هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من سقارة إلى سانت لويس.. كانفر نفر غطاء المومياء التي انتحر مكتشفها

    


تقرير يكتبه: احمد مصطفى السحار

في عام 1951 أعلن عالم الآثار المصري د. محمد زكريا غنيم عن اكتشاف قاعدة مستوية ومدخل لهرم مدرج مطمور في الرمال وغير مكتمل البناء أطلق عليه اسم "الهرم الدفين" وهو هرم الملك "سخم خت" من الأسرة الثالثة الذي خلف الملك زوسر في حكم مصر لمدة 7 سنوات بدءا من سنة 2650 قبل الميلاد تقريبا.

 

سخم خت مات بعد اتمام بناء الدرجة الأولى من الهرم

يرى الأثريون أن هرم "سخم خت" كان سيكون أكبر من هرم زوسر لو كان بناؤه قد اسكتمل. إلا أن الملك "سخم خت" مات بعد أن أتم بناء الدرجة الأولى فقط من الهرم.

واصل غنيم أعمال الحفر وفي عام 1952 عثر في الدرجة الأولى على مومياء لإحدى النبيلات أطلق عليها اسم "كانفر نفر" إي كا الجميلة الجميلة .. كان قناع المومياء جميلا وألوانه زاهية تغطى صدر المومياء أما المومياء نفسها فكانت في حالة تحلل تام إذ لم يتم تحنيطها.

استكمل د. غنيم أعمال الحفر والتنقيب حتى تمكن في عام 1954 من دخول الهرم والعثور على غرفة دفن ملكية وجد بها تابوتا من الألباستر جوانبه مغلقه بالملاط على عادة المصريين القدماء في غلق التوابيت وأختامه سليمة وغير مكسورة.

كان الأثريون متأكدون أنهم أمام كشف أثري هام يعود عمره إلى أكثر من 4500 عام.

 

الصحف ووكالات الانباء العالمية تتناقل اخبار التابوت

ملأت أخبار التابوت الصحف وتناقلت أخباره وكالات الأنباء العالمية وأصبحت المحافل الثقافية الدولية تترقب كيف سيتعامل النظام الجديد في مصر مع الإكتشفات الأثرية خاصة وأن إكتشاف كنوز الملك توت عنخ آمون في عهد الملك فؤاد ومن بعده كنوز الملك بسوسنس في عهد الملك فاروق كانا لا يزالان قريبان من ذاكرة الأثريين المهتمين بعلوم المصريات في مختلف أنحاء العالم.

بلغ الإهتمام الإعلامي بالتابوت ذروته وتقرر أن تتم عملية فتح التابوت أمام مندوبي الصحف ووكالات الأنباء العالمية ووناشد الصحفي محمد حسنين هيكل رجال الثورة وعلى رأسهم جمال عبد الناصر رئيس الوزراء المصري آنذااك أن يشهدوا لحظة فتح التابوت في يوم 29 يوينو 1954.

وجاءت اللحظة الحاسمة وبدأ الأثريون في فتح التابوت ببطء شديد واحتبست أنفاس المتابعين واستعدت عدسات المصورين الصحفيين لتسجيل لحظة الكشف عن مومياء الملك "سخم خت" .

ولكن المفاجأة كانت مخيبة للآمال ، إذ كان التابوت خاليا تماما !

 

احراج شديد بسبب خلو التابوت

تسبب الموقف في إحراج شديد وأصيب د. محمد زكريا غنيم بالإحباط الشديد ثم اتهمه البعض بسرقة وتهريب الأثار.

لم يتحمل غنيم الإتهامات التي وجهت له فأنتحر بعد أن ألقى بنقسه في النيل في 2 يناير 1959.

أما قناع "كا الجميلة الجميلة" فقد تم الاحتفاظ به في مخازن سقارة منذ اكتشافه عام 1952 وحتى عام 1966 ثم تم نقله إلى المتحف المصري في صندوق يحمل الرقم 54.

وفي عام 1973 تم اكتشاف اختفاء القناع من مخازن المتحف المصري دون أن يعرف على وجه اليقين متى خرج القناع من المتحف ومع تكرار اختفاء القطع الأثرية أصدرت مصر قانون حماية الآثار المصرية رقم 117 في سنة 1983 والذي اعتير الآثار المصرية ملكية للدولة وجرم حيازتها.

ثم ظهر القناع مرة أخرى بعد أن اشتراه متحف سانت لويس للفنون في ولاية ميسوري الأمريكية بمبلغ 499 ألف دولار من شركة "فونيكس للآثار القديمة" وهي شركة أمريكية عاملة لها فروع في مدينتي نيويورك الأمريكية وجنيف السويسرية.

في 2006 طالبت مصر بإستعادة قناع "كا نفر نفر" من متحف سانت لويس وفي 2011 قامت الحكومة الأمريكية - بموجب القانون الأمريكي - بتحريك دعوة قضائية نيابة عن مصر لبحث أحقية مصر في استرداد القناع وفي 2012 صدر حكم محكمة ميسوري بعدم ثبوت اشتراك المتحف في أي عملية لسرقة القناع من مصر وحكمت بأحقية المتحف في الاحتفاظ به فاستأنفت الحكومة الأمريكية هذا الحكم وسط محاولات للتفاوض مختلف الأطراف إلى أن حكمت المحكمة في 2014 بحق المتحف في الاحتفاظ بغطاء المومياء وهو معروض بها حتى اليوم .

نقلا عن صفحة تاريخ بدون تشويه





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق