هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في مثل هذا اليوم

قصة خطاب تكليف شريف باشا الذي اجهض "هوجة عرابي" فهتف المتظاهرون "يحيا الخديو توفيق"

   


يكتبها: احمد مصطفى السحار

في صباح يوم الجمعة 9 سبتمبر 1881، أرسل أحمد عرابي بك رسالة لعثمان رفقي باشا ناظر الجهادية يخبره فيها أنه سيقوم بمقابلة الخديو توفيق في ساحة قصر عابدين ومعه جميع وحدات الجيش المتمركزة في القاهرة وذلك في تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر.

كان السير إدوين دي ليون - القنصل العام البريطاني في القاهرة آنذاك - مجتمعا مع الخديو توفيق في مكتبه بقصر عابدين عندما جاءته الأخبار وكتب في مذكراته تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم فيقول:

حاصر أحمد عرابي قصر عابدين بقوات من الجيش بلغ عددهم 2500 من جنود المشاة والخيالة والمدفعية ومعم 18 مدفعا تم توزيعها على أبواب ومداخل القصر المختلفة.

اقترح الضابط الأمريكي ستون باشا والمراقب البريطاني سير كولفين على الخديو توفيق أن يترأس كتيبتي البوليس الحربي اللاتي أعلنتا عن ولائهما له وأن يقوم بإصدار أمره بالقبض على عرابي بك.

إلا أن الخديو توفيق رفض وقال لهما: عرابي معه المدفعية، وقد يطلق النار.

قلت للخديو: عندما يتقدم عرابي بك نحوك أؤمره بأن يعطيك سيفه ويتبعك. ثم تجول بين الكتائب واعطهم الأمر بالانصراف.

تقدم عرابي بك وهو على ظهر حصانه حتى أصبح على مسافة بضعة أمتار من الخديو الذي أمرة أن يترجل عن الحصان ففعل وسار متقدما نحوه ومعه عدد من الضباط وحارس يحمل سونكي وأدى التحية العسكرية للخديو توفيق.

همست للخديو: الأمر الآن بين يديك. في وسعهم قتلنا، فنحن محاطون بالمدافع من الجهات الأربع.

أمر الخديو بأن يغمد عرابي سيفه فأطاعه. ثم سأله الخديو عن معنى ما يحدث فأخبره عرابي بمطالب الجيش وهي:

1. عزل وزارة رياض باشا التي باعت البلد للإنجليز.
2. تأسيس مجلس للنواب.
3. زيادة عدد أفراد الجيش إلى 18 ألف جندي، تنفيذا للفرمان السلطاني الصادر من الباب العالي.

وأضاف إن الجيش جاء إلى هنا نيابة عن الشعب المصري وأنه لن يغادر القصر إلا إذا استجيبت مطالبه.

استدار الخديو نحوي وقال: هل سمعت ما يريد؟

وبناء على اقترح سير كولفين، دخل الخديو إلى القصر تاركا عرابي بين الجنود لمدة ساعة تقريبا حتى أتى مستر كوكسون، القنصل العام بالإنابة والذي استكمل المفاوضات مع عرابي الذي تمسك بكل مطالبه ولم يتنازل عن أي منها.

إزاء إصرار عرابي ، دخل مستر كوكسون إلى القصر واقترح أن يتم إبلاغ الضباط أن الخديو على اتصال بالباب العالي حسب رغبتهم وأن عليهم الانصراف الآن حتى يأتي الرد من اسطنبول.

وافق الخديو على الاقتراح لكن عرابي رفضه ورد قائلا إن الجنود ستبقى في مراكزها حتى يأتي الرد وأضاف إن الخديو إذا أصر على انسحابهم من الميدان فسيعلنون عدم اعترافهم به حتى يأتي مفوض تركي ليسوي المشكلة.

رضخ الخديو توفيق على الفور لطلب إقالة الوزارة لكنه علق الطلبات الأخرى حتى حين فوافق عرابي بشرط ألا يكون أيا من عائلة الخديو في الوزارة الجديدة وألا يكون وزير الحربية من الأتراك أو الشراكسة بل يجب أن يكون من أصول عربية.

ثم تم التوافق بين عرابي والخديو على تكليف محمد شريف باشا بتشكيل مجلس النظار على الفور.

وما أن تم قراءة خطاب تكليف شريف باشا بتشكيل الوزارة على المحتجين في الميدان حتى ارتفعت الأصوات تهتف بحياة الخديو ثم خرج الخديو بنفسه إلى شرفة القصر وهو يشير للمتظاهرين الذين استقبلوه بالهتافات: "يحيا الخديو توفيق .. يعيش الخديو توفيق"

----------

نقلا عن صفحة "تاريخ بدون توشيه"





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق