رؤية هاني سالم
إشتعلت معركة الإنتخابات الأمريكيه وإنتقلت من مرحلة التصويت وفرز الأصوات إلي ساحات القضاء، وتحولت من معركه إنتخابيه إلي معركه قضائيه، يحبس العالم الآن أنفاسه في إنتظار إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسيه الأمريكيه، ولا تعتبر فرص الرئيس الحالي دونالد ترامب قويه للغايه،
مُجريات دراماتيكيه لإنتخابات الرئاسه الأمريكيه في ظل المنافسه الشديده بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي، سؤال يتوق الأمريكيون بل والعالم أجمع لمعرفة إجابته وهو : من يسكن البيت الأبيض في السنوات الأربع المُقبله ؟ فلا تزال إنتخابات الرئاسه الأمريكيه عصيه علي حسمها ولم تتضح النتيجه في عدد قليل من الولايات إلا بعد ساعات وربما تكون أيام، حقاً مُجريات السباق جاءت دراماتيكيه، وأضفت عليها تصريحات المرشحين مزيداً من الحده والسخونه لتصبح علي صفيح ساخن، فلم يحدث مره أن إنقسمت أمريكا علي نفسها وإنقسم حولها العالم كما يحدث اليوم، كانما خرج الأمريكيون عن بكرة أبيهم للإقتراع، وكأنما العالم بأسره جلس ينتظر النتائج، فالمشهد لم يكن يليق بالدوله الديمقراطيه والتي تقود العالم الحر، بل كان أشبه بدولة « عالم ثالث » لا يمكن القول بأنه كان مفاجئاً لكنه أصبح مفجعاً للكثيرين في الولايات المتحدة الأمريكية وحول العالم، التشكيك في الإنتخابات والتلويح باللجوء إلى المحكمه العليا ومحاولة إستبعاد أصوات ناخبين من عمليات الفرز، كلها أشياء أساءت للأمريكان وجعلت صورة الديمقراطيه الأمريكيه تبدو مهزوزه أمام العالم، فقبل إكتمال فرز الأصوات خرج الرئيس دونالد ترامب الذي عارضته النخبه وسار خلفه المؤيدون لسياساته بالملايين، ليتحدث عن تزوير وعن عملية إحتيال كبري، وتوعد بأنه سيتوجه للمحكمه العليا لوقف فرز الأصوات، قائلاً من وجهة نظره بأنه قد فاز بالإنتخابات، الواقع يقول بأن ترامب قد جهز المسرح وأعده لمثل هذه المواجهه منذ أشهر، فكان يتحدث عن تجاوزات متوقعه وتزوير للإنتخابات، موجهاً إتهامه للديمقراطيين بأنهم يريدون سرقة الفوز، وأوضح وأكد مبكراً إستعداده لنقل المعركه إلي ساحة القضاء والمحكمه العليا الفيدراليه، ربما ترامب فاقم الوضع ولكن النظام الإنتخابي في أمريكا أساسا فيه مشاكل كثيره، بل ويحتاج إلى عملية ترميم وإعادة تقييم، بدءاً من عمليات تسجيل الناخبين " المتخلفه " مقارنة بأي نظام ديمقراطي غربي، وتسببت في فقدان كثير من الناس لفرص التصويت، حتي طريقة فرز الأصوات التي أخرت إعلان النتائج، الولايات المتحده الأمريكيه في وضع صعب مره أخري بسبب نظامها الإنتخابي الذي أثبت فشله، وهذه المره الوضع أصعب مما كان عليه عام 2000 عندما فاز جورج بوش بمعركه قضائيه، أو حتي عام 2016 عندما فاز ترامب علي هيلاري كلينتون، فهذه المره أمريكا لا تواجه معارك قضائيه حول النتيجه فقط، بل تحبس أنفاسها والعالم من حولها خوفاً من انفلات أمني وحدوث حالة فوضي وأعمال عنف في ظل هذا الإستقطاب الذي سبق الإنتخابات، والعالم بأسره يراقب وينتظر نتيجة الإنتخابات التي ستكون لها تداعيات غير مسبوقه سواء داخل أمريكا أو خارجها، تحذيرات من بوادر ازمه سياسيه في الولايات المتحده الأمريكيه خاصة مع تقارب الفارق بين ترامب وبايدن، فهذه الإنتخابات هي أغرب إنتخابات امريكيه وأكثرها إثاره وتعقيداً وأيضاً غموضاً، فمن المتوقع أن هذه الإنتخابات سوف تستنفذ كل الوسائل القانونيه الممكنه قبل حسم النتيجه النهائيه، وقبول كلا المرشحين بها، فالمناخ الإنتخابي متوتر ومحتدم ومحموم، وكلا الطرفين يشكك في مسار العمليه الإنتخابيه مبكراً، وهذا يعني أن كلاهما في حاله إستعداديه جاهزه ضد بعضهما البعض، وأنهما مستعدين لتعقيد المشهد الإنتخابي إلي مالا نهاية، فإلي أن تحين لحظة الحسم ولحظة الحقيقه ونعرف من هو سيد البيت الأبيض سنشهد معارك كر وفر كبيره، ومعارك قضائيه لا حصر لها وطعونات خاصة في الولايات المُتأرجحه.
بغض النظر عن من سيفوز في هذه الإنتخابات الدراماتيكية، فإن أمريكا وحدها هي الخاسره، فصورتها الديمقراطيه إهتزت بشكل غير مسبوق، وأصبح الإستقطاب الداخلي علي أشده في مجتمع يعاني الكثير من الشروخ والإنقسامات، وإحتمال كبير بأن يتحول هذا الإرتباك السياسي إلي ازمه سياسيه في حال نفذ دونالد ترامب وعيده باللجوء إلى المحكمه العليا.
فحتي هذه اللحظه يزعم كلا المرشحين تقدمه في الإنتخابات، رغم صعوبة التكهن بالنتيجه النهائيه، وإستعداد كليهما للمعارك القضائيه، وحتي الآن رغم قرب بايدن من الفوز حسب نتائجه إلا أنه إمتنع عن إعلان الفوز، لكنه ذكر بأنه واثق من أنه في الطريق إلي هزيمة دونالد ترامب.
الحقيقه أن الأمل ما زال قائماً أمام الرئيس ترامب في تحقيق الفوز وهزيمة بايدن، ففي تلك الأثناء بايدن في جعبته 243 صوتاً من أصوات المجمع الإنتخابي، أما ترامب فلديه 214 صوتاً، وإذا خسر ترامب ولاية ويسكونسن والتي يبلغ عدد الأصوات بها 10 من عدد أصوات المجمع الإنتخابي، فيكون لزاماً وحتمياً عليه الفوز في ولاية جورجيا وعدد الأصوات بها 16 وكذلك كارولينا الشمالية وعدد الأصوات بها 15 وأيضاً بنسلفانيا وعدد الأصوات بها 20 بالإضافه إلى أريزونا التي تمتلك 11 صوتاً أو نيفادا 6 نقاط حتي يتمكن من هزيمة منافسه الديمقراطي جو بايدن عبر صناديق الإقتراع ودون خوض المعارك القضائيه.
اترك تعليق