أذْكتْهُ نارُ الهوى والماءُ والجسدُ
هلْ يا تُرى لعنةُ الأضدادِ تتَّحدُ ؟
أقــــامَ للعالــــمِ العلويِّ أحجيــــةً
مـــا فكَّ لُغْزَ مــدَاها ساحــــرٌ مَـــــرِدُ
تشكّلتْ بيديــهِ طيْنـــةٌ ورؤىً
والطّيــــنُ تُسْليــــهِ فـــوقَ العاجنيــنَ يدُ
أُنثاهُ ترقصُ لا تمشي على عَجَلٍ
وعنــد مُتكــــئِ الغـــاويــــنَ تــرْتعــــدُ
يسيرُ للبحرِ يلقى (يُونُساً) جَذِلاً
يتيهُ في البئرِ لا عَونٌ ولا سَنَـــدُ
كــــأنّـــهُ ومــــرايــا الوحــــــيِ تقْــرأُهُ
حُــزنُ النبوءةِ حيـــنُ الوحي يُضْطَهَدُ
ويُمسكُ الحبلَ إنْ ضاعتْ مشيمتُهُ
وحيـــــنَ يُطْلقُهُ ينــــأى ويَبْتعــــدُ
إنْ جاءَهُ المسُّ قال : اللهُ أكْرَمني
لا يعرفُ المسَّ إلاّ مَنْ بهِ عُقَدُ
يُطهّرُ الرّوحَ من لـوثاتِ غُربتــــهِ
يمتدُّ كالموجِ حتّى يخرجَ الزَّبَدُ
مازالَ يسألُ ، هل للشكِّ تذكرةٌ ؟
بهِا يسافرُ إنْ أمضى بهِ الأمَدُ
يصحو على نَغَمٍ ، يغفو على قَلقٍ
يموسقُ النّايَ لا همٌّ ولا كَمَدُ
هذا هو الشعرُ فانوسٌ يؤجّجُهُ
زيتُ المجازِ وظلَّ الشعرُ يتَّقِدُ
اترك تعليق