رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
ذوبان الجليد في القارة القطبية يكشف عن مومياوات طائر هجرها قبل ثمانمائة عام
اكتشف العالم ستيفن إمسلي على ساحل القارة القطبية الجنوبية مومياوات طيور البطريق، والتي عمرها مئات السنين.
تم وصف الاكتشاف في مقال علمي نشره ستيفن إمسلي من جامعة نورث كارولينا في ويلمنغتون في مجلة Geology.
في عام 2016، أجرى أحد العلماء مسحا في كيب إريزار على ساحل بحر روس. لقد عثر على بقايا طيور البطريق Adélie (Pygoscelis adeliae). كان من الواضح أن بعضها قديم، وبعضها الآخر بدا جديدا. كانت العديد من الجثث تتحلل، والبعض الآخر لا يزال سليمًا. وجد الجيولوجي أيضًا العديد من عظام الفرخ وبقع الفضلات المتحللة.
هذا حيّر الباحث. يشتهر بحر روس بمستعمرات البطريق، ولكن لم يتم رصدها أبدًا بالقرب من كيب إريزار، على الرغم من أن الناس كانوا يزورون هذه الأماكن منذ أكثر من قرن.
وجد إمسلي أيضًا "تلال" مرصوفة بالحصى على الشاطئ، تمثل أعشاش طيور البطريق. لقد درسها بعناية، مثل عالم الآثار، ووجد ريش البطريق، وكذلك قشور البيض والفضلات.
أخذ العالم العينات معه وسلمها إلى مختصين للتأريخ بالكربون المشع.
كانت النتائج مذهلة. كانت البقايا "الجديدة" عمرها حوالي ثمانية قرون.
أظهر التأريخ ثلاث فترات على الأقل من استقرار البطريق في هذه المنطقة. بدأت أولهم منذ حوالي خمسة آلاف عام، وانتهت الأخيرة قبل ثمانمائة عام، والتي تتزامن تقريبًا مع بداية العصر الجليدي الصغير. على ما يبدو، غادرت طيور البطريق هذه الأماكن لأنها أصبحت شديدة البرودة هنا.
تحولت جثث آخر طيور البطريق التي عاشت في هذه الزاوية من القارة إلى مومياوات جليدية وبقيت في الجليد لمدة ثمانية قرون، ولم يمسها الزمن تقريبًا. ولكن على مدار الأربعين عامًا الماضية، بسبب الاحتباس الحراري، ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية في بحر روس بمقدار 1.5-2.0 درجة مئوية. كما تظهر صور الأقمار الصناعية، منذ عام 2013 ، تحرر كيب إريزار تدريجياً من الجليد. على ما يبدو، كان هذا الذوبان هو الذي كشف عن مومياوات الجليد. بعد أن بقيت الجثث دون "حفظ"، بدأت في التحلل.
وقال إمسلي: "في كل السنوات التي أمضيتها في القارة القطبية الجنوبية، لم أر قط شيئًا كهذا".
يستمر ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية، لذلك ربما يكون هناك العديد من الاكتشافات المذهلة أمام العلماء.
اترك تعليق