جمعها وصنفها / محمد سعيد
((وقل رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)) 97 و98 سورة المؤمنون
وأمر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم هو أمر له وللأمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الرسول المتبع والإمام المطاع وعلى هذا فيكون مشروعاً لنا أن نستعيذ بالله من همزات الشياطين ومن أن يحضرونا.
((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ)): أي اسأل اللَّه تعالى أن يعصمك، ويحميك بجنابه العظيم؛ لما له من الأسماء الحسنى، والصفات العُلا الجليلة.
((مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ)): همزاتهم: دفعهم الوساس، والإغواء في القلب وجمعهم دلالة على كثرتها وتنوّعها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من أنواع شرور الشيطان كلِّها: ((أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ: مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ)) ثم فسر هذه المعاني بعض رواة الحديث فقال: نَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ والموتة هي تشبه الجنون.
((وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)): كرّر التوسل بربوبيته زيادة في التضرّع، والتوسل به تعالى من شرورهم؛ لشدّة خطرهم وأذاهم لبني آدم، أي أحتمي بك يا ربي أن يحضرني الشيطان في أي أمرٍ من أموري، كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم ((إنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِه)) وقوله صلى الله عليه وسلم ((كل شيء)): دلالة على العموم، والتي هي ((من جميع نزغات الشيطان، ومن مسّه، ووسوسته، فإذا أعاذ اللَّه عبده من هذا الشرّ، وأجاب دعاءه، سلم من كل شرّ، ووُفِّقَ لكل خير))
((أَنْ يَحْضُرُونِ)) أي أعذني أن يحضر في كل الأحوال والأوقات، ومن ذلك حال النزع التي هي أ شدّ الأحوال.
تضمنت هذه الاستعاذة الكثير من الفوائد المهمّة، منها:
أن العاصم على الإطلاق هو اللَّه تعالى من كل شيء.
كلما كان المطلوب مهماً، كان من حسن الدعاء المبالغة في التضرّع، حيث كُرّر التوسل بالربوبية.
كما يتوسل بربوبيّة اللَّه بالطلب، كذلك يتوسل بها في الاستعاذة.
شدّة خطورة الشيطان على بني آدم؛ لأنه مترصِّدٌ له في أحواله كلها.
المصادر:
صحيح البخاري
صحيح مسلم
ابن ماجه
مسند أحمد
الترمذي
اترك تعليق