حذرت الدكتورة نيرمين حمدى ــ رئيس المركز القومى للسموم الإكلينيكة والبيئية بكلية قصر العينى من مجموعة من الممارسات الخاطئة التى يسلكها بعض المواطنين.. وتنهى حياتهم خلال دقائق.
قالت فى حوارها لـ "الجمهورية أون لاين": إن جائحة كورونا ضاعفت أعداد المصابين المترددين على المركز.. ما بين مواطنين تناولوا الكحول والكلور والغرغرة به اعتقاداً بأن ذلك يقتل الفيروس.. أو بسبب شباب لجأوا إلى حيل شيطانية لتصنيع خمور مغشوشة عن طريق خلط الكحول تركيز 70% والمتداول فى الأسواق للتعقيم، خلطه بالسفن أب أو العصائر.. للحصول على مشروبات روحية غير مكلفة.. دون علمهم بأن الكحول يحتوى على مادة الميثانول القاتلة وأن تناول 5 مللى منه يؤدى إلى العمى وزيادة الحموضة فى الدم وهى مشكلة يصعب علاجها.. وما لم يتم إنقاذ المريض خلال ساعة.. يتوفاه الله بفشل فى التنفس والكلى بسبب هذه الحموضة.
كما حذرت د.نيرمين من شنطة أدوية الجد أو الجدة التى يتركونها فى متناول الأحفاد والتى تتيح لهم الفرصة لتناول كميات كبيرة من الأدوية والتعرض للتسمم بالدواء.
ودقت جرس إنذار من "قرص الغلة" والذى يتكون من مادة "فوسفات الألومنيوم" يستخدمها المزارعون لمكافحة آفات القمح وثمنه زهيد حيث يبلغ ثمنه جنيهين ويستخدمه أبناء المدن فى الانتحار كجزء من ثقافة الانتحار.. وهو قرص مميت ليس له دواء.. ورعايته الصحية مكلفة ويضمن وفاة المنتحر فى أقل وقت.

* جائحة كورونا كيف انعكست على أعداد الحالات المترددة على المركز؟
** قالت: إن الجائحة وباء عالمى لأول مرة نواجهه.. ومانعانى منه فى الموجة الثانية هو سرعة الانتشار حتى أننا أطلقنا عليه المرحلة الأسرية حيث إن إصابة شخص بالأسرة كفيلة بنقل العدوى لجميع أفرادها كباراً وأطفالاً على عكس ما يشاع أن الأطفال لا يصابون.. وما ضاعف من خطورة الموجة الثانية هو الاستهتار والتراخى من جانب المواطنين وعدم التزامهم بالإجراءات الاحترازية وأبسطها ارتداء الكمامة مروراً بالتباعد الاجتماعى والذى اختفى تماماً والدليل المهرجانات والحفلات التى نتابعها يومياً على شاشة الفضائيات.
*هل هناك مؤشرات تعكس خطورة الموجة الثانية؟
**أسبوعياً نفقد ما لا يقل عن ثلاثة أساتذة ننعيهم بأسى وحزن على رحيلهم وهو أكبر مؤشر على خطورة الموقف وللأسف المواطنون ينقصهم الكثير من الوعى نعم الطاقم الطبى على خط الموجهة والخسارة فيهم ستتضاعف يومياً.. يبقى وعى المواطنين هو المخرج من الأزمة.
*الأخطاء الشائعة للمواطنين مع أزمة كورونا؟
**خلط المواد الكيماوية.. الديتول والكلور والفلاش والكحول اعتقاداً أنه كلما زادت المواد الكيماوية كلما أمكن القضاء على الفيروس وهذا عار من الصحة فينتج هذا الخلط أبخرة سامة خاصة حمض السلفورلك والخليك وهو سام وضار ويستخدم فقط فى تنظيف بالوعات الشوارع وهذه الغازات سامة وضارة تؤدى إلى تهيج الأغشية المخاطية للأصحاء وقد تؤدى إلى الوفاة لمن يعانون من أمراض صدرية أو أزمات ربوية، أيضاً نفاجأ بأن بعض المواطنين يلجأون للغرغرة بالكلور والكحول وانتشار وصفات واجتهادات مميتة.. نستقبل ضحاياها.. وربما فى حالات متأخرة يصعب إنقاذها، أيضاً زادت حالات الأطفال المترددين على المركز بتسمم بالكلور أو الكحول والمواد المطهرة نظراً لكثرة استخدامهم ما بعد كورونا ولجوء الأهالى لتخزين هذه المواد ربما فى زجاجات المياه الغازية.. التى يتناولها الأطفال بصورة كبيرة مسببة لهم مشاكل فى الجهاز الهضمى بدءاً من البلعوم ومروراً بالمرىء والمعدة وتكون الكارثة إذا ما وصل للأمعاء وتم امتصاصه فيؤدى إلى الوفاة.

*فى حالة تناول الأطفال لمادة كاوية كالكلور أو الكحول أو الكيروسين أو البوتاس ما هو التصرف الأمثل لإنقاذ الطفل؟
**أطالب المواطنين الابتعاد عن الاجتهاد ووصفات الجيران والفتاوى الضارة.. فكثيراً ما تلجأ الأم لإجبار الطفل على القىء والترجيع بإعطائه ماء بملح أو لبناً أو أى مادة تحفزه على القىء وهذا قمة الخطر.. لأن رحلة المادة الكاوية تتضاعف ذهاباً وإياباً وهو ما يضاعف حروق البلعوم والمرىء وربما يصل الأمر إلى انسدادهما والاحتياج لتدخل جراحى لإزالة الانسداد وفى مثل هذه الحالات أطالب الأمهات بالإسراع إلى أقرب مركز للسموم لإجراء غسيل معدة وعنصر الوقت ضرورى حتى لا تصل المادة الكاوية إلى الأمعاء ويتم امتصاصه وتعرض حياة الطفل للخطر لدرجة تصل إلى فقد الحياة، وأقول للمواطنين احذروا تخزين المواد المطهرة واحذروا الخلطات.. سلوكيات تؤدى إلى كوارث.
*ماذا عن تسمم الأطفال بالأدوية؟
**شنطة أدوية الجد والجدة كارثة الكوارث وتركها فى متناول الأطفال مؤذ للغاية وكثير من المواطنين لا ينتبهون إلا بعد وقوع الكارثة.. كثير من الحالات لا يعرفون الجرعات التى تناولها الأطفال وهو يضاعف الصعوبة ومهمتنا فى إنقاذهم.
*قرص الغلة الذى يعتمد عليه المزارعون فى التصدى للآفات التى تصيب المحاصيل ما هى حكايته.. وخطورته؟
** للأسف قرص الغلة رخيص الثمن حيث يبلغ ثمنه جنيهين.. أصبح وسيلة للانتحار وإنهاء الحياة لدى البعض.. كثير من الحالات تلجأ إليه يودى بحياتها على الفور وتأتى لنا فى حالة متأخرة.. فكثير من الحالات يتناوله عن طريق الفم وبعض الحالات يستخدمونه كـ "لبوس" لإنهاء حياتهم المشكلة أنه متاح أمام الجميع ورخيص الثمن وهنا أطالب بالرقابة على استخدامه وليقتصر على مكافحة آفات المحاصيل فقط.
*ماذا عن إدمان الشباب والحالات التى يستقبلها المركز؟
**للأسف ظاهرة مرعبة تحتاج لتكاتف جميع أجهزة الدولة للتصدى لمن يؤذون شبابنا بطرق مختلفة.. وخلطات غريبة، نستقبل 500 حالة من ضحايا المخدرات سنوياً.
نواجه عشرات المآسى يومياً لشباب فى عمر الزهور بصحبة أهاليهم وهم فى مرحلة متأخرة ربما لا نستطيع إنقاذهم لخطورة الحالة التى وصلوا بها..فبعض الشباب يأتون إلينا وهم فى حاجة لبتر الساق أو الذراع لأنهم تسببوا فى سد الشرايين بحقن المواد المخدرة بطريق الخطأ، فضلاً عن الاستروكس والخلطات الوهمية التى تصيبهم بالعمى أو تؤدى إلى وفاتهم متأثرين بهبوط فى الدورة الدموية.. وأقول لهم النشوة ربما لدقائق.. يعقبها انهيار كامل وربما فقدان الحياة.
*ماذا عن الكاتل وما أشيع من خطورته على الصحة.. والإصابة بالتسمم؟
**مشكلة الكاتل هى ترسب المعادن والأملاح الموجودة فى المياه مع عمليات الغلى المتكرر مع انعدام تنظيفه بشكل دورى.. يؤذى الإنسان.. شأنه شأن تخزين الصلصة فى الأوانى المصنوعة من الألومنيوم التى تتفاعل وينتج عنها مواد سامة ضارة بصحة الإنسان
اترك تعليق