئيس عبدالفتاح السيسي. وأعمل حالياً إخصائية اجتماعية بمعهد النور والأمل للموسيقي. وأدرب الطالبات علي التعامل السليم مع الاحتياجات الفسيولوجية والإنسانية والغرائز وإشباعها بعيداً عن أي انحرافات أو سلوكيات خاطئة ليكُنَّ شخصيات سوية.
أضافت: أساتذتي الجامعيون هم الذين شجعوني علي استكمال الدراسات العليا والحصول علي الدكتوراة فأثناء مرحلة الليسانس كانوا يشيدون بشدة بأبحاثي ويقولون إن موضوعاتها ترقي لمستوي موضوعات رسائل الدكتوراة. وكان كل منهم يقول لي "كملي دراسات عليا وسأشرف بنفسي علي رسالتك" كما كان والدي يشجعني علي استكمال الدراسات العليا ولما توفي حرصت علي تنفيذ وصيته. كما أنني أشعر بالامتنان لوالدتي وإخوتي أيضاً لأنهم كانوا يرافقونني دوماً خلال رحلة الذهاب والإياب من الجامعة.
وبصوت ملائكي قالت مريم النجدي: أؤمن بأن كون الفرد مصاباً بالعمي ليس مبرراً لأن تضيع حياته هباء، ولعل مرض والدي الشديد هو الذي دفعني للالتحاق بالجامعة، حيث قال لي وهو علي فراش الموت: "انت اللي هتفرحيني لو دخلتي الكلية" وقد حققت حلمه وحلمي بفضل الله وتخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس قسم إسباني. لكن للأسف لم يعش لمشاركتي هذه الفرحة.
أضافت: لدي مواهب متعددة فقد تعلمت أكثر من لغة كما انني أعزف كمنجة ضمن أوركسترا النور والأمل، وأحب السوشيال ميديا وقد دشنت هاشتاج "الثقافة حق لكل الناس" منذ عامين ولقي رواجاً علي مواقع التواصل الاجتماعي وأنشر باستمرار فيديوهات بعنوان "افهمونا" للتوعية بكيفية التعامل السليم مع المكفوفين، كما أنني أواظب علي حضور حلقة للقرآن أون لاين وقد أتممت حفظ نصف المصحف.
عيش أم أشرف منور
تبيع "الشمس" منذ 20 عاماً.. في أسوان
تولت تربية أطفالها الـ"9" بعد وفاة زوجها.. وتطالب بسكن مناسب
تعمل "أم اشرف صالح" في بيع الخبز الشمسي الشهير في شارع السوق بمدينة اسوان منذ 20 عاما للإنفاق علي أسرتها التي تتكون من 9 أولاد وبنات. وذلك عقب وفاة زوجها في ريعان شبابه متأثرا باصابته بمرض تليف الكبد.
تقول "أم أشرف انها تعمل في بيع العيش الشمسي في شارع سعد زغلول امام معهد الامام الشعراوي الازهري يوميا منذ الصباح الباكر الساعة السادسة صباحا حتي العاشرة مساء حتي تنفق علي ابنائها الصغار الذين تركهم لها زوجها عقب وفاته منذ 12 عاما.
اوضحت انها ارتبطت بزوجها وهما في سن صغيرة للغاية وانجبا 9 اطفال بواقع 5 بنات و4 اولاد حيث كان زوجها يعمل سائقًا قبل وفاته. وتحصل علي معاش بسيط من تأمين رخصة القيادة لزوجها الراحل ولكن هذا المعاش لايكفي متطلبات الحياة لذلك فهي تحرص علي العمل في بيع العيش الشمسي لتوفير مصدر دخل لابنائها.
اشارت الي ان جميع ابنائها التسعة لم يدخلوا المدارس للاسف الشديد بسبب ضيق ذات اليد وعدم قدرتهم المالية علي تعليمهم بعد ان توفي الزوج عن عمر يناهز 35 عاما فقط.
قالت انها تعيش بالإيجار في منزل ضيق للغاية في منطقة "خور عواضه" شرق مدينة اسوان بواقع 200 جنيه شهريا. لذلك فهي لاتستطيع صناعة الخبز بنفسها لعدم وجود مكان واسع. وتضطر لشرائه من سيدات اخريات ويقتصر دورها فقط علي بيع الخبز علي المارة في السوق.
ناشدت المسئولين بتوفير سكن مناسب لها في مساكن الاسر الاولي بالرعاية لان المنزل الذي تعيش فيه اصبح لايكفيها وضاق بها وبأولادها وبناتها وأصبح غير مناسب لمعيشتهم مطلقا خاصة بعد ان كبر ابناؤها في السن.
"سُهي".. أسرع "ديلفيري" في الإسكندرية
تتجول بالدراجة من أجل لقمة العيش.. لتوصيل الطلبات للمنازل
امرأة شجاعة قوية شامخة تصارع الشقاء والظروف القاسية التي أصبحت قاسماً مشتركاً في حياتها اليومية لتصبح سُهي سعيد الشهيرة بـ "أم مريم" صاحبة الـ 40 عاماً طوال السنوات التي عاشتها في هذه الحياة لم تجد الدنيا تضحك لها أو تفتح أحضانها لابنة محافظة الإسكندرية بل واجهت صدمات لم يرها أو يسمع عنها أحد بداية من انفصالها عن زوجها بعد 5 سنوات أنجبت خلالها ابنتيها مريم "6 سنوات" و"منة الله" 5 سنوات ليصبحا هما كل شيء في هذه الدنيا.
"سهي" تعمل ليل نهار منذ وقوع الطلاق في كل شيء بالشارع فهي عاملة البوفيه بإحدي المحاكم بعروس البحر المتوسط وأيضاً خياطة وبائعة خضار بالأسواق لتصل إلي محطتها الأخيرة حيث أحضرت دراجة هوائية "عجلة" تقوم بتوصيل الطلبات واحتياجات المواطنين للمنازل مقابل أجرة المشوار تستطيع أن تطلق عليها أسرع ديلفيري في محافظة الإسكندرية ولا تمانع كما تقول دوماً من نقل أي شيء في العالم من أجل أن تري السعادة والسرور في عيون وقلوب ابنتيها مريم ومنة.
تحكي "سُهي" حكايتها مع الحياة في سطور كانت أشبه بملحمة ست مصرية بـ 100 رجل قهرت المستحيل من أجل حياة شريفة حيث تقول: تعودت علي السقوط منذ صغري وأنا أعمل وأبحث عن قوت يومي مع والدي وأسرتي لإيماني بأن العمل عبادة والله يبارك في اليد التي تسعي لكسب الرزق لذا لم أرفض القيام بأي عمل يكفيني شر السؤال ويدخل بيتي بضعة جنيهات حلال وهو ما تربيت عليه ونشأت وكبرت علي أن "الشغل مش عيب" لذا فكرت في مشروع يحقق دخلاً جيداً ويكون متوافقاً مع احتياجات المنازل فوجدت فكرة أن أتجول بدراجة بمنطقة البيطاش بالإسكندرية يومياً منذ الصباح وحتي الساعات الأولي بين المساء لتوصيل الطلبات للبيوت عبر الاتصال برقم الهاتف الخاص بي سواء إعداد وجبات أو شراء خضراوات وفاكهة أو تلبية مشتريات من البقالة أو السوبر ماركت.
تستطرد: البداية لم تكن سهلة وتحديداً واجهت صعوبات في أول المشوار مرهقة حيث إنني بدأت مشروعي مطلع العام الماضي وكانت البداية للموجة الأولي لفيروس كورونا اللعين ولذلك المؤشرات الأولية لم تكن مبشرة ولكن رغم كل الصعوبات كنت علي يقين أن ربي لن يضيع مجهودي وبذلت كل ما في وسعي من عمل مضن وشاق حيث كنت أعمل أكثر من 16 ساعة ومعي ابنتي كما كان يشاهدني الجميع بالإسكندرية.
قدمت "سُهي" الشكر للدولة علي اهتمامها وتقديم المساندة والدعم لي متمثلة في وزارة التضامن حيث كرمتني الوزيرة ووعدتني بمساعدة شهرية كما كرمني محافظ الإسكندرية ومنحني 2000 جنيه لكفاحي من أجل تربية بناتي.
"تحية" .. للست "تحية"
رفضت أن تكون عالة علي الآخرين .. وقامت بعمل زوجها بعد وفاته
تحية محمد ابراهيم نموذج للكفاح المشرف كانت تعمل مع زوجها في اعداد وحشو الاسماك بطريقة جعلت منها المقصد الوحيد في مدينة بيلا بكفر الشيخ نظرا للامانة والنظافة وكان زوجها يخرج من الصباح الباكر لاحضار الاسماك ولزوم الحشو وتتولي هي تنظيفها واعداد الحشو ويتولي زوجها الوقوف امام النيران لمتابعة عملية الطهي للانفاق علي متطلبات الحياة وتجهيز ابنتيهما الاولي حتي تزوجت واستقرت.
عندما توفي زوج تحية تبدل الحال فتولت هي القيام بعمل الزوج في شراء الاسماك ولزوم الحشو وتقف امام النيران ورفضت ان يكون بينهم دخيل وضربت ابنتها الثانية خريجة التربية الرياضية اروع الأمثلة في مساعدة والدتها للانفاق علي متطلبات الحياة واعداد نفسها للزواج فهذه الاسرة العفيفة التي رفضت بكبرياء أن تكون عالة علي الاخرين تتحمل برودة الشتاء وحرارة الصيف في سبيل حياة كريمة فتحية الي الست "تحية" ابنة مدينة بيلا بكفر الشيخ.
بائعة خضار.. تحت الأمطار
أم إسلام: كافحت وبكافح وهكافح.. وربنا بيعوضني
"شقيانة من صغري حتي بعد ما جوزنا العيال وقلت هرتاح. المسئولية زادت وكملت مشوار الشقاء" هذا كان رد أم إسلام بائعة الخضار علي سؤالنا ليه قاعدة في الشتاء؟!
استكملت حديثها: مدخلتش مدارس ولا أعرف القراءة لكنني اتعلمت المسئولية من صغري. ظروف أهلي كانت صعبة واللي جاي علي قد اللي رايح. جه العريس اتجوزنا علي قد حالنا. بعد سنة ربنا كرمنا بمولودنا الأول وسنة وراء سنة "بقوا" 3 عيال. دخل جوزي كان بسيطاً عامل في ورشة طوب وكل يوم الحمل بيتقل. كنت بشتغل علي قدي. يوميات في مواسم الحصاد الزراعي. لكن طلبات العيال كل يوم بتزيد. لقيت مفيش مفر إني أشوف شغلانة دائمة. ولأنني فلاحة فاهمة في الخضار. توكلت علي الله اشتغلت في بيع الخضار. منذ عام 94 وأنا أبيع خضار في شارع داير الناحية ومع العشرة الطيبة كل المنطقة بتعاملني أنني واحدة منهم.
ربنا كان بيرزقنا برزق عيالنا. لحد ما في يوم جوزي تعب كشفنا عليه لقينا عنده الكبد والطبيب قال إنه في مرحلة متأخرة. المهم جوزي قاوم شوية. لكن "ما استمرش" كتير. التعب زاد عليه واضطر يقعد في البيت.
صحيح بعد مرض زوجي من 9 سنوات الحمل زاد. لكن ربنا بيقطع من هنا ويوصل من هنا كافحت وبكافح وهكافح وآديك شايف الدنيا بتشتي وأنا علي فرش الخضار بس ربنا بيرزق وبمبيضيعش تعب حد والحمد لله مستورين وشغلي موفر متطلبات حياتنا وأهم حاجة "مش بنمد إيدينا".
سنة وراء سنة العمر جري والعيال كبرت واتجوزوا واحدة وراء الثانية والولد عنده كمان. الحمد لله كبرناهم وعلمناهم وفرحنا بيهم والأسرة "بقت أربعة" وبقالهم حياتهم الخاصة. ولسه ربنا مقدرني وبساعدهم.
اترك تعليق