تباينت الاراء حول قرار وزير التموين , تطبيق منظومة جديد للخبز , تتضمن خفض وزن الرغيف المدعم لـ 90 جراماً من 110 جرام , وذلك لتغطية زيادة تكاليف الانتاج واستمرار طرحه لاصحاب البطاقات بـ 5 قروش , وفي اطار خطة الدولة الحد من التلاعب ورفع كفاءة دعم الخبز بالموازنة العامة والمقدر بـ 54 مليار جنيه . 

 المؤيدون يرون انها في صالح المواطن وتحد من المشاكل الخاصة بالانتاج , خاصة غالبية المخابز لا تلتزم بالاوزان القديمة وبالتالي يتم اهدار حق المواطن كما ان المنظومة الجديدة تزيد من كفاءة رغيف الخبز المدعم وادارة المنظومة بالاسلوب الذي يحقق توازناً بين استهلاك الدقيق والكميات المنتجة من الخبز . 

اما المعارضون , فيرون انه كان من الممكن توفير ارتفاع تكاليف الانتاج دون المساس بوزن الرغيف او سعره , مؤكدين ان الوزارة لديها مصادر اخري عديدة تسطيع من خلالها توفير مخصصات الزيادة ,لاسميا  عمليات تخزين القمح او عبر خصم جزء من عمولة شركات تطبيق الكروت من استخدام البطاقات وغيرها من الحلول . 

  هشام كامل وكيل وزارة التموين بالجيزة سابقاً , يقول ان قرار خفض وزن رغيف الخبز من 110 جرام الي 90 جراماً , يفتقد للادارة الرشيدة لمنظومة الدعم, وخاصة وانه كان من الممكن تدبيرالزيادة في تكلفة انتاج الخبز من مصادر اخري, ومن ضمنها تخفيض تكاليف تخزين القمح , خاصة وانها مثل الحسابات الجارية ويجب ان يتم سداد التكاليف طوال فترة تواجدها , وتوفيرها في حالة عدم وجود مخزون . 

 اوضح انه من المصادر الاخري , خفض اجور الطحن حيث يتم سداد 1500 جنيه عن كل طن وبالتالي نستطيع تخفيض هذه القيمة , مع رفع اسعار النخالة والاستفادة منها ذلك في دعم منظومة الخبز التي تمس حياة المواطنين علي مختلف مستوياتهم . 

ولفت كامل , ان هناك اقتراح آخر , بخصم نحو 25 قرش عمولة شركات الكروت الذكية التي تحصل عليها عند ضرب كل بطاقة والمقدرة بـ 1 جنيه , والتي تجني من ورائها مليارات الجنيهات, وبهذه الوضيعة نستطيع توفير مخصصات الزيادات الجديدة في منظومة الخبز دون الاقتراب من وزن الرغيف . 

واشار كامل , الي ان الفترة القادم قد تشهد تراجعاً كبيراً في زراعة الارز نتيجة ازمة سد النهضة , وبالتالي ارتفاع سعره , مما يؤدي لتغيير النمط الاستهلاكي , بزيادة الاعتماد علي الخبز البلدي المدعم في الوجبات الرئيسية .  

وقال انه في هذه الحالة لن يجد بقالي التموين نقاطاً للخبز لاستبدالها بسلع لان صاحب البطاقة سيقوم بإستخدام حصته كاملة مع تخفيض الوزن , مشدداً علي انه كان من الافضل تحريك سعر الرغيف لـ 10 قروش او بيع الرغيفين بـ 15 قرش , بدلاً من تخفيض الوزن لانه هذا الوضع سيكون افضل للمواطن من خفض الوزن. 

واكد كامل , ان قرار خفض الاوزان لن يؤثر علي استيراد القمح , خاصة وان معدلات الطحن ثابته عند 9.5 مليون طن سنوياً , اي ما يقارب 800 الف طن وبالتالي لن تحدث اي توفير لمخصصات الاستيراد . 

 وارجع ذلك الي الثغرات التي لاتزال تعاني منها منظومة الخبز والثغرات التي تزيد من صعوبة التحكم الانتاج , وتحقيق التوازن بين القمح المستورد وكميات الخبز المنتجة , مشدداً علي ضرورة المطابقة المستمرة للكميات التي تصرف للمطاحن مع عدد الارغفة . 

 يقول محمد عبد الهادي , خبير اقتصادي ان منظومه الخبز الجديده طبقت مسبقاً في العديد من المحافظات ذات التعداد السكاني المنخفض مثل بورسعيد وأثبتت نجاحها , وتعد احدي خطوات التحول من الدعم العيني لـ النقدي , والتي تساهم في في الحد من التلاعب به و وصوله للمستحقين الفعليين. 

واشار الي , ان المواطن في المنظومة القديمة له ٥ ارغفه يومياً بمعني إجمالي المنصرف في الشهر ١٥٠ رغيف بسعر ١٥ جنيه , ولا يقوم بصرف سوي ٥ جنيهات فقط , والباقي يستبدله كنقاط بسلع غذائية . 

أما المنظومه الجديدة تقوم بشحن البطاقه نقداً علي أساس سعر الرغيف ٦٠ قرش ويقوم صاحب البطاقة بشراء الخبز بـ ٥ قروش فقط ولكن بدلا من استحقاق بالبطاقه عدد ارغفه يتم شحن البطاقه بأموال نقديه وبالتالي تكون الرقابه أكثر والفارق بين المنظومتين لصالح المواطن العادي بأموال أكثر من ذي قبل . 

ولفت عبد الهادي الي ان تخفيض وزن الرغيف في صالح المواطن لان غالبية المخابز لا تنتجه بالاوزان المقررة في الغالب , حيث كان بالمنظومه القديمه ١١٠ جرام ولكن الفعلي ٨٠ جرام , مما يمثل إهداراً للمال العام وضياع الفارق علي المواطن المستفيد و الدوله . 

ويري حسام الغايش محلل اقتصاي , انه كان من الضروري مراجعة كافة عناصر الانتاج قبل اتخاذ القرار, خاصة وان زيادة فى تكلفة إنتاج الرغيف للمخابز و لنأخذ في الاعتبار زيادة السولار التي تمت في العام الماضي وزيادة الكهرباء هذا العام بالإضافة إلى ارتفاع اجور العمالة , وايضا تكلفة إنتاج جوال الدقيق زنة (100 كجم) من 213 جنيها إلى 265 جنيها, بالتالى فالقرار سيسمح بزيادة معدل إنتاجية الجوال زنة (100 كجم) لتصل إلى 1450 رغيفا بدلاً من 1250 رغيفا. 

وقال ان ثبات سعر الرغيف المدعم عند 5 قروش، جعله أرخص سلعة مدعمة في مصر والعالم على مدار السنوات الماضية , نظرا لتحمل الدولة قرابة 1200% من قيمته حيث تدعم الدولة كل رغيف بـ60 قرش في منظومة يستفيد منها 73 مليون مواطن , ويتراوح معدل الانتاج اليومي بين 250 الي 270 ميلون رغيف يومياً . 

وطالب بضرورة تشديد الرقابة على مواصفات الجودة للخبز , لانه العنصر الأهم حتى يصل الدعم لمستحقيه دون المساس أو التلاعب بجودة رغيف الخبز. 

من جانبها اكدت الشعبة العامة للمخابز , إنه لا علاقة لها بتخفيض وزن الخبز, مؤكدة انه منذ 3 سنوات هناك معاناة من ارتفاع أسعار السولار والمياه والغاز . 

واشارت الشعبة , انه تم مخاطبة وزير التموين بتعديل تكلفة إنتاج الخبز للحفاظ على جودة رغيف الخبز بـ 5 قروش , واشارت الي ان التخفيض يوفر جزء من تكاليف صناعة الخبز ويتم انتاج رغيف الخبز بـ 90 جراما , كما ان توحيد الوزن يهدف ايضا الحفاظ علي حصة المواطن من الخبز المدعم دون زيادة في السعر .