رؤية : دينا محسوب

كلما ذهبت الي إحدي المكتبات شاهدت عددا كبيرا من مجموعة من الكتب تتحدث عن تربية الأبناء....هذه الكتب قد كتبها علماء نفس وأطباء وخبراء في التربية.
أيضا أصبح الآن يوجد الكثير من الدورات التدريبيه والمحاضرات عن تربية الأطفال والتنشئة السليمة.
كثير من الآباء والأمهات حريصين كل الحرص علي حضور مثل هذه الدورات التدريبيه لتربية أبنائهم تربية صحيحة.

وايضا كثير من الناس يعتقدون أن تحقيق الرغبات لأطفالهم هو غاية التضحية وبذلك قد حققوا لهم الاشباع النفسي والمادي المطلوب .

كتير منهم يعطوا  اولادهم كل ما يحتاجونه سواء تعليم   مدرسي أو جامعي علي اعلي مستوي  أو سفر للخارج  ...أو ملابس بماركات عالمية ...يعتقدون أنهم بذلك يكونوا حققوا لهم كل  احناجيهم

ولكن في الواقع أن أولادنا يحتاجون أكثر الي أمر ابسط واسهل من كل هذه التعقيدات  ..   يحتاجون الي شى اسمه الحنان.
الحنان هو المرادف لكلمة الطيبة والعطف والحب وباللغة العامية اسمها الحنية......
لا اتحدث عن الأبناء باعتبارهم اطفال فقط ولكنهم يحتاجون  الحنان في كل مراحل حياتهم ...طوال الوقت وهم  أبناءنا فإنهم في احتياج شديد لهذا الحنان....

الحنان بمعني الاحتواء الكامل لتصرفاههم مهما كانت، والاستيعاب ، والحب الوفير، وإظهاره لهم بالتصرفات وبالكلام  و الحديث معهم وبصدقاتهم ،وبالاحضان والقبلات.

حينما  تتعامل مع بعض من الرجال والسيدات اليوم اشعر  أنهم ليسوا اسيواء بالقدر الكافي....وتتفاوت درجة هذا الاضطراب النفسي   من شخص إلي آخر...وحينما اركز واسترجع طفولتهم أو شبابهم أعتقد أن آباؤهم وامهاتهم لم يعطوا لهم القدر الكافي من الحنان والحب.

أو رجال ونساء يتمتعون بقدر كبير من الأنانية ..فاكتشف بعدها أنهم  قد حرموا من العاطفة في طفولته.
كثير من الناس يستهينون بهذا الأمر ولكنني اري من وجهة نظري أنه لا يمكن بناء شخص سليم نفسيا سوي إلا بإعطائه كم كبير من الحب والعطف .
مثلما نهتم بتغذية اولادنا فإننا يجب علينا الاهتمام بتغذية ارواحهم....حتي لا ينجذب أو تنجذب لمن يعطي له هذا القدر من العطف في غير محله.
هذا الحنان والحب يستمر طول العمر، لا يكون في مرحلة الطفولة فقط ولكن يستمر الي سن المراهقه والجامعة وما بعدها، طالما هم أبناءنا.

من لديه إشباع عاطفي من والديه يستطيع إعطاء هذا الحب لكل من حوله ويستطيع أن  يكون شخص قوي واثق من نفسه مؤثر في المجتمع الذي يعيش فيه.
 والعكس صحيح، من لديه جوع عاطفي ينشا  غير متزن نفسيا واجتماعيا ويأخذ أكثر مما يعطي.
وكما تقول الحكمة العربية (وصي الوالد قبل المولود) .
أي أن الآباء قوامون علي أبناءهم أكثر ولهم تأثير كبير جدا علي تكوين شخصياتهم.
فبالحنان والحب يبني الوجدان والإنسان.