قال فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، رئيس مجلس حكماء المسلمين بأبوظبي:"وإني لمن أشد الناس إيمانا بأن الله الذي خلقنا برحمته ولطفه، لن يترك خلقه برحمته ولطفه لن يترك خلقه لعبث المستهترين وألاعيب الشياطين، وأنه قادر على أن يهيئ من الوسائل ما يكفي للعودة بالإنسان إلى شاطئ السلام".
وأوضح فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه عضو مجلس حكماء المسلمين بأبوظبي دولة الإمارات العربية المتحدة أننا في وقت يكتسح العالم فيه وباء الكورونا الجديد، فيستنفز كل جهوده للتصدي له، و أرى أن هذه المناسبة تؤكد تصور إسلامي سليم لمثل هذه الأمور، إن هذه الأوبئة مقادير من عند الله، لا ينافي السعي إلى معالجتها والبحث عن التدابير الدنيوية من نتائج العقول وتجارب البشرية، كما أن مكافحة الأوبئة هي من جنس مكافحة كل ما قد يؤذي الإنسان كالسباع الضارية والهوام السامة التي يشترك فيها المؤمنون وغير المؤمنون.
وقال بن بيه:" ولقد علم أن الكفاح من قدر الله، كما قال الخليفة الراشد"نفر من قدر الله إلى قدر الله"؛ وعليه فإن هذا هو المنطق الصحيح في الإسلام الذي يذهب إلى أن التوكل لا ينافي العمل، فيما أن ترك العمل يكون أشبه بإساءه للأدب مع الله كما يقول أهل التزكية، وهو مخالف للسنة الكونية وللسنة التشريعية لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الحديث الصحيح"تداووا يا عباد الله"".
وأشار بن بيه إلى ما يجب أن يفهمه الجميع وأن يتصرفوا بناء عليه، ذلك أن أفضل المتوكلين على الله نبينا المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه كان يتعالج ويعالج، ومن ثمة فكل جهد للوقاية والعلاج مطلوب ومرغوب، باتخاذ التدابير التي تظهر نجاعتها التجربة العلمية وتزكيها النصوص الشرعية، والتى هى مقتضى مقاصد الشريعة وقواعدها.
و بين الدكتور أحمد الحداد عضو مجلس حكماء المسلمين أن الأخذ بأسباب التداوي قبل الإصابة، بالتغذية الصحية التي تقوي المناعة، وفي الطب النبوي وما يعرف بالطب البديل شئ كثير من ذلك وبعد الإصابة بتناول الدواء المتوافر، والسعي لأخذ الأجود والأنفع، كما أرشد إلى ذلك نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقوله:" إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام".
يذكر أن مجلس حكماء المسلمين هيئة دولية مستقلة يرأسها فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، رئيس مجلس حكماء المسلمين وتضم في مجلسها أبرز قادة الحكمة في العالم الإسلامي من المشهود لهم بالوسطية في الرأي والفكر، أسست في أبوظبي دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز السلم في المجتمعات وتحقيق سبل التعايش السلمي والحوار وتقبل الآخر.
.
اترك تعليق