البطروحي .. فلكي وفيلسوف عربي عاش في العصر الذهبي للإسلام. قام بتطوير نظرية عن حركة الكواكب، وهو أول من قال بالحركة البيضاوية للأرض ودورانها حول الشمس، وأثبت كروية الأرض وأنها تدور حول نفسها، وكان له عظيم الأثر في العلوم الفلكية في الغرب وأثر في فلكيي وعلماء أوروبا حتى القرن السادس عشر، كما كان معاصروه يعدّون آراءه تجديداً إيجابياً مهماً، ويتحدثون عنه باعتباره رائد علم الفلك الجديد في العالم.
قدم البطروجي نظرية فلكية جديدة، أحيا بها نظرية أودكسوس Eudoxos في الأفلاك المتعددة المركز، مع إدخال تعديل جذري عليها، كما انتقد نظام بطليموس الفلكي فمهد الطريق أمام الفلكي الإيطالي نيكولاس كوبرنيكوس الذي ردد نفس نظرية ان الأرض ليست هي مركز الكون وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس.
البطاقة الشخصية
الاسم: أبو إسحاق نور الدين البطروحي الاشبيلي
تاريخ الميلاد: عام 585 هجرية الموافق 1189 ميلادية
محل الميلاد: ولد في بالمغرب وهاجر إلى إسبانيا واستقر في أشبيلية في الأندلس
المهنة: فلكي وفيلسوف عربي، وكاتب، وعالم كونيات، وقاضي في الأندلس
الألقاب: رائد علم الفلك الحديث - المعروف في الغرب بالاسم اللاتيني البترجيوس (Alpetragius) وهو الاسم الذي اطلقوه على فوة بركانية فوق سطح القمر
المؤلفات: كتاب الحياة
محطات مهمة في حياته
لا يُعرف شيء عن حياته تقريباً إلا أن اسمه ربما يكون مستمدًا من لوس بيدروش (البيروش) وهي منطقة قريبة من قرطبة، وكان البطروحي تلميذا لبو بكر بن طفيل كما كان معاصراً للفيلسوف ابن رشد. ويري الكثير من الباحثين العالميين أن البطروجي كان له تصورات فلكية انتقد فها تعاليم بطلميوس ونجح التشكيك فيها، مما ساهم في زعزعتها في نفوس وعقول كل علماء الفلك المعاصرين له
ورغم كثرة مؤلفات البطروحي الا ان كتاب الحياة يعد من أهم مؤلفاته، وهو الكتاب الذي عُرف في أوروبا في القرن الثالث عشر، بعد أن ترجمه "Michael Scouts" ميشيل سكوت إلى اللغة اللاتينية، وهو فلكي في بلاط القيصر فردريك الثاني امبراطور ألمانية وملك صقلية في الفترة من عام 1194 حتى عام 1250 ميلادي وذلك نحو سنة 1217 ميلادية، وقد طبعت الترجمة اللاتينية لهذا الكتاب في فيينا عام 1531ميلادية.
كما تمت ترجمة كتاب الحياة للبطروحي إلى اللغة العبرية على يد موسى بن طبّون في القرن السادس عشر نحو عام 1529ميلادية، ثم قام قالونيموس بن دافيد بترجمته من اللغة العبرية الى اللغة اللاتينية عام وطبعت هذه الترجمة الأخيرة في مدينة البندقية عام 1531 ميلادية. وقام في هذا الكتاب بتطوير نظرية جديدة عن حركة الكواكب. التي أحيا بها نظرية أودكسْ Eudoxus في الأفلاك المشتركة المركز، ولكن في صورة معدّلة على نحو بعيد.
انجازاته
نجح في تحقيق عدد من الإنجازات التي جعلت علماء الفلك الاوربيين يقولون انه رائد علم الفلك الحديث ومنها انه:
أول من قال بالحركة البيضاوية للكواكب ودورانها حول الشمس.
أول من أثبت كروية الأرض وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس.
وحاول البطروحي في كتاب الحياة تجنب أفلاك التدوير والجسيمات غير المتراكزة، مع مراعاة الظواهر الخاصة بالنجوم الجوالة وذلك عن طريق مضاعفة دوران المجرات متحدة المركز. وهو ما يعد تعديلاً لنظام الحركة الكوكبية الذي اقترحه أسلافه ابن باجة (أفيمبس) وابن طفيل (أبو بكر). الا انه لم ينجح في استبدال نموذج بطليموس الكوكبي إذ كانت التنبؤات العددية لمواقع الكواكب في تكوينه أقل دقة من تلك الموجودة في نموذج بطليموس، وذلك بسبب صعوبة تعيين نموذج بطليموس لأفلاك التدوير على جسيمات أرسطو اللامتراكزة.
انتقد البطروحي فكرة أرسطو التي كان مفادها بأنه هناك ديناميكيات معينة لكل عالم فيطبق بدلاً من ذلك ديناميكية واحدة على كل من العالمين السفلي والفضائي، واقتراح وجود سبب مادي للحركات السماوية. إنه يجمع ما بين فكرة "الزخم" (التي كانجون فيلوبونوس أول من اقترحها) ومفهوم الشوق "الرغبة لأبي البركات البغدادي لشرح كيفية انتقال الطاقة من المحرك الأول الذي تم وضعه في المجال التاسع إلى مجالات أخرى مفسراً بذلك السرعات والحركات المختلفة للمجالات الأخرى.
وانتشر نظام البطروحي البديل في معظم أنحاء أوروبا خلال القرن الثالث عشر واستمرت المناقشات وتفنيد أفكاره حتى القرن السادس عشر. استشهد الفلكي الإيطالي نيوكولاس كوبرنيكوس بنظامه في كتاب حركة الكواكب السماوية أثناء مناقشة نظريات ترتيب الكواكب السفلية.
قالوا عنه
كارادي فو: "البطروجي له آراء مبتكرة في حركة الكواكب السيارة
وفاته
توفي البطروحي في بداية القرن الثالث عشر حوالي عام 600 هجرية الموافق 1204 ميلادية
اترك تعليق