وقبل نزول القرآن الكريم كانت العرب قبائل متناحرة وكانت العصبية القبلية هى دينهم ثم بعد نزول القرآن أصبحوا إخوة متحابّين، ورفاقًا متآلفين،يفدي بعضهم بعضًا بالغالي والثمين قال الله تعالى : {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آلعمران: 103].
ولم يكن لأحدهم ولاءٌ إلا لقبيلته التي ينصرها في الباطل قبل الحقّ وكانوا يتقاتلون على أتفه الأسباب ثم ماكان منهم بعد الإسلام إلا نصرة الحق ولو كان مع غير قبيلته وذلك لتطبيق قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].
الإسلام دين المساواة والعدل بين الناس من حيث الجنس، لا يفضل جنسًا ولا لونًا على غيره، وجعل ميزان التفاضل بين الناس هو التقوى، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، منها قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
فشهر رمضان الذى انزل فيه القرآن ليس من آجل الصيام والصدقة والدعاء فقط وإنما هو فرصة عظيمة لمنافع كبيرة أهمها تغيير أخلاقنا للأفضل فشهر رمضان الكريم هو مدرسة إيمانية عظيمة لتدريبنا على تغيير أخلاقنا السيئة إلى الأخلاق الحسنة
فلكى يكون الصيام صحيح يجب ان يكون الصائم يحرص على طاعة الله ورسوله من خلال إنقضاء اليوم من أيام الصيام أن لا يأكل حرام أو يأخذ رشوة ويمتنع عن شُرْب الدُّخَان طول نهار رمضان ولا يشاحن مع أحد حتى ولو شُتم أو هُدد بالقتل سيرد ويقول اللهم إنى صائم كلُّ ذلك صبرًا واحتسابًا أيضا في رمضان وتواصلنا مع الأقارب والأرحام ويَكْثُرُ منَّا عملُ الخيرات واجتنابُ المنكرات؛ طمعًا في أن يكتبَ الله لنا الأجر ويغفر لنا الذنب
مصداقًا لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم :- ( مَن صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه ) وإننا نجد أن الأخلاق الحسنة من أساسيات عقيدة المؤمن مما يدل على الارتباط الوثيق بينهما. قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام :- " أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا " .. رزقنى الله وإياكم حسن الخلق*
اترك تعليق