اتخذت الإجراءات لتسلم سيناء في الخامس والعشرون من أبريل 1982 بإختيار 15 من أبطال الجيش المصري البواسل بمختلف الرتب من اللواء للمجند أغلبهم من مصابي حرب أكتوبر 1973 تكريما لبطولاتهم للإعلان عن تحرير سيناء بإستثناء طابا والتي صدر التحكيم الدولي لسيادة مصر على سيناء وأنها أرض مصرية خالصة.
حكى العقيد حلمي زكي أحد أبطال قواتنا المسلحة الذي شارك في حرب العزة والكرامة أكتوبر 1973 عن مشاركته فى استلام الأراضي المصرية بأنه أحد أبطال الجيش المصري الذين يمثلون الوفد المصري لإسترداد سيناء وتم إعلامه بذلك في 23 أبريل 1982 ليتم توجيهه من قبل مندوب الخارجية عن كيفية التعامل مع الإسرائيلين ليؤكد عليهم أنه لقاء ودي لابد أن يتسم بالرقي والإحترام دون الحديث في السياسة أو الحرب ليوجه لنفسه حوارًا كيف يتم التعامل مع من احتلوا أرضنا وقتلوا أبنائنا وأصدقائنا وكل مصري ضحى من أجل حماية وصون مصر ليكون عليه أن يواجه الواقع وأن يتطبق بكل حزم ما عليه لإسترداد أغلى بقاع الأرض سيناء.
وعقب التلقين من مندوب الخارجية توجه الوفد المصري وعدد من الإعلاميين والصحفيين وحملة العلم المصري لإستقلال الطائرة ليتم اللقاء ليتناقش الجميع ويتحاور خلال سفرهم وما أن لامست عجلات الطائرة لأرض المطار فلا تجد من الجميع إلا السكون وتفتح باب الطائرة وتستكمل لغة العيون في إشارات التحرك.
و وصف مشهد استقبال الإسرائيليين بوجود مجموعة إسرائيلية لكل مصري وبتواجد العنصر النسائي وبدئت الحوار بعدم الحديث عن الحرب أو السياسة فمن الواضح أنهم أيضا تم تلقينهم وخلال ربع ساعه تم تقديم أكياس من العصير لينظر الوفد المصري بعضهم لبعض ويعتذروا عن العصير وما أن قاموا بإعداد موائد للطعام إلا أنهم أعدوا الموائد بأن يجلس على كل مائدة مصري واحد ومعه خمس إسرائيلين على يمينه مجندة ويساره مجنده إسرائيلية لافتا إلى طريقة إعدادهم للموائد بطريقة لا يري المصريين بعضهم البعض.
حانت اللحظة الحاسمة بهذه الجملة يستعيد ذكرياته بأن وقف الجميع نصف دائرة حول الساري به العلم الإسرائيلي حاولت التماسك لينزل العلم الإسرائيلي لنصف الساري ليقول بدأت أسمع أنين على يسارى حتى وصل إلى حد البكاء ليدور حوار بداخله "يا كدابة إنها دموع التماسيح" وما أن نزل العلم وبدأنا فى رفع العلم المصري ليصف كونه والوفد المصري يشعرون بإحساس غريب ليقول:"حاجه كبيرة إنك تسترد أرضك وكرمتك ووطنك فالعلم رمز البلد" مستكملا كلما صعد العلم المصري مترا زادت معه ضربات قلبه حتى كدت لا يستطيع السيطرة على نفسه لدرجة أن نزلت دموعي ويستكمل حواره عن البنت الإسرائيلية التي بكت أثناء نزول العلم الإسرائيلي بأنها دموع الخزي والعار والمهانة بينما بكائه فكان بكاء العزة والكرامة والحب لمصر والفخر بإسترداد سيناء واختتمت المراسم ورفرف العلم المصري على أرضه سيناء الغالية.
مختتمًا حواره بتوجيه التحية والتقدير لأبطال الجيش المصري البواسل الذين كانوا وما زالوا على العهد فهم حقًا وصدقًا "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
اترك تعليق