مروان منفتح فكريا ، ونادر منغلق ، لكنهما أصدقاء ، إلتقيا ،، ودار بينهما الحوار الآتي :
مروان لنادر : رأيك زواج البنات في سن صغيرة أفضل أرفضه لأنه ظلم لها ،
نادر : ليس ظلماً بل ستراً ،
مروان : وما المصيبة التي فعلنها لنطلب لهن بتعجيل الزواج ليسترهن الرجال؟ نادر : الأنثى عورة ،
مروان ضاحكاً : ” إِذا كانت عورة فالرجل أعور”
نادر : المرأة ناقصة دينا وعقلا”
مروان : إذا فهي تستحق الحماية القانونية ، وإلا فالرجال مجرمون لأنهم سيستغلون هذا النقص وهذه العورة .
نادر : هي التي تستميل الذكور بملابسها وحركاتها،
مروان : إذا الذكور مستغلون وضعفاء أمام الناقصة ذات العورة،
نادر : ماذا تقصد ؟
مروان : يعني لو الذكر عاقلا وحكيما وقويا ، فكيف لأنثى عورة ومعاقة وناقصة وتُشكل خطراً في نفس الوقت على توازنه وإيمانه .
وسؤالي يا نادر : لماذا الذكور ضعفاء أمام امرأة كلها عيوب؟ فمن المعاق هنا؟ ومن الضعيف والقوي؟ الرجل أم المرأة؟ من الذي يجب أن يستر ضعفه وإعاقته، الذكر أم الأنثى؟
نادر : الأنثى ضعيفة ،، ولو تركناها علي هواها لن تحافظ علي نفسها،
مروان : كيف ضعيفة ؟ ألم تتفوق على الذكر في معظم المجالات ، السياسية والإقتصادية والإعلامية وغيرها ! ، ألم تصبح أستاذة جامعية ووزيرة ومحامية وطبيبة ومهندسة ورائدة فضاء بل ورئيسة دولة ! .
لماذا تروج وغيرك من أصحاب العقول المنغلقة في مجتمعاتنا العربية أن المرأة عورة وناقصة وتفرضون عليها أن تستتر بأكفان سوداء في حياتها ؟ ولماذا تتعمدون إضعاف ثقتها بنفسها وشعورها الدائم بالنقص والدونية ؟ ولهذا وجب عليها أن تتزوج حتي لو في سن مبكرة لتتستر، وتزرعون في عقيدتها من بيت باباكي لبيت جوزك لقبرك .
نادر : ألم تقرأ أو تسمع عن بنت فلان التي أخطأت فستروها بأحد اقربائها بالغصب، والتي أخطأت فقتلت ، والتي أخطأت فهربت ، ألم تسمع عن بنت فلان التي جلبت الفضيحة لأهلها ؟
مروان : قرأت وسمعت ، ولكن دوماً أتساءل كما تساءل المولى عز وجل عن أفعال الجاهلية الذين كانوا يكرهون خلفة البنات فيقتلونهن قائلاً ” وإذا الموئودة سئلت بأي ذنب قتلت ” .
العيب يانادر في فلان ، وفي طريقة تعامله مع البنت ، كيف يحتويها ويكون قريبا منها ؟ يتحدث معها لتفهم منه، ويستمع لها ليفهمها ، وبالتالي يستطيع توجيهها الوجهة التي يريد وبرضائها .
نادر : أنا لا أؤمن بالحرية ولا التعليم ولا العمل للمرأة ….
مروان : لماذا ؟
نادر : علشان دورها رعاية البيت وتربية الأولاد …
مروان : وكيف ترعي وتربي بشكل جيد إن لم تكن متعلمة مثقفة، ألم يقل الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ،
نادر : القرآن قال : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) مروان أكمل الآية يانادر “إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ” .
يا نادر إن «حب النساء ينتمي إلى كمال العارفين، إذ أنه مستمد من النبي وأنه محبة إلهية» بشرط أن يكون لكيانها وليس لجسدها، أنتم تفسرون بعض الآيات في القرآن علي هواكم وبما يتماشي مع طريقتكم في التفكير وتريدون فرضها علي الجميع ، وهذا نهجكم كتيار إسلامي
نادر ضاحكا : آمال إنت إيه تيار صليبي ؟ الإثنان يضحكان …
مروان : لا أقصد أنا أعلم أنك متعاطف مع هذه الجماعات وهم يدعون للزواج المبكر ، وأنت تتفق مع هذا الطرح ….
نادر : أنا لا أنتمي إلا لله ولرسوله وغير مؤمن بالتصنيفات لكن يجب أن يسود شرع الله .
مروان : وهل يرفض شرع الله استكمال البنات لتعليمهن والحرية في اختيار شريك الحياة ؟
نادر : حرية ايه يامروان !! الحرية متنفعش للبنات فما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ….
مروان : نعم ثالثهما ولكن ليس قائدهما، نادر : مش فاهم .
مروان : يعني ممكن العلاقة يكون منطلقها ليس شهواني قد تكون علاقة طيبة ومنطلقها عاطفي، أو تعليمي، أو عملي مهني، أو اجتماعي، أو حتي ديني أيضا، نادر منفعلا …. لن أقتنع بغير أنهن ناقصات عقل ودين والستر لهن افضل وراحة منهن للأب والأم والمجتمع .
مروان : ازاي راحة مشوفتش ومسمعتش بالبنت اللي اسمها سلمى اللي جوزوها وسنها 16 سنة عن غير رضا وقبول لابن عمها اللي معندوش قدرة على تحمل المسئولية ، الذي لم يستطع إشباع رغباتها التعليمية أو العاطفية ماذا فعلت ؟ ألم تنتحر ؟ ماذنبها لتموت بهذا الشكل ؟ أليس التعنت والجهل وضيق الأفق لأهلها من تسبب في انتحارها ؟ هل ارتاحوا بعدما ماتت ؟ ماذنب سلمى لتتزوج من شخص لا تقبله ؟ أليس من حقها مثل الرجل الاختيار للشخص الذي تشعر معه بالراحة والقبول بعد أن تستكمل تعليمها ؟
نادر : أولا ليس كلهن مثل سلمى ، ثانياً أنا لا أعترف بالحب …
مروان : اللي كلهن مش زي سلمى منهن الكثيرات مرضى نفسيا ، وأخريات معقدات ، وغيرهن يجهلن الثقافة العاطفية .
نادر : ثقافة عاطفية للبنات
مروان : أيوة
نادر : يبدو أنك ستتأثر بالغرب
مروان : وماله الغرب متطور ،
نادر : لكنه ملحد مروان لكن انا مسلم مؤمن
نادر : أنا لا أعترف بالمرأة إلا في بيتها تخدم زوجها وتربي أولادها
مروان : هذا فكر متخلف
نادر غاضبا تاركا المكان : السلام عليكم .
مروان مبتسما : نستكمل وسأقنعك ياباشمهندس ….
اختفى نادر في لحظات دون أن يدفع حساب المشروبات من غضبه دفعها مروان وذهب .
اترك تعليق