تصوير: محمد الشربيني وعادل حسام
"ودعنا 30 سنة تهميشاً وعشوائىات.. كنا أموات ومش عايشين.. محدش غيرك بصلنا.. وعدت وأوفيت.. ربنا يسترك يا ريس.." بتلك الكلمات البسيطة النابعة من القلب.. أكد أهالى الدويقة وتل العقارب وحكر السكاكينى سعادتهم البالغة بالحياة الجديدة بعد انتشالهم من العشوائىات غير الآمنة، وانتقالهم إلى الاسمرات والمحروسة وروضة السيدة.
قالوا لـ "الجمهورية أون لاين" نحن نقيم فى مساكن ولا فى الخيال.. الرئىس خدنا من تحت الأرض وطلع بنا لفوق فعلاً إنه نصير الغلابة.ز نسكن الآن فى شقق فاخرة ونوادى ومدارس لأولادنا نحن نشعر بفرق كبير كتر خيرك يا سيسى
هنا داخل كومباوند الاسمرات والمحروسة وروضة السيدة وجدنا الفرحة فى عيون الجميع بالحياة الآدمية الجديدة"الجمهورية اون لاين" توجهت إليهم.. وعاشت يوماً كاملاً بينهم ونقلت الحقيقة المجردة.. واستمعت لشهاداتهم بلا رتوش.. فكانت شهادات حق تدعو للفخر بوطن استقل قائده قطار التنمية والبناء"قالوا: عندنا المياه والكهرباء والغاز.. خدنا الشقق على المفتاح مفروشة.. جنبنا المدرسة والمصنع ونقطة الشرطة، ولادنا فرحانة بالنادى والملاعب والجناين الخضراء.. انفتح لينا باب رزق تعالوا شوفوا المصنع.. ألوان العمارات .
أضافوا: كما تشاهدون العمارات بالألوان المبهجة ومحاطة بالجناين الخضراء يجاورها مصنعاً للملابس الجاهزة به 150 عاملاً وعاملة من سكان الاسمرات.
يقول مدير المصنع المهندس عزت شبل: العاملون نساءً ورجالاً من أبناء الاسمرات وتم تدريبهم منذ عام وأثبتوا مهارة منقطعة النظير ويسوق إنتاجهم بدول أوروبية، و"مش ملاحقين على الطلبيات..
تقول أمال سعد ـ 36 سنة ـ لقد كنت أقطن بمنطقة أبوالسعود بمصر القديمة.. وحياتنا معرضة للخطر لأنه قريب من شارع صلاح سالم مباشرة وجئت للاسمرات مع زوجى وبناتى الثلاثة ولما عرفت بوجود مصنع ملابس بجانب العمارة، اشتغلت فيه والحمد لله حالياً أنا مسئولة بالفرز والجودة النهائىة.
تؤكد ياسمين نادى ـ 18 سنة ـ أنا وأسرتى كنا فى الدويقة ولما نقلونا الاسمرات حسينا إننا طلعنا على وش الأرض، هنا كل شىء متوفر وهناك مكناش حاسين إننا بنى آدميين هنا والدى إطمأن علينا أنا وأمى وأشقائى الأربعة يذهب إلى عمله فى التجمع ويرجع واحنا فى أمان، أنا اشتغلت فى المصنع بعدما دربونى فى الأول ودلوقتى على ماكينة خياطة وبطلع إنتاج وبقبض مرتب كويس.
أما أسماء عبدالله ـ 25 سنة ـ فتقول : جئت إلى الاسمرات من مساكن مصر القديمة من تسعة شهور.. والمكان أكثر من رائع وفيه أشجار وملاعب وشقق وفرش جديد وسعادتى كبيرة وفرحت أكتر لما قالوا فى مصنع ملابس جنب العمارة نزلت أشتغل أنا وزوجى وإن شاء الله هنحوش ونأجر محل هنا، معايا 3 عيال والرابع جاى فى السكة، وبتابع فى الوحدة الصحية هنا الكشف بجنيه واحد والسونار بـ 18 جنيهاً بس، والشغل والسكن والمدارس كله جنب بعض والحمد لله العيشة مرتاحة.
يقول بدر محمد ـ 17 سنة ـ جئت من الدويقة من 4 سنين مع أهلى وسكنا فى المرحلة الأولى بالاسمرات، ودخلت مدرسة "تحيا مصر" هنا ونطبق فى المصنع ما تعلمناه أثناء دراستنا.ز الاسمرات جميلة جداً وأحسن حاجة المصنع قريب من المدرسة والبيت.. فرق كبير بين الدويقة وعيشتها المتعبة وعيشة الاسمرات المرتاحة..
نادى للألعاب الرياضية
فريق من الصبية أكبرهم فى سن الرابعة عشر يرتدون التيشرتات الحمراء أمام بوابة نادى الاسمرات استعداداً لتدريب كرة القدم.. قالوا إنهم ينتظرون الدخول على عجل ويخشون من سوء الأحوال الجوية حيث منعتهم الأمطار الليلة الماضية من التدريب.
أضافوا:بالأمس فى الدويقة "ماكانش فى ملعب ولا نادى.. فيما أجمع عبدالرحيم خالد وحسن عادل ومحمود ربيع وحسن حسين ومحمد سامى أنهم محظوظون.. قائلين:الحمد لله مشينا من الدويقة شكراً يا ريس1000شكر"
دار تحفيظ قرآن
خرجنا لنستكمل جولتنا بين أهالى الأسمرات، لمحنا ربة منزل تأتى من بعيد وبجوارها 4 أطفال أكبرهم خمس سنوات.. اقتربنا منها وجدنا كلاً منهم يحتضن "جزء عم" عائدين لتوّهم من جلسات تحفيظ القرآن المتوفرة داخل حى الاسمرات.
وقالت منى سيد "الأم" ـ 30 سنة ـ جئنا من الدويقة ولم يكن متوفر هناك أى حاجة عكس هنا كل حاجة حلوة، لا ينقص أى شىء حيث يوجد نوادى للأولاد يلعبون فيها، ودار تحفيظ قرآن، ومدارس نظيفة.. حقيقى العيشة جميلة "كتر خيرك يا ريس".
أما ياسمين أحمد 32 سنة- فكانت فى طريق العودة من عملها بحضانة "خير وبركة" للأطفال وإعطاء دورات تنمية بشرية لسكان الحى وقالت: كنت أعيش فى عشوائىات منشأة ناصر، وسكنت الاسمرات منذ 3سنوات" أنا وزوجى وأولادى وبشتغل فى إعطاء كورسات تثقيفية لسيدات الحى والبنات الصغيرة التى تسربت من التعليم واستطعنا نرجع أعداداً كثيرة للمدارس وتعلم الأمهات أسلوب التربية الصحيح لأولادها وأهمية الابتعاد عن العنف والترهيب فى التعامل لتنشئة جيل جديد داخل الاسمرات قادر على النجاح فى كل المجالات.
وعلى خطوات وفى الاتجاه المعاكس كانت تسير ولاء محمد "27 سنة" التى قالت أنا هنا من 6 سنوات" جئت من منشأة ناصر وساكنة فى شقة مستقلة وأشقائى أيضاً فى عمارة واحدة. والفرق كبير هنا فى الخدمات والاحترام والأمن والأمان.. لا يوجد خناقات وبلطجة.. هواء نظيف وجناين ومدارس ونوادى، لدى ولد وبنت ومطمئنة على مستقبلهم.. ناقص حاجة واحدة فقط مستشفى فى كل التخصصات لأن ساعة الولادة أقرب مستشفى لنا هى أحمد ماهر والحسين.. وأنا أدعو دوماً للرئىس السيسى وأقول ربنا يبارك له..
مصنع ساعات
تفاجأت "الجمهورية أون لاين" بوجود مصنع آخر لإنتاج الساعات ووجدنا رجلاً يجلس منكباً على طاولات العمل بسعادة تكسو ملامح وجهه الستينى يدعى رجب سيد وقال" عندى "60 سنة" وكنت ساكناً فى عشوائىات منشية ناصر وكنت شغال "فران" لكنها شغلانة صعبة فى الاسمرات لقيت شغلانة مناسبة ليا فى مصنع الساعات دخلها المادى مناسب بصرف منها على زوجتى وابنتى، بفرح وأنا بجمع أجزاء الساعة، وتطلع من تحت إيدى على إيد اللى هايلبسها.. والحمد لله الحياة فى الاسمرات أحلى والدنيا ماشية، لكن نتمنى يراعونا قليلاً لأن الكهربا بالكارت والغاز والمياه بالكارت.
يقول عبدالله حمدى 22 سنة" جئت من منشأة ناصر واستلمت الشغل هنا من أسبوعين وهو مناسب جداً وبجانب السكن حيث ظروف إعاقتى فى قدمى وعلشان كده أنا مرتاح هنا.. بصراحة قبل ما ينقلونا كان المسئولين يعدوا علينا فى البيوت يسألونا نفسكم الأماكن الجديدة اللى هاتتنقلوا فيها تكون مميزاتها إيه ومكناش مصدقين ولما جئنا وجدنا كل حاجة حلوة والحمد لله، بكسب من شغلى وبحلم أفتح مصنعاً هنا.
دوريات أمنية
ذهبنا إلى رئىس حى الاسمرات حسن الغندور ووجدنا مكتبه مكتظاً بالأهالى جاءوا لعرض بعض المطالب وهو يلبى قدر المستطاع.. قال إنه تم نقل أهالى العشوائىات إلى الاسمرات على ثلاث مراحل.. الأولى 11 ألفا و700 أسرة و7304 أسر فى المرحلة الثانية تم تسكين 3 آلاف أسرة حتى الآن.. ويتم نقل أهالى العشوائىات من مناطق مصر القديمة ومنشأة ناصر ودار السلام.
مدينة السلام
انطلقت "الجمهورية أون لاين" إلى مدينة السلام ثان حيث "المحروسة" التى خططت لتكون حياً متكامل الخدمات فشاهدنا نقطة الشرطة ووحدة المطافى المجهزة بكافة المعدات والأفراد وسيارات الحماية المدنية والمركز الطبى والعيادات الخارجية بكافة التخصصات والأجهزة الطبية الحديثة وأجهزة التعقيم.
وعلى بعد خطوات من مدخلها كانت حضانة الأطفال التى اصطف على بابها البراعم الصغار فرحين بلمتهم داخلها بعد أن افتقدوها بالأمس بمنطقتهم العشوائىة وجاورتها مدرستان ابتدائى وإعدادى.. فضلاً عن منطقة البرجولات والمتنزهات التى جلست بها أم محمد43 سنة ـ ربة منزل ـ مع طفليها عقب خروجها من الوحدة الصحية حيث كانت توقع الكشف على أحدهما داخلها وقالت لـ "الجمهورية أون لاين" جئت من عزبة الصفيح.. والحمد لله كل حاجة هنا كويسة وجميلة ربنا "يخلى لينا الريس" قعد ولادنا فى مكان آدمى ومرموق.. خدنا من تحت الأرض وطلعنا فوق، حس بالغلابة اللى زينا، من ساعة ما مسك وعدنا وقال زى ما باكل لقمة نضيفة هأكلهم وهعيشهم عيشة كريمة وعدت ووفيت، ربنا يكفيك شر المرض ياريس..
ناد وحدائق
فى الجهة المقابلة كان النادى الرياضى والملاعب والحدائق الواسعة تعقد بها الندوات التثقيفية والمسابقات وتوزع الجوائز على الطلبة الفائزين وبداخلها تجتمع قوافل المجتمع لتوقيع الكشف المجانى وتحويل الحالات التى تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية بالمستشفيات الكبرى مجاناً.
وعلى يمين عمارات الأمل داخل المحروسة كانت الجمعية الاستهلاكية لصرف السلع التموينية ونقاط الخبز وجاورها منافذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية الذى توفر بداخله كافة السلع والمواد الغذائىة.
فها هى الحاجة نفيسة السيد 67 سنة- قالت: كنا فى عزبة الصفيح مياه المطر بتغرقنا ونبات فى عز البرد وخايفين من الهوا يطير العيال الصغيرين والحمد لله الريس جابنا حتة حلوة..ربنا يكفيه شر المرض وشر أى حاجة وحشة يارب.
منفذ توزيع الخبز
وبالقرب من منفذ توزيع الخبز الذى توسط "المحروسة " وجدنا شيماء أشرف 25 سنة- والتى كانت أيضاً من أهالى عشوائىات عزبة الصفيح والتى كانت متجهة لشراء بعض الخبز وقالت: الإخوان كدابين، الريس مهدش بيوتنا ورمانا فى الشارع الريس قعدنا فى بيوت نضيفة ولم ولادنا من الشوارع وعملهم نوادى يلعبوا فيها هو الرئيس الوحيد اللى بصلنا ماحدش قبله فكر فينا.
محال تجارية
أما فاروق رأفت ـ 29 سنة ـ فقال لنا: المحروسة أحسن بكتير حيث كنا نعيش فى عزبة الصفيح وكانت البيوت هاتقع علينا وعلى ولادنا لكن هنا نعيش فى أمان وفى راحة نفسية وأنا منتظر طرح المحلات التجارية وهفتح مشروعاً صغيراً إن شاء الله.
مذكرة لمجلس الوزراء لتخفيض قيمة الإيجار لـ50 %
استمعنا أيضاً خلال جولتنا لشكوى بعض الأهالى بعدم قدرتهم على دفع قيمة الإيجار 300 جنيه، نظراً لدخولهم الشهرية المتواضعة وبادر مساعد رئىس جهاز المحروسة المهندس محمد رضا الذى كان يمر مع عمال الصيانة على الوحدات، قائلاً إنه بالفعل تم رفع مذكرة لمجلس الوزراء من أجل تخفيض القيمة لـ 50% لمراعاة الأحوال المعيشية لأهالى المحروسة وفى انتظار الموافقة عليها.
198محلاً تجارىاً
وخلال جولتنا بالروضة تقابلنا مع المهندس محمد العطيفى رئىس جهاز روضة السيدة زينب والذى قال إن "لروضة" أقيمت على مساحة 7.5 فدان بها 816 وحدة تم تسكينها ومتوسط عدد السكان 4 آلاف نسمة بها 198 محلاً تجارياً سيتم طرحها عن طريق هيئة المجتمعات العمرانية سيكون بداخلها محلات ملابس جاهزة وأحذية وأنشطة مختلفة.
اترك تعليق