الصبر على كسب الرزق بإرادة الشباب مفتاح النجاح وتقدم الأمم ، كانت دائما هذه كلمات وقاعدة إنطلاق ذوى الإرادة والهمم من النماذج المشرقة لأبناء الواحات على طريق الصعب لتحقيق أهداف مستقبلية من أجل مصدر دائم وآمن لأسر وأبناء أهالى قري الداخلة بالوادى الجديد.
هكذا بدأ جمال أحد شباب قرى محافظة الوادى الجديد ، حديثه عن تجربته الأولى على مدار سنوات من العمل والصبر لكسب الرزق ، حقق من خلالها نتائج مذهلة وصنع منها نموذجا فريدا لمشروعه الصغير على مساحة لا تتعدى 2000 متر مربع زراعى والذى تحول بمرور الوقت إلى وحدة ذات كفاءة إنتاحية عالية من أصناف شتلات الخضر المهجنة والتى لاقت رواجا كبيرا وتقديراً بالغا بشهادة مزارعى أهل قريته والمراكز المجاورة.
وهو ما رصدته عدسة تصوير بوابة الجمهورية أون ، من تجربة فريدة لإحدى مشاتل قرية عزب القصر بمركز الداخلة والتى تضم 5 صوب زراعية لشقيقين جمعتهم سمات مشتركة وأهداف ذات أبعاد إقتصادية ، تحملا لأجل تحقيقها الكثير من الصعوبات على مدار سنوات بلغت 14 عاما من الإرادة والصبر حتى جنى ثمار مشروعهما الفريد من نوعه من حيث النتائج والإقبال على شراء منتجاته عالية الجودة.
يقول جمال حسن محمد 44 عاما ، صاحب مشروع الصوب الزراعية المنتجة لشتلات الخضر بقرية عزب القصر بالوادى الجديد ، فى تصريح خاص لبوابة الجمهورية ، إن فكرة تنفيذ مشروع إنشاء مشتل يضم 5 صوب زراعية على مساحة 2000 متر بواقع 30 طول × 6 عرض للصوبة الواحدة ، كان بمثابة اختبار حقيقي لتحمل شتلات الخضر الظروف المناخية المتغيرة وطبيعة التربة التى تتميز بها أراضي الواحات الصحراوية، وجميعها عوامل تؤثر وتتأثر سلبا وإيجاباََ على نتائج مثل هذه المشروعات مستقبلاً.
واضاف "حسن"، أنه وضع جميع احتمالات نجاح وفشل مشروعه نصب عينيه ، وذلك بمعاونة شقيقه الأكبر والمتخصص فى مجال الإشراف الزراعى والذى قدم له الدعم الفنى والإرشادى وساهم بشكل كبير فى نجاح مشروعه ورواج منتجاته ، لما يمتلك من خبرات فى هذا المجال اكتسبها خلال سنوات عمله بالخارج إلى أن استقر به الحال بمسقط رأسه ومحل عمله الوظيفي بالداخلة.
وتابع أن الأمر كان يستحق العناء وبذل الجهد المضاعف وخاصة بعد تطور نتائج المشروع فى ظل التحديات التى مر بها فى طور الزراعة والوقاية ورؤية نتاج عمله يخرج إلى النور من شتلات متنوعة تضم ( فلفل ، باذنجان ، قرنبيط ، طماطم ، خيار ، كرومب ) وغيرها ، مشيراً إلى فخره بما تحقق على مدار السنوات الماضية وبما سيتحقق مستقبلا لتغطية كافة احتياجات مزارعى قريته والمراكز المجاورة من الشتلات المهجنة بمواصفات عالية الجودة بشهادة الجميع.
وفى نفس السياق ، أكد أحمد حسن محمد ، مهندس زراعى والشقيق الأكبر لصاحب مشتل الرحمن بقرية عزب القصر ، أن فكرة عمل الشتلات تحت الصوب من أفضل طرق إنتاج الشتلات لكل من الأرض المكشوفة والزراعات المحمية ، ويرجع ذلك إلى ما توفره صوبة المشتل من مميزات تساعد فى الحفاظ على البذور المزروعة ، وذلك لضمان فرص نجاح إنبات البذرة في المشتل بما يساهم فى الإقتصاد في التقاوي وخاصة عند إستخدام اصناف الهجين.
وأشار "محمد " إلى مميزات توافر حماية النباتات ضد التعرض للظروف الجوية الغير مناسبة وخاصة فى محافظة الوادى الجديد فضلاً عن سهولة استبعاد الشتلات المصابة وزيادة كفاءة برامج مكافحة الأفات فى المشتل ، لافتاً إلى أهمية تلك العوامل لتهيئة مناخ يسمح بتكافئ فرص إنتاج الشتلات مبكراً وحمايتها من الظروف المناخية المتقلبة ، موضحا أن انتاج شتلات ذات جودة عالية ينعكس على المحصول وآلية التسويق بجانب توفير كميات المياه اللازمة للرى.
وتابع أن إعداد صوبة المشتل
تتم من خلال إتباع عمليات النظافة لصوبة المشتل وإزالة جميع الحشائش والمخلفات بالصوبة والمحيط الخارجى، حتى لا تكون مصدر للآفات والأمراض، ويفضل رش الحشائش التي توجد بداخل وحول الصوبة بأحد مبيدات الحشائش ، مشيرا إلى أن الخطوات الأولى لإنشاء مشروعات الصوب يتم من خلال تمهيد أرض الصوبة بحرثها وتزحيفها ، ورش هيكل الصوبة من الداخل والخارج بأحد المبيدات الحشرية وذلك للتخلص من الأطوار الحشرية التى تختبئ بالهيكل .
وفيما يتعلق بنظام عمل صوانى الزراعة (الأطباق) داخل صوبة المشتل بمسافة آمنة بعيداً عن القوارض والحيوانات الزاحفة ، أكد "حسن" أنها تكفى لمنع خروج الجذور من الثقوب السفلية لعيون الصوانى بما لا يعرضها لملامسة أرضية التربة فلا تصاب بأمراض التربة كما لا تتقطع الجذور أثناء رفع الصوانى من الأرض.
ولفت ، إلى أن إنتاج الشتلات فى صوانى الزراعة ( الأطباق) والتى تكون مقسمة إلى خلايا فردية منتظمة ، وتختلف الصوانى فيما بينها فى عدد العيون، مشيرا إلى استخدامه صوانى تحتوى 209 عين لزراعة أصناف الفلفل والطماطم والعائلة الباذنجانية والكرنب والقرنبيط وغيرها من الخضروات الورقية ، وأن القوة الإنتاجية لمشروعه بلغت من 2500 إلى 3000 آلاف شتلة فى العروة الواحدة إجمالى إنتاج 5 صوب زراعية يسعى لزيادة إعدادها خلال الفترة المقبلة.
وفى سياق متصل ، قال صابر جابر ، رئيس الوحدة المحلية لقرية عزب القصر بمركز الداخلة ، إن الشباب المصري الواحاتى أصبح الآن يمثل الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء المجتمع وتحقيق التنمية على كافة المستويات والمجالات الإقتصادية المختلفة ، فهم يحملون بداخلهم طاقات وأفكار متعددة، يحرصون من خلالها على تقديم كل ما هو أفضل وملائم لتطورات العصر ومتطلبات بيئتهم ذات الطبيعة الخاصة والمناخ الفريد.
واضاف جابر ، أن مشروعات مشاتل الخضر والفاكهة بقرية عزب القصر تحولت إلى مصدر رئيسي لتوفير فرص عمل للشباب وتغطية احتياجات القري والمراكز المجاورة من كافة أصناف الشتلات ذات العائد الإقتصادى والجودة العالية ، مؤكدا أن عوامل النجاح ومنافسة المنتجات الخارجية فى ازدياد بفضل توافر عنصر التعاون والتثقيف واتباع برامج الإرشاد.
وتابع ، أن الشباب هم العمود الفقرى الذى يقوم عليه المجتمع ، ولا يمكن الإستغناء عنهم، فهم واجهة المجتمع ويقاس مدى تقدم المجتمع ورقيه بمدى ثقافتهم وتحضرهم ، مشيدا بجهود الدولة المصرية والقيادة التنفيذية بالمحافظة فى إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية لإستيعاب تلك الطاقات وتفريغها بما يعود بالنفع على المجتمع في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتركيز على آليات توفير منتج محلى نظيف وطازج يحقق الاكتفاء الذاتى من الخضر والفاكهة فى ظل التحديات الأخيرة ، للقضاء على ظاهرة البطالة وتمكين الشباب من أداء أدوارهم في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها مصر على جميع الأصعدة.
وفى هذا السياق، أكد الدكتور مجد المرسى ، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد ، أن الوزارة تعمل على توفير كافة سبل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المشاتل التابعة لها بمحافظة الوادي الجديد ، مشيرا إلى تقديم الدعم الإشرافي للمزارعين بالإضافة إلى تحديد أنسب الطرق لإدارتها بأسلوب يحقق أعلى عائد اقتصادي بالتعاون مع المحافظة.
وأشار المرسى ، إلى وجود 4 مراكز إرشادية متطورة مكتملة في مديرية الزراعة بالخارجة، وبلاط، وموط، والقصر، لافتاً إلى متابعة الأعمال الخاصة بالصوب المتواجدة داخل ديوان مديرية الزراعة بالوادي الجديد، حيث توجد 2 صوبة إحداهما تابعة للإدارة المركزية للبساتين والثانية تابعة للإدارة المركزية للتشجير والبيئة.
وأوضح وكيل الزراعة بالمحافظة ، أن مشتل بئر موط، يحتوي على 4 صوب منهم 2 صوبة بمساحة 8 في 50م، و2 بمساحة 9 في 60م، فضلا عن بئر يعمل بالطاقة الشمسية يروي مساحة 100 فدان ، ومن المقرر أن يتم عمل دراسة لخطة توسعية لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من خلال التوسع فى مجال تطوير عمل المشاتل الزراعية ذات العائد الإقتصادى لتغطية احتياجات المزارعين بالمحافظة.
اترك تعليق