صدرت كتابات عديدة في أنحاء كثيرة من العالم في أعقاب حرب أكتوبر 1973 تتحدث عن الإعجاز المصرية لبطولة وبسالة قواتنا المسلحة وكيف أصبحت الإرادة المصرية هي البصمة والعلامة الفارقة للإستراتيجيات العسكرية بمختلف المدارس لتفرض أمر واقع أمام العالم.
البندقية وغصن الزيتون
ورد فى كتاب بعنوان" البندقية وغصن الزيتون" للصحفي البريطاني دافيد هيرست ما يلى :"إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض أمر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية بل أنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية أي أمة وقد دفع الإسرائيليون ثمنا غاليا لمجرد محافظتهم علي حالة التعادل بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا في ظرف ثلاثة اسابيع وفقا للأرقام الرسمية 2523 قتيل وهي خسارة تبلغ من حيث النسبة ما خسرته أمريكا خلال عشر سنوات في حرب فيتنام مرتين ونصف".
الأيام المؤلمة في اسرائيل
فى كتاب "الأيام المؤلمة في اسرائيل " للكاتب الفرنسي جان كلود جيبوه يقول :"في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الاول من ديسمبر وفاة ديفيد بن جوريون في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل ابيب ولم يقل ديفيد بن جوريون شيئا قبل أن يموت غير أنه رأي كل شئ لقد كان في وسع القدر أن يعفي هذا المريض الذي أصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الأسابيع الثمانية الأخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك أن صحوة الرئيس لمجلس الوزراء الإسرائيلي في أيامه الأخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم بأكمله وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب اسرائيل وهي تنسحق في أيام قلائل نتيجة لزلزال أكثر وحشية مما هو حرب رابعة ثم راح يتابع سقوط اسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت إليه حتي قاع من الضياع لا قرار له فهل كان الرئيس المصري انور السادات يتصور وهو يطلق في الساعة الثانية من السادس من اكتوبر 1973 دباباته وجنوده لعبور قناة السويس أنه انما اطلق قوة عاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم .. ان كل شئ من أوروبا إلى امريكا ومن افريقيا إلى آسيا لم يبق علي حاله التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران ".
زلزال أكتوبر حرب يوم عيد الغفران
وجاء فى كتاب"زلزال أكتوبر حرب يوم عيد الغفران" لـ " زئيف شيف " معلق عسكري اسرائيلي ما يلى :"هذه هى أول حرب للجيش الاسرائيلي التي يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسي هناك من نسوا أسمائهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم إلى المستشفيات لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد أثبتت هذه الحرب أن على إسرائيل أن تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب اكتوبر اسرائيل من القاعدة إلى القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت علي السطح أسئلة هل نعيش علي دمارنا إلى الأبد هل هناك احتمال للصمود في حروب أخرى".
إسرائيل إنتهاء الخرافة
ورد فى كتاب"إسرائيل انتهاء الخرافة " لـ " أمنون كابيليوك " معلق عسكري إسرائيلي ما يلى :"تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا .. وفي السادس من اكتوبر سقطت إسرائيل من أعلى برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة علي مستوى الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الإسرائيليين قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الأمور المسلم بها والمبادئ والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة وقد اهتزت بل وتحطمت في بعض الأحيان امام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الاسرائيليين، ومن وجهة نظر الرجل الاسرائيلي العادي يمكن أن تحمل حرب اكتوبر اكثر من اسم مثل حرب الإفاقة من نشوة الخمر أو انهيار الأساطير أو نهاية الأوهام أو موت الأبقار المقدسة، عقب الحروب السابقة كانت تقام عروض عسكرية فخمة في يوم الاستقلال تشاهد فيها الجماهير غنائم الحرب التي تم الاستيلاء عليها من العدو أما في هذه المرة علي العكس أقيم معرض كبير في القاهرة "بانورما حرب أكتوبر" بعد مرور شهرين علي الحرب وفيه شاهدت الجماهير الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وكثيرا من الأسلحة الاسرائيلية التي تم الاستيلاء عليها من العدو خلال الحرب وفي المرات السابقة كان الجنود يعودون إلى ديارهم بعد تسريحهم وكانوا يذوبون في موجة السعادة والفخر أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبد بهم الحزن والفزع واحتاج الكثيرون منهم إلى التردد علي قسم العلاج النفسي في الإدارة الطبية التابعة للجيش الإسرائيلي نظراً لاصابتهم بصدمة قتال ".
إلى أين تمضي إسرائيل
وفي كتاب " إلى أين تمضي إسرائيل" يقول " ناحوم جولدمان " رئيس الوكالة اليهودية الأسبق :"أن من أهم نتائج حرب اكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا حوالي خمسة مليارات دولار وأحدثت تغيرا جذريا في الوضع الاقتصادي في الدولة الاسرائيلية التي انتقلت من حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل عام رغم ان هذه الحالة لم تكن ترتكز علي أسس صلبة كما ظهر إلى أزمة بالغة العمق كانت أكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي .. لقد انتهت ثقة الاسرائيليين في تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل وهذا أخطر شي يمكن أن تواجهه الشعوب وبصفه خاصة إسرائيل وقد تجسد هذا الضعف في صورتين متناقضتين أدتا إلى استقطاب اسرائيل علي نحو بالغ الخطورة فمن ناحية كان هناك من بدأوا يشكون في مستقبل اسرائيل ومن ناحية أخرى لوحظ تعصب وتشدد متزايد يؤدي إلى ما يطلق عليه اسم عقدة الماسادا – القلعة التي تحصن فيها اليهود أثناء حركة التمرد اليهودية ضد الامبراطورية الرومانية ولم يستسلموا وماتوا جميعا".
التقصير
في كتاب "التقصير" الذي ألفه سبعه من كبار الصحفيين الإسرائيليين وهم:"يشعياهو بن فورات، ويهونتان غيفن، وأوري دان، وايتان هيفر، وحيزي كرمل، وايلي لندوا، وايلي تايور" جاء ما يلي:"لقد وصف مؤلفو الكتاب تلك الحرب التي لم يتوقعها أحد وما هي أسباب التقصير الإسرائيلي؟ وكيف تفوقت المخابرات المصرية ؟ وكيف سقط خط بارليف ؟ وكيف أجاد المصريون تكتم الحرب ؟ وكيف أفسد انتصار عام 1967 الجيش الاسرائيلي وسقوط الإعلام الإسرائيلي ؟ يقول الكتاب:"لقد قاتل المصريون بصورة انتحارية خرجوا نحونا من مسافة أمتار قليلة وسددوا مدافعهم الخفيفة المضادة للدبابات علي دباباتنا ولم يخشوا شيئا كانوا يتدحرجون بعد كل قذيفة بين العجلات فعلا ويستترون تحت شجيرة علي جانب الطريق ويعمرون مدافعهم بطلقات جديدة وعلي الرغم من إصابة عدد كبير من جنود الكوماندز المصريين إلا أن زملائهم لم يهربوا بل استمروا في خوض معركة تعطيلية معركة انتحارية ضد الدبابات كما لو أنهم صمموا على دفع حياتهم ثمنا لمنع الدبابات من المرور واضطر جنود المدرعات إلى خوض معركة معهم وهم يطلقون النار من رشاشاتهم من فوق الدبابات وحقيقة لم يحدث لنا من قبل في أي الحروب التي نشبت مع المصريين مواجهة جنود علي هذا النسق من البسالة والصمود".
اترك تعليق