لا أعرف لماذا اختارت الشاعرة عدد تسعة عشر بيتا في قصيدة الآثمة هل هناك علاقة مقصودة بما ورد في الآية القرآنية في وصف جهنم بأن عليها تسعة عشر.
ثم أن ما يلفت انتباهك في هذه القصيدة أن أبياتها تتحدث عن الموضوع ذاته ولكن بطريقة مختلفة أي أن الشاعرة شدو أوردت تسعة عشر معنى لموضوع واحد , وهذا ينم عن ثروة لغوية كبيرة لدى الشاعرة وخيال متسع وخصب لاستنبات المعاني وفتحها وتدويرها.
لا أعرف أيضا إذا كان مصادفة في قصيدة رائعة كهذه أن يكون البيت العاشر منها يتحدث عن الاشتهاء في الحلم بتصوريه المعهودين من جماله وقبحه
( حتى اشتهائي والذي قد تأنف )
كل بيت في القصيدة حمل التضاد حتى بلغت ذروته في خاتمتها
سأحيك من جلد الفراق قصيدة
وعلى أولى الاهواء أن يتصوفوا
لن أكون مبالغًا إذا قلت أنها إحدى القائد التي تضاهي قصائد الكبار , من النادر أن تحظى بمثلها منذ الجواهري
و أبو ريشة.
استمع ( أنا ذنبك الأقصى فقل لجديلتي
ما كل زهد في الوصال تعفف )
تخيلت أن تغنيها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم رحمها الله، ألا توازي رائعة ناجي (الأطلال).
ولنعد إلى بيت الافتتاح الذي تمثل فيه عتبة النص.
دعني قليلا ريثما أتوقف ** صبرًا جميلا ذاك ذنبي أعرف
لتعيد الشاعرة وصف ما حدث شعوريا بجميع تصوراته الممكنة والتي تنضوي تحت معنى هذا البيت .
اترك تعليق