كتب – صلاح مرسى : بدأ مسلسل استهداف المسيحيين في بغداد مع بدايات عام 2004، بعد انتشار البيانات التي اتهمتهم بالعمالة للمحتل اذ أنه مع دخول القوات الامريكية والمتحالفة معها الى العراق بدأ العديد من المسيحيين شأنهم شأن بقية العراقيين في العمل معهم في مختلف المؤسسات ولكن ارتفعت نسبة الاستهداف مع بداية مناسبة صوم العذراء في 1 أغسطس 2004 _x000D_
_x000D_
حيث تعرضت خمس كنائس للتفجير مرة واحدة كنيسة مريم العذراء في منطقة الكرادة، كنيسة ماري كوركيس في حي الغدير جنوب شرق العاصمة، كنيسة مار يوحنا في الدورة جنوبي بغداد، فضلا عن كنيسة العذراء في حي المعلمين بمنطقة الدورة ذاتها، بالاضافة الى كنيسة مار يوسف شفيع العمال في حي الحمراء قرب منطقة نفق الشرطة غربي بغداد._x000D_
_x000D_
مسلسل تفجير الكنائس لم يتوقف بل استمر وتطور بحيث شمل محلات بيع المشروبات الكحولية والموسيقى والأزياء وصالونات التجميل، وذلك بهدف إغلاق أمثال هذه المحلات، كذلك تعرضت النساء المسيحيات إلى التهديد إذا لم يقمن بتغطية رؤوسهن، وحدثت عمليات اغتيالٍ لعدد من المسيحيين بشكل عشوائي في مناطق مختلفة في بغداد وخاصة التي يتواجد فيها كثافة سكانية كثيرة بهدف زرع الرعب والخوف في نفوسهم وفقا لما اشارت اليه الكثير من المتابعات التي نشرها نشطاء مسيحييون في وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الالكترونية._x000D_
_x000D_
لكن الأمر الأكثر تأثيراً هو أن المسيحيين في بغداد، وبعد 2003، باتوا في مرمى أطماع مافيا العقارات ، فأضحت هناك سوق سوداء متخصصة بعقارات المسيحيين المهاجرين، ولتلك المافيا أذرع إحداها تعمل على تعجيل هجرة من بقي منهم والضغط عليهم من اجل بيع عقاراتهم بأثمان بخسة مرة ومرة أخرى يتم تزوير وكالات وبيع العقارات من دون علم أصحابها._x000D_
الدستور العراقى والممتلكات الخاصة _x000D_
_x000D_
الدستور العراقي الصادر عام 2005 اكد على حماية الممتلكات الخاصة للعراقيين جميعا دون استثناء حيث نص في مادته الـ23 ان "الملكية الخاصة مصونة و الـ(23مكرر ) ان "لا يجوز نزع الملكية إلا لأغراض المنفعة العامة مقابل تعويض عادل وينظم ذلك بقانون كذلك اكد الاعلان العالمي لحقوق الانسان في مادته الـ(17 مكرر ) بان لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً وهو ما لم يحدث بخصوص مشكلة الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين في بغداد بعد انتشار ظاهرة الاستيلاء عليها والحكومة لم تتحرك وفقا لما موجود في الدستور ._x000D_
_x000D_
وهناك عمليات منظمة تقوم بها جهات خفية استولت من خلالها على اكثر من 500 عقار في بغداد خلال السنوات الـ10الاخيرة، تركز اغلبها في منطقتي الكرادة والنضال بالاضافة الى منطقة بغداد الجديدة جنوبي شرق العاصمة، فضلا عن مناطق (الدورة، الغدير، البلديات، كمب سارة، شارع الصناعة، زيونة والمنصور) وهي المناطق التي كانت تشتهر بوجود المسيحيين فيها._x000D_
_x000D_
المصادر اضافت ان اصحاب تلك العقارات من المسيحيين ، هاجر بعضهم برغبة منهم من دون اي عنف او تهديد مباشر تجاههم، الا ان الاغلبية كانت بسبب التهديد المباشر وفي بعض الاحيان يصل الى مرحلة الاستهداف وتنفيذ عمليات اغتيالهم من قبل مجاميع ارهابية فقد تعرضوا الى عدد ليس بالقليل من حالات الخطف والقتل، في مناطق سكناهم او عملهم د قيس كمونة الخبير القانوني حذر من خطورة المخطط الخفي بعد العمليات المنظمة للاستيلاء على املاك المسيحيين،مشيراً الى وجود مشروع تغيير ديموغرافي تتعرض له بغداد، تتمثل خطوته الاولى بتهجير المسيحيين والاستيلاء على املاكهم ليسهل فيما بعد تقاسم بغداد ويحظر الدستور العراقي هذه الحالات، في مادته الـ 23 التي نصت على انه يحظر التملّك لأغراض التغيير السكاني. التي تشمل جانب اخر من مشاكل المسيحيين في العراق وخاصة ما حدث في منطقة برطلة شرق الموصل قبل استيلا داعش عليها في شهر آب 2014 حيث تعرضت المنطقة الى تغيير ديموغرافي ممنهج بهدف اجبار المسيحيين على ترك المنطقة وفق لدراسات وتقارير نشرت من قبل مؤسسات مختلفة كان ابرزه مؤتمر اصدقاء برطلة الذي عقد في مطلع 2014 ._x000D_
_x000D_
ويضيف كمونة ان عمليات الاستيلاء على أملاك المسيحيين شهدت انتعاشا بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، لما شهده البلد من فوضى وتغييب للقانون، أنتج ظهور جماعات مسلحة متعددة المرجعيات الا انها تتشارك في سطوتها على الشارع العراقي، حتى تطورت لتصبح دويلات نافذة ضمن الدولة العراقية.
اترك تعليق