اكتشف نظام حسابي لتطبيقات التكنولوجية أطلقوا عليه اسم "خوارزميات"
ابتكر علم الجبر واكتشف العدد صفر فغير مفاهيم العمليات الحسابية في العالم
الاتحاد السوفيتي أصدر طابع عليه صورته بمناسبة الاحتفال بـ 1200 سنة على ميلاده
الخوارزمي .. عالم رياضيات مسلم أطلقوا عليه لقب أبو الحاسوب، بعد أن نجح في تطوير طرقا سريعةً لضرب الأرقام الحسابية وتقسيمها، والتي عُرفت بمفهوم الخوارزميات في الرياضيات، وهي عبارة عن شبكة حسابية تعمل بها أجهزة الكمبيوتر حاليا، واطلقوا عليها اسمه وهي الكلمة الإنجليزية Algorithm التي تعني علم الحساب أو العد العربي، أو علم اللوغاريتمات وهي عبارة عن جداول الرياضية تأخذ شكل شبكة، وقدّم أعمالاً مهمة في مجالات عديدة منها الجبر، وعلم المثلثات، وعلم الفلك، والجغرافيا، ورسم الخرائط، كما كان مطّلعاً على العلوم اليونانية والهندية، والتي استفادت منها البشرية ولازالت تستفيد حتى الآن.
وقدم أعمالاً مهمة في مجالات الجبر والمثلثات والفلك والجغرافية ورسم الخرائط، أدت أعماله المنهجية والمنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية الى نشوء علم الجبر، حتى أن العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر والمقابلة، الذي نشره عام 830 ميلادية وانتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات بلكنات مختلف فهي في الإنجليزية " Algebra"، كما ان اسمه أطلق على النظام الحسابي الذي ابتكره وهو في اللغة الإنجليزية كلمة Algorism وalgorithm تم اخذهما من الشكل اللاتيني لاسمه من Algoritmi، بل ان اسمه اصبح هو أصل كلمة رقم في اللغتين الاسبانية guarismo "اللجرزم" وفي البرتغالية algarismo " اللجرثم".
هل تعلم أن الخوارزميات لها أثر كبير في سرعة تطور مجال البرمجيات وإحداث طفره كبيرة فيه؟ فاليوم تستطيع البحث في مليارات الملفات في ثوانٍ معدودة وتستطيع حساب كل العمولات البنكية أيضاً في ثوانِ وهذا يرجع للتقدم الكبير في علم الخوارزميات.
نقترب أكثر من العالم العبقري أبو الجبر
البطاقة الشخصية:
الاسم: هو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي
تاريخ الميلاد: بين عامي 160 - 165 هجرية الموافق 780 - 785 ميلادية
محل الميلاد: قرية قُطْربُلّ مِن ضواحي بغداد أصله من منطقة تُدعى خوارزم، وهي تسمى حالياً بخيوا وتقع في أوزبكستان
المهنة: عالم رياضيات - موظف في بيت الحكمة وبرع في مجالات الحساب، الفلك، الجغرافيا
الألقاب: أبو الجبر – مكتشف اللوغاريتمات – أبو الحاسوب
المؤلفات: الجبر والمقابلة (محفوظ حالياً في أكسفورد) - الزيج الأول - الزيج الثاني – الرخامة - العمل بالإسطرلاب - صورة الأرض - تقويم البلدان – الهندسة - التاريخ - المزولات وغيرها
محطات مهمة في حياته
وأنجز الخوارزمي معظم أبحاثه بين عامي 813م و833م في دار الحكمة في بغداد، التي أسسها الخليفة المأمون، إذ عينه على رأس خزانة كتبه، وعهد إليهِ بجمع الكتب اليونانية وترجمتها. فاستفاد الخوارزمي من الكتب التي كانت متوفرة في الخزانة فدرس الرياضيات والجغرافية والفلك والتاريخ، إضافةً إلى إحاطته بالمعارف اليونانية والهندية.
ونشر الخوارزمي كل أعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر. ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي القطربلّي، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد. وبدأ الخوارزمي كتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة (بسم الله الرحمن الرحيم). وبالرغم من عدم إجماع المصادر التاريخية والموسوعات العلمية على هويته الا ان الموسوعة البريطانية (نسخة الطلاب الأطفال) وموسوعة مايكروسوفت إنكارتا وموسوعة جامعة كولومبيا تقول إنه عربي، بينما تذكر مصادر أخرى أنه فارسي. وفي الإصدار العام للموسوعة البريطانية ذكر أنه "عالم مسلم" من دون تحديد قوميته.
ونجح في اكتشاف الصفر الذي حاسماً بالنسبة للعالم، وقاده لاختراع علم الجبر في القرن التّاسع. وقد تم قبول استخدام رقم الصّفر في جميع أنحاء دول أوروبا، وأصبح أساسيّاً في نظام الإحداثيات الدّيكارتية، وحساب التّفاضل والتّكامل الذي مهّد الطّريق لتطور علوم الرّياضيات، والفيزياء الحديثة، والهندسة، والحاسوب، والكثير من النّظريات الماليّة والاقتصادية، وكانت أعماله الكبيرة في مجال الرياضيات نتيجة لأبحاثه الخاصة، حيث نجح في تجميع وتطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الإغريق وفي الهند، فأعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق.
ويستخدم العالم الآن – بفضله- الأعداد العربية التي غيرت وبشكل جذري مفهومنا عن الأعداد، خاصة بعد ان أدخل فيها مفهوم العدد صفر، ليساهم في تقدم الرياضيات والعلوم التي تعتمد عليها، وإضافةً إلى إسهاماته الكبرى في الحساب، كما أبدع في علم الفلك وأتى ببحوث جديدة في المثلثات، ووضع جداول فلكية (زيجاً)، وقد كان لهذا الزيج الأثر الكبير على الجداول الأخرى التي وضعها العرب فيما بعد، إذ استعانوا به واعتمدوا عليه وأخذوا منه وعرف كتابه الخاص بالجبر أوروبا بهذا العلم وأصبح الكتاب الذي يدرس في الجامعات الأوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر.
الإنجازات
تنوعت اختراعات الخوارزمي وانجازاته وشملت:
1--الجبر .. أول من وضع الجبر، وقد ذُكِر ذلك في مقدمة ابن خلدون، الذي اعترف بعلوّ شأنه وبسبب الجبر أصبح اسمه موجودا في غالبية لغات العالم للتدليل على طريقة حل المسائل.
2—الخوارزميات .. اكتشف نظام للعمليات الحسابية أطلقوا عليه تعريف مشتق من اسمه وهو "خوارزميات" التي أصبح لها مكانة فعّالة في علوم الحاسوب (الكمبيوتر) وعلم الرياضيات وساعدت على إجراء العمليات الحسابية بأجهزة الكمبيوتر، وذاع صيت هذه الخوارزميات في جميع أنحاء العالم.
3--الأرقام الهندية (الأرقام العربية) .. إيصال طريقة الحساب الهندية إلى العالم الغربي، وإدخال مصطلح الرقم صفر، ممّا غيّر مفهوم الأعداد جذرياً.
4--المعادلة التربيعية .. تطوير أسلوب حل المربعات المجهولة -المعادلات من الدرجة الثانية- بطريقة هندسية ومنطقية.
5--النِّسب المثلثية .. جداول للنسب المثلثية (لجيوب وظلال زوايا المثلثات)
6-- أوَّل مَن وضَع طرقًا تعليمية لتعليم المبتدئين في العمليات الحسابية؛ جمعًا وطرحًا، وضربًا وقِسمة.
7-- أوَّل مَن أطلق تسمية "سهم" على الخط النازل مِن منتصف القوس على الوتر، وتوصل إلى حسابِ طول الوتر بواسطة القُطر والسَّهْم.
8-- وضَع طرقًا تطبيقيَّة لمعرفة مساحة المسطَّحات، ومساحة الدائرة ومساحة قطعة الدائرة، ومساحة المثلثات، وتوصَّل إلى حسابِ حجم الهرم الثلاثي وحجم الهرَم الرُّباعي وحجم المخروط، ووضع طريقةً لضرب الجذور وطريقة لقسمتها بلُغة العِلم الحديث.
9-- أطلق تسمية "الأعداد الصمَّاء" على بعض الأعداد، وتُرجِم هذا التعبير حرفيًّا إلى اللغات العالمية.
قالوا عنه
عميد محرري صحيفة "فرانكفورتر تسايتونج" الألمانية، فولفجانج جونتر ليرش:
"ما كان للعالم اليوم أن يرى الإنترنت أو الحاسوب لولا ما سطره من نظريات ومفاهيم مؤسس علمي الجبر واللوغاريتمات وواضع القواعد الأساسية لعلم الحساب الحديث، العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي.
وأضاف: "إن رواد علوم الرياضيات الألمانية الحديثة آدم ريزا وكارل فريدريش جاوس وكورت جويديل بنوا نتائج أبحاثهم الباهرة على ما أخذوه من نتائج توصل إليها الخوارزمي، الذي ينسب إليه مفهوم الخوارزمية في الرياضيات ويعد عند بعض كبار علماء الرياضيات الأب الروحي لعلم الحاسوب، ولا تجري الآن مناقشة علمية حول أهمية الإنترنت دون أن يستدل فيها بالخوارزمية التي توصل إليها الفلكي والرياضي المسلم الكبير، الذي يعود نسبه إلى منطقة خوارزم الواقعة حاليا بين أوزباكستان وتركمانستان".
تكريمه
أصدر الاتحاد السوفيتي طابع بريدي عام 1983م في الذكرى 1200 لميلاد الخوارزمي
وفاته:
لم يستقر المؤرخون على مكان وتاريخ وفاة الخوارزمي لكن الأرجح انه كان في عام 232 هجرية الموافق 850 ميلادية.
اترك تعليق