هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"الجمهورية أون لاين" من داخل الخط الساخن "105": 12 مقاتلا يتلقون بلاغات كورونا على مدار الساعة.. صور
 تصوير­ أحمد عبد الحميد 
 تصوير­ أحمد عبد الحميد 

مساحة كبيرة في الطابق الأول بأحد مباني وزارة الصحة ، تبدأ ببوابة خارجية معقمة تأخذك في خط سير لطرقة داخلية متفرعة ، لتنتهي إلي منطقة تتعدد بها الغرف لمكاتب إدارية ، لتقف أمام أحدها وتقرأ هنا" الغرفة الوقائية" .. الخط الساخن 105 فتشاهد داخلها كتيبة من المسئولين عن تلقي الاتصالات والبلاغات والاستفسار عن كل ما يخص"فيروس كورونا المستجد" في موجته الثانية ، عايشت "الجمهورية أون لاين" فريق العمل داخل الغرفة يوما كاملا ، تملكها خلاله شعور أن المهمة بالفعل كبري فهي تذكرك بمشهد غرفة العمليات وقت الحرب ، فالجميع منتبه ومتأهب لأي اتصال ليقوم بالرد وكأنه واجب وطني يؤديه بمنتهي الحب والمسئولية معا. 


"الخط" خصصته الوزارة عام 2005 لجائحة إنفلونزا الطيور.. وقررت تطوير5 لـ"كورونا" 

 

كان هناك تنسيق مسبق تطلبه الأمر لتكون في استقبالنا دكتورة "داليا نبيل" مسئول غرفة الطوارئ الوقائية والخط الساخن 105 بالادارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة ، والتي صحبتنا في يوم كامل للمعايشة داخلها ، فبداية وباقترابنا من بوابات الغرفة بالطابق الأول ، عرفتنا مديرها أن" 105" لم يخصص حديثا لتلقي بلاغات المواطنين عن الاصابة أو الاشتباه بـ"كوفيد 19" فيروس كورونا المستجد ، بل تم تجهيزه عام 2005 خلال أزمة "نفلونزا الطيور" ليكون مواكبا للأزمة وقتها ، ودوره كان ومازال تلقي الشكاوي والاستفسارات عن جميع الأمراض المعدية طوال العام ووقت الأزمات والجائحة ، وكذلك الاستفسار عن التطعيمات والأمصال المختلفة للرضع والكبار ، والمعقورين وأماكن تواجدها ، وأن الخط الساخن 105 يعمل أيضا علي الترصد للحدث داخليا وعالميا وتقييم الوضع الوبائي العالمي ومتابعته مع دول الجوار ، لإعداد مادة علمية معتمدة للرد عن استفسارات وشكاوي المواطنين واستكمال خطة الوزارة في تنفيذ إجراءات الوقائية لتحصين الحدود مع الدول الموبوءة . 

الصحة تضطر للاستعانة بشركة اتصالات خاصة لمواجهة الأزمة 

بينما نحن علي مشارف الدخول للغرفة كانت تنم إلي مسامعنا أصوات استقبال المكالمات التي لا تنقطع ، لنلمح ونحن علي بعد خطوات كتيبة من مسئولي الرد كل يلتزم مقعده وبيده سماعة تليفون أرضي يتلقي بلاغ وبجوره زميل علي أتم الاستعداد لتلقي بلاغ آخر ، وهنا قالت" مدير لخط الساخن 105" إنه يوجد خطان لاستقبال البلاغات في هذه الفترة وليست خط واحد كما كان في موسم" الكوفيد" العام الماضي ، حيث أصبح الآن هناك خطان "105 واحد" و" 105 اثنان.." فنظرا لتزايد الاتصالات ، وجهت الوزيرة د. هالة زايد ، بالاستعانة بشركة اتصالات خاصة ، لمساعدة الفريق الضخم المسئول عن تلقي البلاغات ، مشيرة إلي أنه تم تدريب مسئولين تلقي البلاغات بشركة الاتصالات الخاصة علي طريقة الرد لتزويد المتصل وصاحب البلاغ بكافة ما يحتاج من معلومات حول"الكوفيد" . 

قائمة بـ 363 مستشفى عزل.. تحدد نسبة الإشغال كل لحظة 

دخلت "الجمهورية اون لاين" الغرفة الوقائية الخط الساخن 105 وهي مكان مقسم إلي عدة مساحات ، فهذا جانب يحوي مكاتب إدارية يجلس عليها مسئولو المتابعة ، كل يختص بمتابعة جانب من عمل الغرفة والخط الساخن 105 ، وجانب آخر به خطوط التليفونات الأرضية المجهزة لتلقي البلاغات ، وبها ما يقرب من 12 عدة تليفون أرضي  علي طاولات متراصة ، ليست في مواجهة بعضها البعض تحقيقا لقدر من التباعد ، وأعداد مماثلة من أجهزة الحاسب الالكتروني المفتوحة أمام كل" مسئول رد"و في مواجهته قائمة محدثة بـ360 من مستشفيات العزل والفرز علي مستوي الجمهورية . 


 البلاغات الواردة من القاهرة والغربية  جلسنا بجانب" محمد عبد الرحمن" أحد مسئولي الرد ، الذي كان للتو ، قد تلقي بلاغا وانتهي من توجيهه ، وها نحن سنبدأ معه حديثاً قصيراً عن طبيعة عمله ، ليلاحقنا اتصال آخر ويقوم هو بالرد فورا ، وجدناه يستقبل المكالمة بـ" السلام عليكم .. الساخن 105 ... تحت أمرك اتفضل".. هنا تبدو علي الخط سيدة من القاهرة ، تقول إن جارتها في العمارة تأكد إصابتها بـ"كورونا" منذ 11 يوما ، وهي تريد أن تقوم بعمل التحاليل اللازمة للاطمئنان علي نفسها لأنها كانت مخالطة لها بحكم الجيرة ، ومسئول الرد ، استفسر عن عنوانها وأعطي لها خيارات التوجه إلي مستشفيات إما حميات العباسية ، أو أمبابة أيهما أقرب لها ، وطلب منها الرجوع والاتصال بـ105 إذا تعثرت في ذلك ، انتهت المكالمة ، والتقطنا منه بعض الكلمات ، ليقول :" احنا هنا شغالين 24 ساعة 2 شيفت من 9صباحا لـ6 مساء ومن 6مساء لـ9صباحا بالتناوب بين الزملاء مسئولي الرد" ... لم نتمكن من استكمال الحديث لورود بلاغ ثان ليعاود بالرد السريع كعادته ، وتبين أن صاحبه بمحافظة القليوبية ويحتاج تعقيم الشارع والعمارة القاطن بها لوجود أكثر من حالة إصابة بالفيروس ، فسأله مسؤل الرد إذا كانت ظهرت عليه أو أسرته أية أعراض فأجاب بـلا ، ثم قام بتوجيه لرقم تليفون" ناقلات الأمراض المسئولة" عن التعقيم في محافظته الاتصال بها وطلب التعقيم . 

"البلاغ 3" بمجرد انتهاء الاتصال ، ورد البلاغ الثالث ونحن جالسون مع نفس مسئول الرد ليكون في هذه المرة استفسار عن أين يوجد مصل الكبدي الوبائي لتطعيم طفل مولود من أم مصابة ، ليقوم بالتوجيه إلي عنوان مديرية الصحة التابع لها بمحافظة الغربية والقسم الوقائي بها لمعرفة الوحدة الصحية المتوفر بها المصل المطلوب ... لاحظنا أنه لا يهم مسئول الرد مدة البلاغ ما دام يقوم بإجابات شافية للمتصل وتتحقق غايته من الاتصال لتنتهي بالشكر واللجوء إلي خط 105 مرة أخري إذا تعثرت أمامه ايه خطوة لاحقة وإن كانت حتي شكوي من القائمين عليها . 


"عزل منزلي ... اشتباه .. حالة كورونا مؤكدة"  

ها نحن مازلنا داخل غرفة الخط الساخن 105 ومازلنا بين يدي مدير الغرفة ، دكتورة- داليا نبيل- لتزويدنا بمزيد من المعلومات عن الجهود المبذولة خلف كل مكالمة وبلاغ ، لتقول إنه من خلال الرد علي البلاغ يتمكن مسئول الرد من فحوي ما يذكره المتصل من تقييم الحالة ، ويكون التقييم إما" حالة عزل منزلي ..أو حالة اشتباه ... أو حالة مؤكدة" وفي كل حالة يكون التوجيه والتعامل مختلفاً ، ففي حالة العزل المنزلي يتم متابعة تطورات الحالة يوميا عبر التليفون ، وحالة الاشتباه يتم تحريك سيارة إسعاف فورا إلي عنوانها لتنقلها إلي أقرب" مستشفي فرز" للتشخيص والتحاليل ،ويكون بعدها القرار إما لتحويلها لـمستشفي عزل بعد التأكد بالاصابة أو إعادتها للمنزل لعدمها وفقا للمسحة ... وأما البلاغات التي تؤكد أنها مصابة وأثبت ذلك تحاليل رسمية معاها علي الفور يتم تحريك سيارة إسعاف مجهزة لنقلها لـ"مستشفي عزل" مباشر بمحيط دائرة سكنها لاتخاذ اللازم معها ، ليس فقط بل والتواصل مع المخالطين للحالة، وصرف علاج لهم بالمجان واتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة . 

 مع مسئول تلقي البلاغات الثاني اتصالات من الاسكندرية والقليوبية  مازلنا نعايش الخط الساخن 105 من داخل غرفته ، لنجلس علي المقعد المجاور لمسئول الرد الثاني" أحمد شومان" والذي قال إنه وجميع من في الغرفة يكملون بعضهم البعض يتلقون الاتصال ويتابعون البلاغات ، وفي حين تطلب الأمر معاودة الاتصال بصاحب البلاغ لاستكمال بعض البيانات يقوم بإسناد المهمة لمسئول مساعد مجاور له حتي يتفرغ هو لتلقي المزيد من الاتصالات ، ويكون جاهزا للرد الفوري . 


 "بلاغ 4" في هذه اللحظة ورد اتصال رابع من محافظة الاسكندرية وفهمنا من رد المسئول أن المتصل لديه شك في أنه أصيب بـ" كورونا" ويود معرفة كيف يتصرف ، فكان رد المسئول تلقي البلاغ أن عليه بالمحافظة علي هدوئه النفسي ، ثم بدأ بتعريفه بالمستشفيات المجهزة لاستقباله في محافظته وهي" مستشفي كرموز ، أبو قير العام ، جمال عبد الناصر ، الجمهورية العام" وعليه اختيار الأقرب له ، وإذا لم يقدر علي الحركة عليه الاتصال بـ123 الاسعاف لنقله ، لكن المتصل فضل استخدام سيارته الخاصة . 

 " بلاغ 5" بلاغ خامس ورد وقام المسئول بالرد سريعا لكنه للأسف بدت معاكسة ، فسألنا هل هذا يتكرر ليجيب مسئول الرد نعم وكثيرا ، ومعتادين علي ذلك و نستقبلها بصدر رحب ، و نغلق معها الخط ، ونستعد سريعا لاستقبال المزيد من البلاغات حتي يظل الخط مستعداً لتلقي الاتصالات . 

 " بلاغ 6" بالفعل قاطع حديثنا مع مسئول الرد اتصال سادس وارد لنرصده معا ، وهو من محافظة القليوبية لصوت نسائي، تشتبه في حالتها ، وتحتاج معرفة مراكز معامل تابعة لوزارة الصحة بمحافظتها كي تتوجه إليها ، رد عليها مسئول تلقي البلاغ بأن عليها أولا اتخاذ الاجراءات الوقائية وارتداء الماسك الطبي ، ويمكنها التوجه إلي" مستشفي بهتيم المركزي ، حميات بنها ، بنها التعليمي" أيهما أقرب ، لتوقيع الكشف وعمل الفحوصات والتحاليل وسوف يتم اتخاذ اللازم معها إذا تطلبت 

 

حالتها العزل 
 "بلاغ 7" .. حالة كورونا مؤكدة 

رغم أننا بكل أذان صاغية نستمع لتوضيح مدير الغرفة علي بعض الملاحظات ، لشغفنا بكل تفصيلة نراه لأول مرة لنعلم أن وراء الخط " الساخن 105" جيش من القائمين عليه يؤدي مهمته وكأنه عمل وطني ومهمة حربية يخشي التقصير فيها ، كنا في ذات الوقت نرصد ما هو قادم من بلاغات ليجذب انتباهنا أن"البلاغ رقم 7" واستقبله مسئول الرد -عصام رسمي- و هو حالة إصابة مؤكدة بـ"كورونا" ، فبدء مسئول الرد في أخذ بياناته وعنوانه ليتبين أنه قام بعمل المسحة وتم تأكيد الأصابة ويتواجد حاليا في مستشفي حميات العباسية ، ويود بمساعدة الخط الساخن وتحت إشراف وزارة الصحة الانتقال إلي مستشفي الدمرداش ليتم عزله بداخلها لحاجته إلي غرفة رعاية مركزة وجهاز تنفس اكسجين صناعي ،بالفعل تم استكمال بيانات الحالة ، وهنا يتم الاستعلام بالرقم القومي للحالة للتأكد من تسجيلها أن مسحتها إيجابية بالفعل ثم تحويل البيانات فوريا إلي" الغرفة المركزية للتصدي لجائحة كورونا" التي تتلقاها إليكترونيا وتبدأ في توجيه سيارة إسعاف مجهزة لنقل الحالات المصابة حيث تختلف سيارات الاسعاف إذا توجهت لنقل حالة اشتباه ، ويتم في نفس الوقت التنسيق مع المستشفي الذي سيتم نقل الحالة المؤكدة إليها لاتخاذ الاجراءات الاحترازية وتستعد لاستقبالها . 

 

الغرفة المركزية لإدارة الأزمات 

هذه الغرفة تعمل بشكل متواصل علي مدار الساعة لمتابعة مستجدات الموقف أولًا بأول، وفقا لتوجيهات د هالة زايد وزيرة الصحة لمتابعة سير العمل من خلال الشبكة المميكنة التي تربط كل من إدارة المستشفيات وهيئة الاسعاف والخط الساخن 105 بالغرفة. " بلاغ 8" 
 بينما نحن نعايش الخط الساخن 105 ، وسط كتيبة من مسئولي تلقي البلاغات بينهم فتيات أيضا ، وقبل انتهاء وقت مغادرتنا الغرفة ورد اتصال ثامن ، استقبله مسئول الرد- هالة سلام- في هذه المرة هو لشخص مسافر عن قريب ويسأل عن رغبته في عمل تحاليل pcr اللازمة لتقوم مسئول الرد بتوجيهه إلي موقع الادارة المركزية للمعامل علي الانترنت ،وتردد علي مسامعه اسم الموقع بالحروف الانجليزية لكتابتها صحيحا وهي www.Clab.mohp.gov.eg لتسجيل بياناته وتعلمه أنه سيعقب ذلك تلقيه رسالة علي هاتفه المحمول بموعد التوجه إلي أقرب معمل تحاليل لعمل الـPcr اللازم . 

 متابعة صفحة الموقف الوبائي العالمي  جلسنا بجوار مسئول تلقي اتصالات آخر بغرفة الخط الساخن 105 ،- كريم البدوي- لنجد جهازه الحاسب الاليكتروني مفتوحاً علي صفحة الموقف الوبائي العالمي ويخبرنا أن من ضمن عمل الخط الساخن الرد علي المتصلين بشأن رغبتهم في التطعيم من الأمراض الوبائية في الدول المتوجهين إليها ، مثل" الكوليرا ،الملاريا ،الايبولا" ، ولابد من متابعة الصفحة هذه لأن بياناتها محدثة بصفة دورية . 

 

متابعة برنامج القادمين من الخارج 

يبدو أن العمل ليس هينا داخل غرفة الخط الساخن فمازالت المهام تظهر وتتكشف لنا خلال معايشتنا لـ"105" ليعرفنا- مسئول رد آخر- مصطفي عبد الرازق- أن هناك برنامج بيانات القادمين من الخارج ، وهو مختص بمتابعة القادمين من جميع الدول ، بعد تسجيل بياناتها في مسئولي وزارة الصحة بالمطار ، لمتابعة حالتهم الصحية إذا ظهرت أعراض عليهم وكذلك فيما يخص القادمين من الدول الموبوءة. 

 وهكذا تستمر البلاغات والاتصالات علي الخط الساخن 105 ويستقبل مسئولو الرد البلاغ الـ9 و الـ 10 و الـ 15 و الـ 20 ، دون ملل ، ولكن ينته الأمر داخل غرفة الخط الساخن 105 بتلقي الاتصالات والتوجيه للمتصل، لتقول مسئول الرد-رانيا قدري- أن هناك تقييما للرد علي الاتصالات بصفة دورية بعد تفريغ المحتوي لإعداد تقارير أسبوعية تعرض علي الوزيرة ، لتقييم مدي سرعة الاستجابة والرد علي تساؤلات المتصل بصورة واضحة ومرضية له ، وفي حالة وجود شكاوي المتاح تلقيها علي أحد أرقام الخط الساخن أيضا يتم فحصها والتواصل مع صاحبها لإزالة سبب الشكوي ومعاقبة المقصر . 
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق