لقطات إنسانية متباينة ومثيرة رصدتها "الجمهورية اون لاين" عقب النطق بإعدام المتهمين في قضية "فتاة المعادي".. اللقطة الإنسانية الأولي عندما استقبل محمد علي والد "فتاة المعادي" الحكم الصادر باعدام المتهمين بالتسبب في مقتل ابنته قائلا: الحمد لله مريم تقدر تستريح دلوقتي بعد الحكم العادل وسرعان ما غلبته دموعه فأضاف بصوت مكلوم: عمر ما حاجة هتعوضني عن فقدان بنتي.. لكن حكم الاعدام هيريحني كتير.. في الجنة يا مريم.

ووصف شعوره عند حضور جلسات المحاكمة بأن كل جلسة يشعر بأن الحادث كأنه حدث بالأمس.. وأنهي حديثه قائلا: الحمد لله مريم أكيد أحسن بعد هذا الحكم العادل.. وتفاعل معه الموجودون في القاعة من المحامين والمواطنين وقاموا بتهنئة والد فتاة المعادي قائلين له: "في الجنة ان شاء الله" وظل يردد مقولة: الحمد لله.

ولقطة أخري بعد الحكم كان بطلها المتهم الثالث وشقيقته حيث ظهرت أمارات السعادة الغامرة علي وجهه وظل يردد داخل القفص "الحمد لله.. يحيا العدل.. ربنا أعلم بأولادي أنا معملتش حاجة.. كنت بصلي كل يوم وادعي ربنا لأني بريء.. وربنا ينتقم من القتلة اللي موتوا مريم".. كذلك انطلقت زغاريد شقيقته فرحة ببراءته مؤكدة ان شقيقها ليس له علاقة بالمتهمين وظلت تدعو علي القتلة.. علي الجانب الآخر ارتسمت علامات الذهول علي وجه المتهمين الأولو الثاني عقب صدور الحكم باعدامهما وعجزا عن النطق بينما أظهرت دموعهما ندم لن ينفعهما علي الاطلاق.

ومن جهتهم أكد دفاع المتهمين الأول والثاني عقب صدور الحكم باعدامهم ان أمامهم فرصة للطعن علي الحكم أمام محكمة النقض وذلك خلال 60 يوما عقب ايداع المحكمة حيثيات الحكم وان مذكرة الطعن ستتضمن العديد من الأسباب وأنه مازال أمامهم أمل في محكمة النقض.

الحكم بإجماع الآراء

كانت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس قد قضت بإجماع الآراء باعدام المتهمين وليد عبدالرحمن فكري عبدالرحمن ومحمد أسامة محمد إمام السيد وشهرته "محمد الصغير" في القضية المعروفة إعلاميا بـ "مقتل فتاة المعادي" بعد موافقة مفتي الجمهورية علي اعدامهما وبراءة المتهم الثالث محمد عبدالعزيز محمد أمين وشهرته حماصة.

كما قضت المحكمة بحبس المتهم الأول وليد عبدالرحمن فكري عبدالرحمن سنة مع الشغل عن تهمة تعاطي المواد المخدرة وغرامة 10 آلاف جنيه واحالة الدعوي المدنية المقامة من محمد علي أمين قبل المتهمين للمحكمة المدنية المختصة لتحديد جلسة لنظرها وارجأت الفصل في المصاريف الجنائية.

صدر الحكم برئاسة المستشار وجيه حمزة وعضوية المستشارين مجدي عبدالمجيد وأشرف عبدالوهاب العشماوي وأمانة سر سعيد عبدالستار ومحمود عبدالرشيد.

7 محطات مرت بها القضية

* المحطة الأولي
14 أكتوبر 2020
في هذا اليوم أقدم المتهمون علي ارتكاب جريمتهم الحقيرة ما أسفر عن مقتل المجني عليها "مريم" المعروفة بفتاة المعادي أسفل عجلات الميكروباص أثناء محاولة المتهمين سرقة حقيبتها بالإكراه.
* المحطة الثانية
15 أكتوبر 2020
في اليوم التالي للحادث نجحت الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض علي المتهمين بقتل الفتاة.
* المحطة الثالثة
16 أكتوبر 2020
أيضا بعد يوم واحد قررت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية حبس المتهمين 4 أيام علي ذمة التحقيقات بعدما وجهت لهم تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار.
* المحطة الرابعة
21 أكتوبر 2020
في واحدة من أسرع قرارات الإحالة أحال النائب العام المتهمين إلي محكمة الجنايات لبدء محاكمتهم فيما هو منسوب إليهم من اتهامات.
* المحطة الخامسة
28 أكتوبر 2020
نظرت محكمة جنايات القاهرة أولي جلسات محاكمة المتهمين وقررت تأجيل الجلسة لـ 21 نوفمبر 2020.
* المحطة السادسة
25 نوفمبر 2020
قررت المحكمة إحالة أوراق المتهمين الأول والثاني لفضيلة مفتي الديار المصرية لابداء الرأي الشرعي في اعدامهما.
* المحطة السابعة
في 30 ديسمبر 2020

وبعد ورود رأي المفتي أصدرت محكمة الجنايات حكمها بإعدام المتهمين الأول والثاني بقتل فتاة المعادي باجماع الآراء.

ووجهت النيابة لاثنين من المتهمين تهم قتل المجني عليها "مريم" عمدا بحي المعادي يوم 13 أكتوبر الماضي حيث اندفع أحدهما تجاهها قائدا سيارة بالطريق العام ولما اقترب منها انتزع الآخر حقيبة من علي ظهرها حاولت المجني عليها التشبث بها فصدماها بسيارة متوقفة بالطريق ودهساها أسفل عجلات السيارة التي يستقلانها قاصدين من ذلك ازهاق روحها ليتمكنا من الفرار بالحقيبة فأحدثا بها اصابات أودت بحياتها.

وأضافت التحقيقات انه قد اقترنت هذه الجناية بجناية أخري أنهما في ذات الزمان والمكان سالفي الذكر سرقا مبلغا نقديا ومنقولات من المجني عليه وذلك في الطريق العام حال كونهما شخصين حاملين سلاحين مخبئين "ناري وأبيض" وذخائر مما يستخدم في السلاح الناري وكان ارتكاب جناية القتل بقصد اتمام واقعة السرقة.

واتهمت النيابة العامة المتهم الثالث باشتراكه مع الآخرين بطريقي الاتفاقو المساعدة في ارتكاب جريمة القتل حيث اتفق معهما علي ارتكابها وساعدهما بامدادهما بسيارة ملكه لاستخدامها في ارتكاب الجريمة مع علمه بها فوقعت الجريمة بناء علي هذا الاتفاق وتلك المساعدة فضلا عن اتهام أحد المتهمين بإحرازه جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي.

وكانت الأدلة التي أقامتها النيابة العامة علي الاتهامات المبنية حاصلها شهادة 7 شهور تعرف أحدهم علي المتهم الذي قاد السيارة المستخدمة في الجريمة حال عرضه عليه عرضا قانونيا واقرارات المتهمين اللذين ارتكبا واقعة القتل والسرقة في التحقيقات والتي تطابقت مع ما شهد به الشهود واقرارهما بتصوير حصلت عليه النيابة العامة أظهر المجني عليها قبل وقوع الجريمة بلحظات حاملة الحقيبة المسروقة وكذا أظهر لحظة سقوطها ومرور أحد اطارات السيارة عليها فضلا عن اقرار أحد المتهمين بتعاطيه جوهر الحشيش المخدر.