ماذا فعلتى يا مايا لتجدى كل هذا الحب
كم امرأة ساندتى وكم طفل انقذتى لتتجمع مصر كلها فى صلاة الجنازة لابنك الغالى " أمين " ، لم يكن فى مسجد السيدة نفيسة موطئ قدم ، نساء ورجال من كل حدب وصوب ، من كل الطبقات
كنا بالكاد نضع اقدامنا وكاننا نصلى فى الحرم ،
وعزاء الغالي الذى جمع مصر كلها بسطائها ووزراءها جاءوا ليشاركوكى وجعك كما شاركتيهم أوجاعهم ووقفتى كالصقر دفاعا عنهم .
بكيت أمين ولا اعرف هل ابكى الشاب الجميل ام ابكى وجعك ام ابكى ابن لى لم الده
واكثر ما يزعجنى من يلعبون الأوصياء على الحزن ووكلاء باسم الرب ، من يلقنون اهل الفقيد كيف يحزنون وماذا يقولون ، لا تستمعى لهم يا صديقتى فهم لا يعلمون ان آلام الفراق تفوق ألام المخاض ، تكلمى ، ابكى ، اصرخى ، ناجى ربك ، عاتبيه ، قولى له ماتشاءين فهو الحبيب الاعلى وان كنا لانعلم حكمته فهو يعلم ألمنا
ناجى ربك حبيبك وسيخفف عنك ، لكن لا تصمتى ابدا .
واحزنى بقدر ما تشاءى لكن تذكرى انك لاتملكى رفاهية الانهيار
فهناك الكثير فى انتظارك ، نساء واطفال ساعدتى ونساء واطفال بحاجة لمساعدتك
ورجال ينتظرون منك مساعدة امهاتهم وبناتهم واخواتهم
الالم كالنار يحول الحديد الى صلب ، وانتى امرأة صلبه ومن معدن نفيس .
احمل لكى رسالة بائع مناديل فى اشارة السيدة نفيسة
رأنى دموعى تنساب فقال لى : لا اعرف من فقدتى
قلت له : ابن صديقتى
رد قائلا : قولى لها دفى قلبك حتى لاينام فيه الحبيب بردان
دفى قلبك يا مايا لأن " امين " نائم فيه
اترك تعليق