وقال ان الأزمة السورية حاليا تمر بمرحلة حرجة من مراحل تطورها، فالصراع العسكري لا يزال قائماً في ظل تفاهمات هشة لوقف إطلاق النار، والاعتداءات الخارجية على الأراضي السورية ما زالت مستمرة من قبل القوى الإقليمية المحيطة بها، والتنظيمات الإرهابية عادت لتنظيم صفوفها من جديد، والعملية السياسية متوقفة رغم الجهود المبذولة لتحريكها، والأزمة الإنسانية تفاقمت حدتها في ظل تزايد معدلات اللاجئين والنازحين وتردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية .. وقد تضافرت هذه العوامل جميعاً لتُفرز حالة غير مسبوقة من الفقر والعوز طالت جميع المواطنين السوريين، هذا بخلاف الرعب من تفشي الوباء العالمي كوفيد – 19 في الجسد السوري المنهك، وكانت التقديرات الأممية تشير إلى أن 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر وأكثر من 9 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وبالطبع فقد تفاقمت هذه المعاناة في ظل الجائحة الصحية والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا.
واوضح ان هذه الظروف والأوضاع الحرجة، تدفع جامعة الدول العربية إلى التطلع نحو إجماع الإرادة الدولية على إنهاء الأزمة السورية وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 (2015) وبيان جنيف (1)، وقد جاءت جميع القرارات المتتالية لجامعة الدول العربية لتعكس هذا التطلع ولتؤكد على ثوابت الموقف العربي إزاء الأزمة السورية والذي يلتزم بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ويرفض التدخلات والاعتداءات الخارجية وأية ترتيبات تعزز تواجد قوات دول إقليمية داخل الأراضي السورية وتستهدف فرض تغييرات ديموجرافية أو ترسيخ واقع جديد.
ووجه الشكر إلى الاتحاد الأوروبي على تنظيم هذا المؤتمر الهام، ونتمنى أن تتضافر جهودنا جميعا لتخفيف معاناة الشعب السوري ومساعدته على تجاوز أزمته التي طالت .
اترك تعليق