حيث جاء تصنيف الغجر والذين يمتهنون حرف مهمشة مثل بيع الاقمشة والسقاية و صناعة الاواني الفخارية والاكليم وتفردوا في قراءة الرمل والكف ورؤية الفنجان والطالع والسحر وغيرها من الاعمال التي تتعلق بالغيبيات .
وقالت أسماء بان الغجر يرجع اصولهم الى مختلف البلدان خاصة المغرب حيث وفدوا الى ابنوب واستقروا بها وتجمعوا في منطقة سميت نسبة اليهم " الغربا" كما استقروا بمناطق اخرى بالمحافظة وحملوا نفس الاسم ونفس المهن حيث ينظر اليهم المجتمع نظرة متدنية ويرفض الاقتراب منهم او مصاهرتهم وذلك لعدة اسباب اهمها عدم اتنمائهم لعائلات كبيرة كذلك عدم امتلاكهم لاية اراضي او مناصب سياسية الامر الذي جعلهم قاصرين على انفسهم في النسب.
واوضحت بان هذه الفئة المهمشة تختلف عن باقي فئات المجتمع الابنوبي في كثير من العادات والتقاليد اهمها كون المرأة هي المعيلة في الاسرة وهي الساعية والمكافحة على اسرتها بينما يظل الرجل عادة قعيد المنزل وهم يعيشون في حالة فقر شديد تحت الصفر حيث ان الدخل الاساسي للاسرة يرتبط بمواسم محددة وقد اشتهروا بكثرة التنقل وخاصة في الموالد حيث يقومون رجالا ونساء باحياء تلك الموالد وتقديم فقرات ترفيهية فيها وبعض اعمال السحر والعزف على المزمار والطبل البلدي والغناء والرقص واصبحت تلك الانشطة قاصرة عليهم ويغلب حكايتهم الشعبية طابع السحر والخرافات
كانت الهيئة المصرية العامة للكتاب قد اصدرت كتاب ضمن سلسلة الثقافة الشعبية للدكتورة أسماء عبدالرحمن مدرس الادب الشعبي بكلية الاداب جامعة أسيوط بعنوان "الحكايات الشعبية فى أسيوط" جمع ودراسة
حيث يحتوى الكتاب على الحكايات الشعبية فى محافظة أسيوط، تم جمعها من قرى محافظة أسيوط ولما كان مجتمع أسيوط مجتمعا متعدد التكوينات الاجتماعية والثقافية، وتختلف كثيراً صور هذه المجتمعات ما بين شرق النيل وغربه، وشمال أسيوط وجنوبها، هذا التنوع الذى يتخذ أشكالا اجتماعية وثقافية ولغوية وجدت الباحثة نفسها مرتبطة ارتباطا وثيقا بمجتمع "أبنوب" لمعرفتها به معرفة جيدة، وقد اختارت الحكاية الشعبية فى أبنوب موضوعا لكتابها، ذلك لأن أبنوب تحتل مكانة متميزة بين مراكز محافظة أسيوط، باعتبارها مركزا يضرب بعمق فى جذور التاريخ فثمة آثار فرعونية، وتاريخية، ودينية يحفل بها مركز أبنوب حيث توافدت إليها جنسيات متعددة من عرب، وأتراك، ومماليك مما يؤدى إلى تنوع الحكايات الشعبية فى هذا الكتاب. وتصنف الباحثة الحكايات الشعبية مثل حكايات الشطار والعيارين وحكايات الألغاز وحكايات الجن والملائكة وغيرها من الحكايات الشعبية، وتتحدث عن بناء الحكاية من حيث شكلها ومحاورها وتطور الأحداث، بالإضافة إلى الأسطورة من حيث الزمان والمكان والكائنات الأسطورية، وجماليات الحكاية وعناصر الإيقاع واللغة واللهجة فى الحكاية.
وقالت الدكتورة أسماء عبدالرحمن بأنها يحزنها عدم اهتمام جامعات الصعيد بالادب الشعبي والذي يعد تراثا قوميا ويمثل جزء من امن مصر القومي لما يحوي من خبرات وتجارب ورصد لتاريخ الامة بكل مافيه حتى ان اسرائيل عندما احتلت سيناء كانت اولى خطواتها هو انشاء مرصد لجمع التراث البدوي مقره اسرائيل ليكون الطريق الذي يفتح لهم عالم البدو المغلق حتى يمكن السيطرة عليهم واشارت الباحثة الى انها اول امراة صعيدية تخترق هذا التخصص الذي يواجه العديد من الصعوبات لما يتطلبه من عمل ميداني بالاضافة الى شبكة علاقات مختلفة حيث قامت بجمع الحكي الشعبي من الشباب والكبار والرجال والنساء ليعد اول محمية طبيعية للحكايات الشعبية في الصعيد.
وقالت انها تعجب لما يحدث من فتنة طائفية في هذه الايام حيث اكدت الباحثة انها رصدت من خلال رسالتها ان المسلمين والمسيحيين لم يختلفا في العقائد الدينية والقيم الثابته فكلاهما لديه الايمان بالثواب والعقاب والاخرة والجزاء واحترام الدين وكلاهما كان يبدأ حكايته بقوله (صلي على النبي.
وحذرت اسماء عبدالرحمن من تعرض هذا التراث للاندثار لتعرض الكثيرين من الرواة اما لضعف الذاكرة او الموت مشيرة الى ان عمداء الادب الشعبي في مصر الدكتور احمد مرسي والدكتور شمس الدين الحجاجي طالبا بضرورة تبني جامعة اسيوط لمركز لجمع التراث الشعبي باعتبارها منارة الصعيد.
الجدير بالذكر أن الدكتورة أسماء عبدالرحمن عبدالرحيم مدرس بكلية الاداب جامعة أسيوط و من مواليد مركز طما محافظة سوهاج وحاصلة على رسالة الماجستير من قسم اللغة العربية جامعة أسيوط تخصص ادب شعبي و الدكتوراه بجامعة بني سويف تحت عنوان " حكاية الحيوان بأسيوط جمعة ودراسة مع مقارنة بحكايات الف ليلة وليلة ولها عدة ابحاث منشورة في هذا التخصص وتحت الطبع الحيوان في التراث الشعبي وتشغل الان مستشارا للثقافة والاعلام لنائب رئيس جامعة أسيوط للتعليم والطلاب ورئيسا لنادي الادب المركزي التابع للادارة العامة لرعاية الشباب بالجامعة.
اترك تعليق