تقرير – مصطفى الشــهاوى:
تعذيب الخادمات مسلسل رعب لاينتهى .. فبين الحين والآخر تظهر حلقات درامية نشاهد فيه إنتحار الخادمة قفزاً من شرفة المنزل هرباً من جحيم مخدوميها, أو نشاهد آثار الكى بالنار وإطفاء السجائر فى أماكن حساسة بجسد الخادمة ,

وماحدث أول أمس للطفلة أمنية إبراهيم فتحى عطية – 9 سنوات – مركز سيدى سالم فى كفر الشيخ – فتح من جديد ملف تعذيب الخادمات على يد الأثرياء ,
تعرضت أمنية للتعذيب من شخص مصرى وزوجته المغربية بقيامهما بإلقاء الكلور على جسدها مما أسفر عن إصابتها بحروق من الدرجة الأولى بنسبة 70 % .. فضلاً عن قيام الزوجان بقطع أجزاء من أذنها بآلة حادة لتأخرها فى تنفيذ طلباتهما أحياناً , ليس هذا فقط بل قاما بين الحين والآخر بإطفاء السجائر فى مناطق حساسة من جسدها وقص شعرها ,

وأكد مصدر مسؤول بمستشفى طنطا الجامعى أن مباحث قسم أول شرطة كفرالشيخ، تمكنت من القبض على مخدوم أمنية، لاتهامه هو وزوجته المغربية بتعذيب طفلة من كفر الشيخ، كانت تعمل في منزلهما بمحافظة الجيزة، ما أدى إلى إصابتها بحروق بمختلف أنحاء الجسد وتشوهات بالوجه.
وتكثف المباحث من جهودها لسرعه ضبط الزوجه الهاربه، فيما نفى المتهم الواقعه واكد أنه لا علاقة له بالتعذيب.
نور .. و علبة الحلاوة

الطفلة نور أو «طفلة تعذيب الساحل»، منذ عامين وبالتحديد فى اغسطس 2018 التي مارست عليها مخدومتها أقصى أنواع التعذيب البدني والنفسي عقابا لها لمجرد أنها تطاولت وتجرأت على تناول «علبة حلاوة».
قصة تعذيب نور، نشرتها صفحة «أطفال مفقوده» على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأطلقت نداء استغاثة لأي شخص في منطقة الحمام بالساحل الشمالي، لإنقاذ الطفلة من يد أسرة تحتجزها داخل فيلا في إحدى قرى الساحل الشمالي، وتضربها، ونوهت أن الطفلة استطاعت الهرب، وذهبت لأحد أفراد أمن القرية، وأعطتهم رقم إحدى متطوعات صفحة «أطفال مفقوده»، كانت تركت لها رقم هاتفها عندما رأتها في وقت سابق «مضروبة» في أحد النوادي الراقية بالقاهرة.
أدلت الطفلة «شيماء أحمد سعد عبد الحميد شديد»، شهرتها نور، وعمرها أقل من 10 سنوات، من عزبة الصفيح في منطقة شبرا الخيمة، ووالديها منفصلين , بأقوالها فى محضر الشرطة,
قالت إنها تعمل منذ سنة لدى أسرة ، في فيلا بالحي السادس في مدينة العبور، وأنها خلال هذه السنة ذاقت «العذاب ألوان» على يد رب الأسرة وزوجته وأولاده , وأنهم كانوا يحبسونها داخل غرفة في حديقة الفيلا ويمنعونها من الخروج أو الاتصال بوالدها، وكانت في كل مرة تستنجد بالجيران، وأن الأسرة على مدار السنة التي كانت تعمل فيها بمنزلهم، اعتادوا على تقييد يدها وضربها وتجريدها من الجزء العلوي من ملابسها، وربطها في كرسي وضربها بـ «سلك كهرباء أو خرطوم»، وهو ما اتضح من علامات الضرب والتعذيب التي كانت ظاهرة على جسد الفتاة ووجهها.
كما روت الطفلة نور، أن أثار الضرب التي تظهر على وجهها، كانت بسبب «أنها أكلت علبة حلاوة صغيرة» فزوجة العقيد قامت بضربها بـ «عصاية المقشة» على وجهها وبـ «الخرطوم» على يدها.
الإنتحار هرباً من الجحيم
فى منطقة مصر الجديدة، حاولت خادمة فى العقد الثالث من عمرها الانتحار بالقفز من الطابق الرابع، هربا من تعذيب مخدومتها والتى عذبتها بخلع أظافرها وقص شعرها والاعتداء عليها بالضرب، وأصيبت عقب قفزها من الطابق الرابع بجرح قطعى فى فروة الرأس وكدمات متفرقة بالجسم وتسلخات أسفل العينين"، كما تبين خلع أظافرها وقص شعرها وأثار قضمة باليد اليمنى، والغريب أن ربة المنزل المتهمة اعترفت بالواقعة بزعم بزعم تعليمها كيفية العناية بالنظافة.
هنادى ومروة .. وفاء مكي

فى عام 2001 أثارت قضية تعذيب الفنانة وفاء مكي لخادمتيها، الرأي العام، نظرا لبشاعتها،
تفاصيل القضية وفقا لتحقيقات النيابة، بدأت في عام 1998، عندما التحقت مروة وهنادي، في العمل كخادمتين لدى الفنانة وفاء مكي، وكانت العلاقة عادية بينهن.

في أكتوبر 2001، فوجئ الأب فكري عبدالحميد، وزوجته بدرية محروس، بابنتهما مروة عائدة لقريتها أبنهس مركز قويسنا، بالمنوفية، وكانت في حالة إعياء شديدة وبها آثار تعذيب، وأخبرتهما أنها تعرضت للكي بالنار والضرب على يد الفنانة وفاء مكي، وأن شقيقتها هنادي هي الأخرى تعرضت لنفس التعذيب على يد الفنانة، فأسرعا بنقلها للمستشفى وجلب الفتاة الثانية هنادي.
عرضت النيابة الفتاتين على الطب الشرعي وثبت تعرضهما لتعذيب وحشي لمدة 21 يوما بمنزل الفنانة، وقالت هنادي: "الممثلة قامت بكيي بالنار في ساعديّ الأيمن والأيسر.. وشددت التعذيب على شقيقتي مروة عندما أبلغت "مروة" زوج الفنانة بسر ما، حاولت وفاء إخفاءه عنه".
ونفت الفنانة وفاء مكي التهم الموجهة إليها، وحكمت المحكمة على الفنانة وقتها بالسجن لمدة 10 سنوات عام 2001، إلا إن الحكم تم تخفيفه ليصبح 3 سنوات قضتهم "وفاء" بسجن القناطر.
خادمة سناء يوسف
فى يونيو 2018 تقدمت خادمة الفنانة سناء يوسف، ببلاغ تتهمها فيه باحتجازها داخل فيلتها بالشيخ زايد، وأكدت أن "سناء" استعانت بأحد الأشخاص لإجبارها على التوقيع على إيصال أمانة والاعتداء عليها جنسيا بعد استمرار الخلاف بينهما في العمل.
مروة عبد المنعم
اتُهمت الفنانة مروة عبد المنعم بقتل خادمتها عام 2014، بعدما توجه والد فتاة تدعى "رحاب" كانت تعمل خادمة لدى الفنانة الشابة، ببلاغ لقسم شرطة الهرم، يطالب باستخراج جثة ابنته لتشريحها، بعدما أكد أن هناك شبهه جنائية متعلقة بوفاة ابنته، واتهم الفنانة مروة عبد المنعم بأنها وراء مقتل ابنته.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة طبيعية، نتجت عن توقف عضلة القلب، وتم تبرئة مروة عبد المنعم من التهم المنسوبة إليها.
بوسي سمير
قامت خادمة الراقصة بوسي سمير، بإلقاء نفسها من شرفة منزلها، بعدما قامت "بوسي" بحبسها داخل شقتها، ورفضت السماح لها بمغادرة المسكن، واضطرت الخادمة لربط عدد من "ملايات السرير"، وحاولت النزول من شرفة الغرفة الموجودة بالدور الخامس، إلا إنها سقطت في الشارع جثة هامدة، وتم تغريم الراقصة 200 جنيه بعد الواقعة.
الطب النفسي يشرح أسباب ظاهرة تعذيب الخادمات
أوضح الدكتور على عبد الراضى، استشارى العلاج والتأهيل النفسى، فى تصريحات صحفية أن الشخص الذى يمارس أى نوع من أنواع الضغط النفسى أو الضرب والتعذيب ضد أى شخص ليس إنسان طبيعى، ولكنه مريض بما يسمى اضطراب الشخصية السادية، وهو الذى يتلذذ بتعذيب وإهانة الآخرين، وربما تصل لمراحل تعذيب مبالغ فيها مثل خلع الأظافر والكى بالنار وقص الشعر، لأنه ينظر إلى العامل لديه أو الخادم وكأنه عبد لديه.
وأكد عبد الراضى، أن هذا الاضطراب السلوكى لا يعفى من المحاكمة القضائية والسجن، لأنه مسئول عن اضطرابه هذا ويمارس التعذيب عن قصد ورغبة لديه ووعى كامل كما أنه هو من يختار ضحيته ويخلق مبررات لتعذيبه، مشيرًا إلى أن ما يدفع ضحية الشخص السادى للمحاولة الانتحار والاكتئاب هو أن ينفذ صبره على هذه الإهانات والتعذيب، أما إذا كان الضحية مصاب باضطراب "الشخصية المازوخية"، فإنه سيكون مستمتع ومتلذذ بما يقع عليه من تعذيب وضرب وإهانة من الشخص السادى، ولكن هذا نادرا ما يحدث هنا فى مصر فالخادم مثلا قد يصبر على الإهانة والضرب البسيط ليحافظ على عمله ولكن له طاقة لن يتخطاها.
قالت أمل زكريا قطب، عضو مجلس النواب، ومقررة المجلس القومى للطفولة والأمومة بالبحيرة،: "لم أندهش من كثرة ما أسمعه هذه الأيام عن قتل أطفال وتعذيبهم أو انتحار البعض من خادمات المنازل أو انحراف البعض للممارسات التى تضر بآدميته بسبب عدم تفعيل القوانين واللوائح المنظمة سواء الدولية أو المحلية وللاسف كثيرون لا يعلمون عن هذه القوانين شئ".
وأضافت النائبة أمل زكريا، أن كثيرًا من الأطفال خلعوا ثياب الطفولة وودعوا براءتهم لأن ظروف أسرهم أجبرتهم على النزول للعمل لسد احتياجاتهم، وفى النهاية يجب أن ننتبه إلى خطر يحلق بيننا جميعا وهو التحايل على القانون واستخدام الأطفال وحتى البالغين لأعمال غير آدمية وغير قانونية، لذلك يجب تفعيل القوانين ودور المجتمع المدني ومؤسسات الدولة المصرية في الحد من انتشار ظاهرة عمالة الأطفال، وأن يكون لدينا قاعدة بيانات دقيقة عن عمالة الأطفال، مع تصنيف الفئات المختلفة من حيث الجنس والنوع والمرحلة العمرية وبناء عليه يتم تصنيف هؤلاء الأطفال ومعرفة من منهم يحتاج للتدخل السريع، ومن يجب أن تقدم له الحلول والخدمات الفورية ومن يحتاج لدخول محميات إعادة التأهيل".
وأكدت مقررة المجلس القومى للطفولة والأمومة بالبحيرة، ضرورة وضع قانون جديد يحمى المستحقات المالية والإنسانية والاجتماعية لغير الأطفال ممن يعملون فى المنازل، ومحاسبة المتعدين عليهم والحرص على الحفاظ على آدميتهم".
اترك تعليق