بقلم / دنيا عبدالرحمن
، بل قد يشمل أيضًا علاقات الوالدين بأبنائهما، ومن الجدير بالذكر هنا أن الخلافات التي قد تنشأ بين الزوجين تكون أكثر خطرًا وأدعى إلى انحلال الأسرة بأسرها مما لو حدث الخلاف بينهما وبين أبنائهما.
والشعور بالانتماء إلى الكيان الأسري من المفاهيم الأساس في العلاقة الزوجية، فالزواج ليس مجرد علاقة رسمية فقط تمت بموجب عقد الزواج، أو مجرد علاقة جسدية أباحها العقد ذاته، أو هو مجرد معيشة فردين معاً ألزمها الزواج، إن الزواج أسمى من ذلك بكثير، إنه يعني أن هناك شخصين قد ارتضيا أن يكملا مسيرة حياتهما معاً، يتقاسمان مرها قبل حلوها، وكل منهما يشعر بآلام الآخر كأنها آلامه، ويرقص قلبه فرحاً بأفراح شريكه، وكل نجاح أو تحقيق هدف يسجل لصالح الكيان الأسري وليس لصالح فرد معين. إن الفتاة تترك أسرتها الكبيرة وتذهب لتكوّن أسرتها الصغيرة، ويصبح انتماؤها الأكبر لأسرتها الصغيرة .
وسبب هذا التفكك
هوالأب الحاضر الغائب:
وهو الأب الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل، ومثال ذلك: رجل الأعمال الغارق في اجتماعاته، فيشكل العبء الكبير على زوجته، التي تبدأ بالتذمر من المسؤوليات، وتشعر أن الرجل الذي حلمت بأن يشاركها حياتها اليومية، بدأ يتبخر يوماً بعد يوم.
ومن هنا تبدأ المشكلات والنزاعات بالظهور، حيث تعلن المرأة استياءها من زوجها لصديقاتها وأهلها، الذين سيقفون في صفها، ويثيرون فيها النزعة الهجومية من حيث أنه من حقها أن يشاركها زوجها في كل أمور حياتها، فيحل الخلاف والنزاع محل المودة والرحمة بين الزوجين.
والصورة الأخرى للأب الحاضر الغائب، قد تتمثل بالأب الذي ينشغل عن أسرته بأصدقائه وجلساته معهم، فما إن يعود من عمله حتى يتناول الغذاء ليرتاح قليلاً، ثم يمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء، ويحرم زوجته وأطفاله من الجلوس معه أو الخروج معه.
وقد يتسبب الوضع الاقتصادي للعائلة سواء بحالة الثراء أو الفقر في نشوب حالة من التفكك الأسري، فنجد الأغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم، وفي حالة الفقر نجد الأب غير قادر على توفير احتياجات أسرته، وقد يلجأ إلى طرق غير شرعية لتأمين حاجياتهم، مما يسبب التفكك الأسري.
وغالباً ما يقع الأبناء ضحية التفكك الأسري وسوء العلاقات بين الزوج والزوجة، وهنا سنعرض الآثار السلبية للتفكك الأسري على الأبناء:
يتسبب التفكك الأسري بضعف شعور الأبناء بالأمان والاستقرار داخل الأسرة.
قد يلجأ أحد الأبناء إلى تحقيق الأهداف المرجوة بطرق غير مشروعة بسبب التفكك الأسري، حيث تتغير المبادىء والمفاهيم لديه، ليصبح المحرم مشروعاً.
يتسبب التفكك الأسري في عيش الأبناء في حالة مستمرة من الاضطراب والقلق، حيث أن غياب الأب أو الأم بشكل مستمر يفقد الأبناء الأمان، ويسبب انعدام الأمان.
التفكك الأسري مرض من أمراض المجتمع، ولا بد من دواء شافٍ، وهنا نعرض لكم بعض الأساليب التي قد تكون مجدية في سبيل : حل مشكلة التفكك الأسري
على الأم والأب السعي الدائم لتقوية العلاقة بينهما، وحل مشكلاتهما بأسلوب راقٍ، بعيداً عن العنف والصراخ .
وجود الوالدين العاطفي والنفسي والروحي والجسدي بين الأبناء، وتخصيص وقت خاص؛ لمعرفة مشاكل الأبناء واهتماماتهم وحاجاتهم .
على الأهل أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائهم في كافة المجالات .
مراقبة الأبناء ومحاسبتهم عند الخطأ، وتقديم النصح اللازم لهم .
تقوية الوازع الديني والأخلاقي في نفوس الأبناء، وتربيتهم تربية صحيحة صالحة .
الاهتمام بالجانب العاطفي والنفسي للأبناء .
يقع على عاتق الدولة دور كبير في التوعية لأهمية الترابط الأسري والتربية الصحيحة من خلال الدورات المجانية والإعلانات والبرامج التلفزيونية .
كما يقع على الإعلام دور مهم أيضاً في تثقيف الأسرة والمجتمع من خلال البرامج التربوية والاجتماعية .
السعي إلى حل المشكلات عن طريق التفاهم والحوار بين الزوج والزوجة أو الوالدين والأبناء، والابتعاد عن العنف لأنه لا يعالج المشاكل بل على العكس يزيد من حجمها
وأخيرًا -وهو الأهم- زيادة الوازع الديني لدى جميع أفراد الأسرة والتأسي بنبينا الكريم في طريقة معاملته مع زوجاته وبناته والخلق أجمع، لأنه هو الوسيلة الفضلى لحل مشكلات المجتمع .
اترك تعليق