ومن هنا نجد سؤالا يطرح نفسه هل الفقر والحاجة هو الدافع الأساسي أو الوحيد لإنتشار هذه الظاهرة التي تشوه وجه المجتمع وبراءة الطفولة؟ أم أنه يوجد تشكيلات عصابية تتاجر بهؤلاء الأطفال بعاصمة القليوبية

وهنا في جولتي في شوارع مدينة بنها وبعد حديثي مع تلك الأطفال وجدت أن حديثهم جميعا بصيغة واحدة بأن والدهم متوفي ويقومون بطلب المال من أجل شراء حذاء له !!!!! فهل يا تري ماهي حقيقة الموضوع ومن هو الشخص الذي يقوم بإدارة هؤلاء الأطفال ويقوم بتدريبهم علي التسول والتسبب في ضياع حقوقهم التعليمية وضياع براءه الأطفال وتشويه وجه المجتمع والصورة الحضارية للعاصمة .

ندق ناقوص الخطر ياساده إن ظاهرة التسول تعود من حيث أثرها السلبي على مختلف مكونات المجتمع وأطراف هذه الظاهرة فهي تؤثر سلباً على الطفل المتسول من حيث إهانة قيمته الإنسانية والانتقاص من صورته وحضوره الإجتماعي وحرمانه من طفولته.
كما تؤثر أيضاً على الشخص الذي يلبي طلب المتسول ويمنحه الحسنة بالإضافة لتأثيرها على المجتمع وصورته الحضارية:

- التسول يساهم في انتشار الجريمة: فهو يضع الأطفال في مواقف ويجعلهم ينضمون إلى جماعات منحرفة قد تمتهن السرقة أو الجريمة أو تعلمهم على النصب والاحتيال واستغلال عواطف وطيبة الناس.

- التسول يبعد الأطفال عن مكانهم الحقيقي في مدارسهم وبين أحضان أسرهم: فعندما يجد الأطفال أنهم يحصلون على المال الوفير من خلال التسول سوف ينشغلون عن دروسهم ويتسربون من المدارس التي قد يرون فيها مضيعة للوقت الذي يمكنهم استغلاله للحصول على المال.

- يعلم الأطفال علي الكسل والتقاعس عن العمل وإستسهال الحصول على المال عن طريق التسول دون مشقة أو عناء.
- يؤدي إلى توجه بعض الأطفال إلى الانحراف: مثل التدخين أو الظاهرة من المدرسة أو السرقة والنشل وربما قد يتحول هذا الطفل عندما يكبر إلى مجرم خطير.
- يعطي التسول صورة مشوهة عن المجتمع الذي يعاني من الظاهرة: فإنتشار هذه الظاهرة بأشكالها المختلفة مثل جلوسهم في الأماكن العامة ومد يدهم واستخدام وسائل مثل البكاء واللحاق بالمارة كلها مظاهر تشوه صورة المجتمع.

- وقوع بعض الأشخاص ضحايا لحالات النصب والاحتيال: فبعض الناس يتعاملون بطريقة عاطفية مع المتسولين بدوافع أخلاقية أو دينية أو عاطفية فيشفقون على الطفل المتسول ويعطونه من مالهم حتى لو كانوا أكثر حاجة إليه، وبذلك يقعون ضحية لعملية نصب منظمة.
الأطفال هم البذور التي نزرعها في تربة حاضر المجتمع تمهيداً لحصد ثمارها في مستقبله، وهذه الثمار هي التي سوف يقع على عاتقها رسم وتصوير ملامح أي مجتمع في المستقبل وإدارة شؤونه وتنمية وتطوير موارده ومقدراته وبالتالي تحقيق أهدافه وغايته.
وهنا تكمن ضرورة العناية بهؤلاء الأطفال وإعطائهم ما يستحقونه من إهتمام ورعاية وعدم السماح بتحولهم لمتسولين متشردين في الشوارع مادين أيديهم يسألون الحسنة وإستعطاف الآخرين، تتقاذفهم رياح التشرد والأزقة مبعدة إياهم عن مكانهم الطبيعي داخل أسرهم ومدارسهم.
اترك تعليق