الاطباء والتمريض يستخدمون اكياس القمامة لحماية انفسهم من انتشار العدوى
كاهن بالكنيسة : قوائم انتظار لاتمام مراسم الدفن والحرق ولا نعرف اين نضعهم
لم يجد الأطباء اليائسون فى بعض المستشفيات الإيطالية سوى أكياس القمامة لاستخدامها فى محاولة بائسة لحماية أنفسهم من الإصابة بعدوى كورونا وهم يتعاملون مع عدد هائل يتزايد بشكل سريع من المرضى المصابين بكوفيد 19، وذلك فى ظل نقص الإمدادات الطبية التى تساعدهم على القيام بمهامهم.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية، فإن الأطباء والممرضات فى بعض المستشفيات الإيطالية لجأوا إلى استخدام أكياس القمامة على أذرعهم لحماية أنفسهم أثناء عملهم لإنقاذ سيل من المرضى الذين يقاتلون من اجل التنفس، فقد نفذت المعاطف التى يمكن التخلص منها.
وتكافح المستشفى الرئيسية فى بيرجامو لمواجهة تدفق المرضى حيث يمرض الفريق الطبى. وتسعى السلطات لنقل الحالات الأقل خطورة إلى منازل تقاعد محلية مجهزة بأجهزة الأكسجين، بعد نقل كبار السن إلى الفنادق.
وقال جيسوسيل روميزى، الرئيس السابق لقسم الدواء فى مستفى ببرجامو، والذى انضم للمشاركة فى جهود احتواء الوباء إنه فى قسم أمراض الكلى، سقط ثلاثة من بين 13 من زملائهم مرضى، أحدهم فى حالة خطيرة، ووصف الوضع بأنه مروع ومخيف.
ومن المآسي التي فرضها فيروس كورونا. أنه في ظل فرض قيود الحجر المنزلي ومنع التجمعات لا يمكن أن تقام مراسم جنائزية تقليدية، وإنما يمر الحداد في عزلة ويتحمل أهالي المفقودين الصدمة وحدهم دون مشاركة الأقارب والأصدقاء، ودونما جنازة تليق بأحبائهم.
وبحسب تقرير أورده موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فقد وتوفي رينزو كارلو تيستا عن عمر ناهز الـ(85) سنة، جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، في مستشفى بمدينة بيرغامو في منطقة لومبارديا شمال إيطاليا. وبعد5 أيام من وفاته، لا تزال جثته في تابوت بانتظار دورها في مقبرة الكنيسة المحلية التي أغلقت بوجه العامة. بعد زواج دام نحو (50) عاماً تود زوجة المتوفي، فرانكا ستيفانيللي، أن تقوم بمراسم الدفن وجنازة تليق بفقيدها. غير أن هذه الخدمات التقليدية باتت غير قانونية في جميع أنحاء إيطاليا في الوقت الحالي، كجزء من القيود الوطنية ضد التجمعاتالتي فرضت في محاولة لوقف انتشار أسوأ كارثة وبائية تواجههاأوروبا. وحتى وإن أقيمت الجنازة فلن تتمكن هي أو أولادها من حضورها، لأنهم أنفسهم مرضى وفي مرحلة الحجر الصحي، حسب الموقع الأمريكي.
وقد حوّل انتشار الوباء الذي أصاب إيطاليا، البلد الرومنسي الذي يرتبط اسمه بالجمال والتاريخ والمناظر الخلابة، إلى شوارع فارغة، حيث أغلقت المتاجر وخلت البلاد من السياح ومن سكان البلد أنفسهم، حيث فرض على ما يقارب 60 مليون إيطالي عدم مغادرة منازلهم والالتزام بالحجر المنزلي. وقد أغلقت الجامعات والمدارس والمطاعم والمتاجر والمتنزهات وكل أماكن الترفيه، ولم يبق سوى محلات بيع المواد الغذائية والصيدليات مفتوحة.
وهناك كوادر طبية من أطباء وممرضات وممرضين على الجبهات الأولى في محاربة كورونا مرهقون يعملون على مدار الساعة لإبقاء الناس على قيد الحياة. بحسب ما نشره موقع "ميرور" البريطاني.
فيما يظهر قسم النعي في الصحيفة المحلية اليومية بشكل محزن، حيث امتد من صفحتين أو 3 صفحات إلى 10 صفحات، ويظهر أحياناً ما يصل إلى 150 اسماً، وذكر رئيس التحرير أن ذلك يشبه "نشرات الحروب".
وتعد إيطاليا المنطقة الأكثر تضرراً من انتشار الفيروس بعد الصين التي سجلت أكثر من 80 ألف إصابة ونحو 3200 حالة وفاة.
وتتراكم الجثث في منطقة لومبارديا الشمالية، خاصة في مقاطعة بيرجامو الثرية بالقرب من مدينة ميلانو الشهيرة. ووفقاً للمسؤولين، فهي في مركز تفشي المرض. والأمر الأسوأ أن مع ازدياد عدد الوفيات بات هناك قوائم انتظار لإتمام مراسم الدفن وحرق الجثث، إذ قال ماركو بيرغاميللي أحد كهنة كنيسة جميع القديسين في بيرغامو: "لسوء الحظ، لا نعرف أين نضعهم"، مشيراً إلى مئات حالات الوفاة يومياً.
اترك تعليق