أكد الخبراء العسكريون أن مصر بعد 30 يونيو تختلف شكلاً وموضوعًا، نجحت فى تنويع مصادر السلاح من دول متقدمة فى هذا المجال مثل: فرنسا وروسيا والصين وألمانيا وكوريا الجنوبية لتلبية احتياجاتها.
قالوا إن تصريحات ترامب حول شراء مصر السلاح من روسيا بأموال أمريكا مغلوطة وتهدف إلى افتعال الأزمات والمشاكل للرئيس الجديد جو بايدن، خاصة أن المعونة العسكرية الأمريكية والتى تقدر بمليار وثلاثمائة مليون دولار، لا تدخل الخزينة المصرية أساسًا وهذا من بنود الاتفاق، بل تستخدم لشراء معدات عسكرية أمريكية يتم الاتفاق عليها بين الجانبين أو تأتى فى صورة تدريبات مشتركة أو قطع غيار.
قال اللواء أ.ح سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق إن اتجاه مصر لتنويع مصادر السلاح من أعظم القرارات التى اتخذتها القيادة السياسية على الإطلاق.
وردًا على تصريحات ترامب حول شراء مصر السلاح من روسيا بأموال أمريكا.. قال: إنه من المعروف أن المعونة العسكرية الأمريكية والتى تقدر بمليار وثلاثمائة مليون دولار، لا تدخل الخزينة المصرية أساسًا وهذا من بنود الاتفاق، بل تستخدم لشراء معدات عسكرية أمريكية يتم الاتفاق عليها بين الجانبين أو تأتى فى صورة تدريبات مشتركة أو قطع غيار.. مشيرًا إلى أن أمريكا حريصة على أن المعونة لا تحدث تفوقًا على إسرائيل ونجد أنه لا يتم توريد أى سلاح عند حد معين وبعدها يتم شراء منتجات مدنية.
أضاف أن هناك حساسية لدى الكونجرس تجاه شراء أى دولة معدات عسكرية من روسيا بشكل عام، باعتبارها دولة معادية لهم، بالإضافة إلى أنهم يريدون تبعية مصر لهم.
تنويع مصادر السلاح
قال اللواء أ.ح عادل العمدة - مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية- : إن مصر بدأت منذ زمن بعيد فى تنويع مصادر السلاح وظهرت أهمية هذا الطرح عندما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن تدبير بعض الأنواع من قطع الغيار وبعض مطالب القوات المسلحة المصرية.. فلجأت مصر إلى دول متقدمة فى هذا المجال مثل: فرنسا وروسيا والصين وألمانيا وكوريا الجنوبية لتلبية احتياجاتها الذى أفرزت معطيات كثيرة أهمها عدم إدراك العدو فى ظل تنوع مصادر السلاح وأهمية التسليح المختلف إلى وضعية ثابتة لتنفيذ المقاتلين المصريين لمهامهم لاختلاف السلاح والعقيدة.
أضاف ان الأمن القومى لأى دولة هو الحفاظ على قيمتها ضد التهديدات والتحديات سواء أكانت داخلية أو خارجية لتحقيق التنمية الشاملة والأهداف القومية للدولة ومن ثم لا يجب أن تكون الدولة أو أصابعها تحت ضرس أى دولة أخرى، ومن هنا تظهر أهمية تنويع مصادر السلاح لكى لا تكون الدولة مرهونة برضا أو مصالح دولة أخرى متقدمة فى هذا المجال من السلاح والمتطور منه أو تتعرض لضغوط من قبلها لتمرير أو الموافقة مرغمة على قرار أو غير ذلك.
معرض "أيدكس"
أوضح أنه تجلت روعة هذا الموضوع عندما أصرت مصر على تنفيذ معرض "أيدكس" للسلاح على أرضها مما انعكس عليها من استعراضها لقوتها بالإيجاب، وكانت الأسلحة المتطورة التى قامت الدول العارضة بطرحها فى المعرض وتفقد المعنيين من الدولة المصرية لهذا المعرض بل وحددوا مطالبهم واحتياجاتهم بما يكفى لتحقيق مهامهم، فكان هذا المعرض فرصة لتعريف العالم على قدرة الدولة المصرية أولاً فى التنظيم لمعارض الأسلحة بشهادة أشهر منظمى المعارض، بالإضافة إلى قدرة مصر على مواكبة التطور فى السلاح من خلال ما يتم عرضه فى الجناح المصرى وعقد العديد من الاتفاقيات وضمان الحصول على أحقية البيع والتسويق للسلاح والتى تضمن لمصر الانضمام إلى الدول المتقدمة فى هذا المجال.. شدد على أن تصريحات ترامب حول شراء مصر السلاح من روسيا بأموال أمريكا مغلوطة وتهدف إلى افتعال الأزمات والمشاكل للرئيس الجديد جو بايدن.
ادعاءات
قال اللواء أ.ح نصر سالم رئيس جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع الأسبق، إن ما ذكره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن شراء الجيش المصرى معدات عسكرية من روسيا بأموال المعونة الأمريكية، ادعاءات ليس لها أساس من الصحة، موضحًا أن مصر لا تحصل على أى أموال من المعونة العسكرية، ويتم استخدامها عن طريق شركات أمريكية تقوم بتوريد المعدات العسكرية، مشيرًا إلى أنه يمكن استخدام جزء صغير جدًا من المعونة فى شراء قطع غيار للأسلحة حال عدم توافرها بالولايات المتحدة الأمريكية من دول حلف الناتو وعن طريق الشركات الأمريكية وغير مسموح بالشراء من روسيا.
أكد أن مصر تعلمت الدرس فى عام 2013 عندما قامت أمريكا بوقف صفقات السلاح وقطع الغيار وحاولت أن تشل القوات المسلحة المصرية للضغط على القرار السياسى وفقد إرادتها تمامًا وبالتالى كان دور القيادة السياسية متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى منتهى البراعة والإقدام عندما بدأ تغيير السياسة بتنويع مصادر السلاح حتى لا يتم الضغط علينا مرة أخرى مثلما فعلت أمريكا.
أضاف انه تم الحصول على الغواصات من ألمانيا وطائرات الرافال والمدمرة الشبحية الفريم والميستيرال والفرقاطات من فرنسا وأسلحة من روسيا والصين مما أدى إلى عدم الضغط على القرار السياسى.
أوضح أن مهمة القيادة السياسية عندما تكون لديها إرادة وطنية باقية على سمعة بلدها ومستقبلها ألا تترك قرارها رهينة ضغوط أجنبية.
اترك تعليق