يوصف الملل أحيانا بأنه آفة المجتمع المعاصر وهو ينبثق عن أداء نفس الأعمال الرتيبة بالنسبة للبعض مسبباً الفُتُور و ضيق الخُلُق وسرعة الضجر
وقد ربطت دراسات بين الملل وبين سمات شخصية ، مثل سرعة الغضب والميل إلى القلق والشعور بالذنب والغيرة. وفي كل الأحوال، فإن الملل مؤشر سيئ، وقد يكون ناتجا عن عدم القدرة على التحكم في المشاعر.
ويقول جيمس دانكيرت، رئيس مختبر الملل بجامعة ووترلو بأونتاريو إننا نحاول أن نفهم طبيعة العلاقة بين الملل وبين هذه الاضطرابات الشخصية والمشاكل النفسية، مثل الاكتئاب، فليس من الواضح ما أن كان الملل يورث الاكتئاب أم أنه يعد من العوامل التي تنذر بالإصابة بالاكتئاب.
لكن السؤال الأهم الذي يحاول دانكيرت الإجابة عليه هو ما إن كانت القابلية للإصابة بالملل تكتسب من البيئة أم إنها تنتقل بالوراثة.
ويرى دانكيرت أن الشعور بالملل، كشأن جميع المشاعر، هو محصلة لعوامل مكتسبة ووراثية. فربما يتمكن أضيق الناس صدرا وخلقا من الاستمتاع بالعزلة وشغل وقت الفراغ في أعمال هادفة، لو استخدموا الأساليب الصحيحة.
ويدرك علماء النفس الآن أن هناك خمسة أنواع على الأقل من الملل، منها "الملل القياسي"، حين يشرد ذهنك وتشعر أنك لا تجد شيئا تفعله، و"الملل التفاعلي"، حين يتملكك الغضب من الشخص الذي أرغمك على أداء هذه المهمة المملة، كالمدرس أو المدير في بيئة العمل، وتفكر في الأشياء التي كان يمكن أن تفعلها في المقابل.
وهناك أيضا "ملل البحث"، حين تكون مضطربا ومتململا وتبحث عن أشياء تفعلها للتخلص من الملل، و"ملل اللامبالاة"، حين تشعر بالراحة وتنفصل عن العالم من حولك، واكتشف مؤخرا "ملل عدم الاكتراث"، حين تشعر أنك لست منزعجا ولا سعيدا، لكنك عاجز عن التخلص من هذا الملل.
ودخلت كلمة "ملل" إلى اللغة الإنجليزية منذ مطلع القرن التاسع عشر، لكنها لم تجر على الألسنة إلا بعد أن ذكرها تشارلز ديكنز في إحدى رواياته.
اترك تعليق