هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الأديب منير عتيبة في حوار خاص: "المجالس العتيبية" كتبت نفسها.. وهي لحظات صفاء نوراني أتمنى ألا تفارقني أبدًا
منير عتيبة
منير عتيبة

ـ مختبر السرديات يهتم بتجسير الفجوة بين المبدعين والنقاد.. وبين الأجيال المختلفة.. والمناطق المتباعدة

ـ الجوائز تربيتة على الكتف تقول "الله ينور استمر".. لكنها ليست سببًا للكتابة


ـ أعمالي النقدية قراءات تطبيقية وما يشغلني هو الاستفادة من كل ما قُدم أيًا كانت جنسيته

ـ الإبداع كالعلم ليس حكرًا على أحد.. وحق لكل من يستطيع الوصول إليه

ـ أعمل على مواصلة مشروع توثيقي هو "تقرير الحالة السردية المصرية في القرن الحادي والعشرين" وسيصدر في عدد من الكتب تباعًا

 

قليلون هم من جسدوا القيمتين معًا.. الإبداع الدافق الهادف المتجدد، والعطاء الكامل المؤثر في المحيطين.. موهوبين ومتحققين.

كتب.. درس.. وبحث؛ فكان في المقدمة دائمًا.. أخذ بأيادٍ وربت على أكتافٍ.. وجّه واكتشف ودعّم؛ فصار تلاميذه في كل الأقاليم يدركون المعنى.. ويعون الرسالة..

هو.. أقنوم العطاء.. أيقونة الإبداع السكندرية المصرية..

الأديب الكبير منير عتيبة، مؤسس ومدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، رئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب، رئيس اللجنة الإعلامية باتحاد كتاب الإنترنت العرب، عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب الإنترنت العرب، عضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عضو لجنة تضامن الشعوب الأفروآسيوية، صاحب العديد من أعمال الدراما الإذاعية.. الفائز بالعديد من الجوائز المهمة على مستوى مصر والعالم العربي من بينها جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب، جائزة اتحاد كتاب مصر فى القصة القصيرة، جائزة نادى القصة في القصة القصيرة، جائزة إحسان عبد القدوس في القصة القصيرة، جائزة ساقية الصاوى فى القصة القصيرة العربية، جائزة جمعية الأدباء فى القصة القصيرة، جائزة مجلة هاى الأمريكية فى القصة القصيرة العربية.

التقيناه.. فكان الحوار التالي:

يمثل مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية الذي أسسته وتديره، منبرًا ثقافيًا مهمًا للمبدعين داخل الإسكندرية وخارجها، بل داخل مصر وخارجها أيضًا.. حدثنا عن بدايات الفكرة.. وأهم الأصوات الأدبية التي انطلقت من بوابة المختبر، ومنجزاته، وطموحاتك خلال الفترة القادمة في هذا الإطار.

بدأ مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية أولي فعالياته فى 29 ديسمبر 2009. يعقد المختبر ثلاث فعاليات رئيسة هى: فعالية أسبوعية بمكتبة الإسكندرية وفعالية شهرية ببيت السناري بالقاهرة وفعالية شهرية مع الشباب بعنوان (مختبر السرديات للفتية) ببيت السناري بالقاهرة.

ينظم المختبر حوالي 90 فعالية سنويا ما بين: ندوات مناقشة أعمال إبداعية فى السرد الروائي والقصصي والمسرحي والدرامي - ندوات مناقشة أعمال نقدية - ندوات قراءات قصصية وتناولها بالنقد - ورش عمل فى الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا والسيناريو والدراما الإذاعية واللغة العربية والإلقاء إلخ - مؤتمرات ينظمها المختبر منفردًا أو بالتعاون مع جهات ثقافية أخري - مسابقات فى مجال القصة والرواية والنقد والقصة القصيرة جدا. يتعاون المختبر فى بعض فعالياته مع جهات عديدة منها: المجلس الأعلي للثقافة بمصر - الهيئة المصرية العامة للكتاب - دار الكتب المصرية - مختبر السرديات المغربى - مختبر السرديات العماني - مختبر السرديات الأردني - وحدة السرد بجامعة الملك سعود بالرياض - جامعة واسط بالعراق - جامعة الإسكندرية وغيرها.

نظم المختبر عددًا من المؤتمرات المهمة منها أول مؤتمر للقصة القصيرة جدًا بمصر شاركت به 11 دولة عربية سنة 2013 - مؤتمر محمد حافظ رجب رائد التجديد فى القصة العربية - مؤتمر مصر المبدعة السنوي بالتعاون مع لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة والذي عقد منه 5 دورات حتي الآن، مؤتمر الأدب المصري والمغربي، مؤتمر الأدب المصري والسعودي، وغيرها.

يستفيد المختبر من التطور التقني فيعقد بعض فعالياته بالفيديو كونفرانس مثل مؤتمر الأدب السكندري والعراقي مع كلية التربية جامعة واسط بالعراق، كما ينظم بعض الفعاليات أون لاين ويهتم المختبر باستضافة كبار الكتاب الذين يكتبون بالعربية سواء يعيشون فى الوطن العربي أو المهجر، كما يهتم باستضافة من ترجمت لهم أعمال إلى العربية فاستضاف كتابًا من الصين وسلوفينيا وتركيا وأسبانيا ويهتم كذلك باكتشاف أصوات جديدة فى الإبداع والنقد والدفع بها إلى الصفوف الأمامية فى الحركة الثقافية العربية.

يهتم المختبر بتجسير الفجوة بين المبدعين والنقاد. كما يهتم بتجسير الفجوة بين الأجيال المختلفة، وبين المناطق الإبداعية المتباعدة جغرافيًا. يسعى المختبر لأن يكون بيت السرد العربي وقد قطع خطوات كبيرة في هذا الطريق ويسعى لاستكمالها إن شاء الله.

العديد والعديد من التكريمات والجوائز حظيت بك.. ما أهم تلك الجوائز من وجهة نظر الأديب منير عتيبة التي رأيتها تكليلًا لمشروعك الأدبي إبداعًا وعطاءً؟

الجوائز حدث سعيد على جميع المستويات، إنسانيًا يحب الإنسان أن يجد من يقدر عمله، وإبداعيًا هي تربيتة على الكتف تقول "الله ينور استمر"، وأسريًا تشعر الأسرة التي تفتقدك معظم الوقت أن سبب هذا الافتقاد شيء مهم وله قيمة ومقدر من الآخرين. لذلك فكل جائزة تكون في وقتها أهم جائزة وفرحتها كبيرة. لكن الجوائز في النهاية ليست سببًا للكتابة ولا سببًا للإبداع، ولا تجعل الكتابة التالية لها أجمل أو أفضل، وإذا لم تأتِ جوائز فالكاتب المهتم بعمله لن يتوقف عن الكتابة.

للأديب منير عتيبة عدد غير قليل من الدراسات والأبحاث والرؤى النقدية المهمة.. ما رأيك في مقولة "إننا لا نمتلك نموذجًا نقديًا عربيًا خالصًا نستطيع البناء عليه فيما يستحدث من أجناس وألوان أدبية" التي يرددها بعض النقاد؟

المقولة نفسها تتردد في معظم إن لم يكن كل مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية، البعض يعود إلى الجذور التي بنى عليها الغرب حضارته ليجد لنا قدما، والبعض يسعى للمشاركة الإيجابية في إنتاج النظرية، لكنني لست من أصحاب النظريات، وأعمالي النقدية هي قراءات نقدية تطبيقية، لذلك ما يشغلني هو الاستفادة من كل ما قُدم أيا كانت جنسية ما قدمه عندما أقوم بعملي، فالإبداع والعلم ليس حكرا على أحد وحق لكل من يستطيع الوصول إليه واستخدامه.

"المجالس العتيبية".. مشروع أدبي فريد من نوعه.. تحت أي لون أدبي يمكننا تصنيف مجالسك.. ومن أين بدأت المجالس في ذهنك.. وإلى أين وصلت.. وهل ننتظر المزيد؟

"المجالس العتيبية" كتبت نفسها حرفيًا، ولا أستطيع تصنيفها أدبيًا، لكني أعلم أنها لحظات صفاء نوراني وتجليات وهدى أحمد الله على أن أعطانيها، وأتمني ألا تفارقني أبدًا. والمجالس ليست فقط كتابًا ولكن مع الكتاب هي مشروع متكامل سيعلن عن خطواته تباعا إن شاء الله.

قدمت عددًا من الأعمال الإذاعية، هل وجدت اختلافًا في الذائقة الأدبية، بين تلقي العمل قراءة، واستقباله عبر الأثير سماعًا.. وهل ترى أن الإذاعة المصرية مازالت قادرة على الوجود القوي وتوصيل رسالتها في ظل زحام الفضائيات والسوشيال ميديا وغيرها؟

لكل وسيط لغته وأدواته، وبالتالي يختلف التلقي من وسيط لآخر، لكن كل الوسائط تشترك في الهدف وهو المعرفة والمتعة بدون ترتيب، لذلك من يستطيع أن يقدمهما في إطار فني جيد سيجد قارئه أو مستمعه أو مشاهده. والإذاعة المصرية لديها كنوز من الأعمال التي قدمت على مدار عقود، وكنوز من الفنانين والفنيين والإعلاميين والمبدعين، وتستطيع أن تستخدم السوشيال ميديا لتكون في مركز الصدارة لأنها ستقدم المحتوى الذي لا يملكه غيرها.

كثير من الكتّاب يرون في الكتابة للأطفال مجالًا سهلًا.. وفي بعض الأحيان يجدونها الطريق المريح البعيد عن سهام النقد الأدبي.. بعد مؤلفاتك وعطائك الكبير في مجال الكتابة للأطفال ورعاية الموهوبين منهم.. ماذا تقول لهؤلاء من الكتاب الشباب ممن يظنون التعامل مع ذهن الطفل عملًا يسيرًا؟

لا توجد كتابة سهلة وكتابة صعبة في رأيي، هناك كاتب يستطيع أن يعطي في هذا المجال أو ذاك أو لا يستطيع، فلكل كتابة قواعدها ومعايير الحكم عليها والتي يخضع لها الجميع، حتى من يكسرون هذه المعايير لابد أن يكونوا على دراية تامة بها؛ لأن أول التجديد هو قتل القديم بحثًا وليس الجهل به. مصر زاخرة بمبدعات ومبدعين في سن الطفولة المبكرة والمتأخرة والمراهقة والشباب، يملكون مواهب حقيقية، لكن من سيستمر منهم هو من يرعى موهبته بتثقيفها وتدريبها، التثقيف بالقراءة والاستماع والمحاورة، والتدريب بالكتابة ومزيد من الكتابة للتجويد.

ما مشروعاتك القادمة في ميادين الإبداع المطبوع أو المسموع.. أو رعاية الموهوبين والاحتفاء بالمتحققين، وتسليط الضوء على المستحقين؟

أعمل حاليًا على مواصلة مشروع توثيقي وبحثي مهم وهو (تقرير الحالة السردية المصرية) في القرن الحادي والعشرين، وسينزل في عدد من الكتب تباعًا إن شاء الله، وهو مشروع منبثق عن لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، وتتعاون فيه أكبر الجهات الثقافية المصرية مع المجلس مثل دار الكتب والوثائق القومية ومكتبة الإسكندرية والهيئة المصرية العامة للكتاب.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق