فرص الحصول على موارد طاقة منخفضة التكلفة ونظيفة اولوية رئيسية لدول افريقيا جنوب الصحراء الكبرى
دمج هدف التنمية المستدامة ضمن الاهداف الاجتماعية والاقتصادية لجدول اعمال افريقيا ٢٠٦٣
السياسات الصناعية بعيدة المدى وتنمية المهارات توفر ملايين فرص العمل في افريقيا وتضاعف حصة الطاقة المتجددة في ٢٠٣٠
تتمتع أفريقيا بموارد كبيرة من الطاقة المتجددة، وهى فى وضع يمكنها من اعتماد تكنولوجيات مبتكرة ومستدامة ولعب دور رائد فى العمل العالمى لتشكيل مستقبل للطاقة المستدامة هذا ما اكدته جلسة شركاء مبادرات الطاقة من خلال PIDA ضمن فاعليات اليوم الثاني من اسبوع البنية التحتية PIDA
وقد اكدت الجلسة ان عدم موثوقية الإمداد مشكلة تعرقل التنمية الاقتصادية، حيث تواجه معظم البلدان انقطاعاً متكرراً وتعتمد غالبًا على حلول باهظة الثمن وملوثة للبيئة.
وتقلل حلول الطاقة المتجددة النظيفة والمحلية التكلفة للقارة وتزيد فرص تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمناخية فى حين أن التنمية والاستخدام المستدامين لثروات القارة الضخمة، والطاقة الحرارية الأرضية، والكهرومائية والشمسية وطاقة الرياح يمكن أن تغيير الحقائق على الأرض بسرعة.
شركات توريد وحدات الطاقة تدعم الشبكات الحكومية بالمدن النامية
المشروعات الصغيرة المستفيد الأول من الوحدات الرخيصة
واكد المشاركون إن الإمداد المستقر للطاقة أمر بالغ الأهمية لمساعدة الشركات الصغيرة فى أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان، فى وقت لا يزال العديد من الشركات الصغيرة تفتقر إلى إمكانية الوصول لإمدادات مستقرة من الكهرباء، حتى فى المناطق التى تغطيها الشبكة الكهربائية فى البلاد.
وهذه مشكلة يأمل مصنعو الألواح والبطاريات الشمسية فى حلها، من خلال توفير وحدات مستقلة يمكنها أن تحل محل مولدات الديزل وتزويد الشركات الصغيرة بقدرة آمنة على تعويضها عن الأوقات التى تتوقف فيها الشبكة عن العمل.
أوضحت الجلسة ايضا أن تخوم المدن هى المكان الذي يوجد فيه الكثير من الناس لديهم شبكة ضعيفة لا تلبى الكثير من طلباتهم، وفى حين أن %60 من سكان نيجيريا يمكنهم الوصول إلى شبكة الكهرباء، فإن %33 فقط يمكنهم الحصول على كهرباء بوتيرة مستقرة.
ويساعد استخدام الألواح الشمسية والبطاريات صغيرة الحجم فى دعم عمل الشركات الصغيرة بدءاً من مصففى الشعر إلى تسويق مصابيح الطاقة والمراوح وأجهزة التليفزيون الصغيرة وشواحن الهواتف المحمولة خاصة مع الانخفاض السريع فى تكلفة الألواح الشمسية والتحسينات فى كفاءة بطاريات أيونات الليثيوم، كما ساعدت أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة على تقديم الخدمات بأسعار معقولة للغاية.
وتعتبر المولدات الكهربائية غير فعالة؛ نظراً إلى أنه يجب تشغيلها بقوتها الكاملة بغض النظر عن مقدار الطاقة اللازمة، ما يؤدى إلى تبديد الوقود والطاقة المنتجة، فضلاً عن خلق أبخرة ملوثة للبيئة.
واضاف إنه على البلدان أن تستثمر الآن فى إمدادات الطاقة على نطاق أوسع لضمان تطوير الصناعة وخلق فرص عمل.
برامج إصلاح اقتصادى خالية من التلوث
توفر مصادر الطاقة المتجددة الفرصة للقفز إلى مستقبل مستدام ومزدهر للجميع وتعد زيادة فرص الحصول على موارد طاقة موثوقة وميسورة التكلفة ونظيفة أولوية رئيسية لا سيما فى دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث لا يزال نحو 600 مليون شخص فى أفريقيا لا يحصلون على الطاقة، ويمثلون %48 من سكان القارة البالغ عددهم حوالى 1.2 مليار نسمة وفقاً لبيانات منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية.
وأشار تحليل للوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى دمج هدف التنمية المستدامة فى مجال الطاقة ضمن الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة لجدول أعمال أفريقيا لعام 2063.
وتعد الطاقة المستدامة فى طليعة خطط التنمية للدول الأفريقية، مع الاعتراف بدورها الرئيسى فى تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة للتخفيف من وطأة التكيف مع تغير المناخ.
ومن بين 53 مساهمة وطنية محددة على المستوى القومى تحتوى 45 منها على أهداف محددة للطاقة المتجددة مما يعنى أن حكومات الدول الأفريقية تقر بالفرص الوفيرة التى تقدمها الطاقة المتجددة الهائلة للقارة لوضعها على طريق التنمية النظيفة.
ويمكن لأفريقيا أن تلبى ما يقرب من ربع احتياجاتها من الطاقة المتجددة الأصلية والنظيفة بحلول عام 2030، كما يمكن أن توفر المصادر المتجددة 310 جيجاوات هى نصف القدرة الإجمالية لتوليد الكهرباء فى القارة فى حين حققت 42 جيجاوات ما يعنى أن الزيادة قد تصل إلى 7 أضعاف مما يحتاج تمويل لهذا الحجم بقطاع الطاقة فى إفريقيا سنوياً حوالى 70 مليار دولار حتى عام 2030، ما يؤدى لتخفيضات فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون تصل إلى 310 ميجا طن سنوياً.
وبفضل السياسات الصناعية البعيدة المدى وتنمية المهارات المستهدفة، يمكن توفير ملايين الوظائف الجديدة فى أفريقيا مع مضاعفة حصة مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 الأمر الذى سيخلق معه قيمة اقتصادية إضافية عن طريق زيادة الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنسبة تصل إلى %1.1 وهذا من شأنه أن يدل على تحسن بنسبة %3.7 فى الرفاهية والوظائف العالمية لأكثر من 24 مليون شخص بقطاع الطاقة المتجددة.
ويتيح هذا التطور الكبير المزيد من الفوائد الاقتصادية مثل تحسين خدمات الرعاية الصحية خاصة فى المناطق النائية، كما أنها ستدعم كذلك تمكين المرأة التى تمثل %35 من القوى العاملة بمجال الطاقة المتجددة والتى سيصبح دورها أكثر بروزاً لاسيما من خلال استخدام منتج للطاقة المتجددة.
أسس التخطيط الناجح لرفع كفاءة إنتاج الطاقة النظيفة
نماذج لتحليل البيانات لرصد الإمكانات المتاحة فى كل بلد
طورت أفريقيا من نمط التخطيط لديها لخدمة أهداف زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة مما خلق أعمالاً ليست وطنية فحسب بل وإقليمية تتمتع بإطار قوى لبناء المعرفة والقدرات التقنية وأنشأت بيئات استثمارية أكثر ملاءمة فى عدد متزايد من البلدان ويمكن أن يعزى هذا النجاح إلى العديد من العوامل الرئيسية.
1 الاعتماد على الالتزام والدعم السياسى رفيعى المستوى من قبل الحكومات:
تعتمد مرحلة التنفيذ باستمرار على كفاءة القيادة والتوجيه المحليين وكان هذا الالتزام واضح منذ وضع استراتيجية تنفيذ الممر الأفريقى للطاقة النظيفة (ACEC) من خلال الوزراء المعنيين الذين أقروا خطة عمل مشتركة فى يناير 2014 وساهموا فى تطوير برنامج العمل المناخى الرئيسى ومبادرة الطاقة المتجددة فى أفريقيا.
وجرى اعتماد ممر غرب أفريقيا للطاقة النظيفة (WACEC)، الذى يتمتع بدعم سياسى إقليمى واسع، من قبل مجلس وزراء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) كمرفق لمعاهدة الإيكواس فى ديسمبر 2016، كما جرى اعتماد ذلك فى قمة رؤساء دول وحكومات الإكواس يونيو 2017.
2 الدعم القارى:
أوصى الاتحاد الأفريقى بدمج ممرات الطاقة النظيفة فى جداول الأعمال الوطنية للطاقة المتجددة وتغير المناخ كما تبنت جامعة الدول العربية مبادرة الطاقة النظيفة فى حين أن خريطة الطريق لتجمع دول وسط أفريقيا تم المصادقة عليها تقنياً فى نوفمبر 2018.
3 خلق شراكات استراتيجية:
وتكون تلك الشراكات موجهة نحو تحقيق نتائج محددة لمختلف المنظمات الأفريقية وشركاء التنمية النشطين فى مجال مصادر الطاقة المتجددة ما أدى لتعزيز الجهود الحالية وتجنب الازدواجية وتعظيم الأثر طويل الأجل، وتساعد الروابط القوية بالبرامج والمبادرات الإقليمية فى الاستفادة من أوجه التعاون والتكامل.
4 تطوير البنية التحتية:
منذ البداية تمت مواءمة جميع الجهود مع برنامج تطوير البنية التحتية فى أفريقيا (PIDA) ومنذ مارس 2018 تحتفظ الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بمركز المراقب لدى اللجنة التوجيهية بالبرنامج وشاركت مع الاتحاد الأفريقى والشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (NEPAD) فى صياغة المرحلة التالية من هذا البرنامج الطموح.
وتهدف المرحلة التالية إلى تسخير إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة فى أفريقيا من خلال التخطيط للبنية التحتية القارية حتى عام 2030، بما يتجاوز التركيز الحالى على الطاقة الكهرومائية والموارد الحرارية الأرضية.
5 وفرة البيانات:
تعتمد الخطط الاستراتيجية للطاقة على الأطلس العالمى للطاقة المتجددة والذى يضم بيانات صادرة عن أكثر من 50 مؤسسة بحثية دولية وأكبر مجموعة فى العالم من الخرائط العامة الحديثة والدقيقة لموارد الطاقة المتجددة.
ويلعب هذا الأطلس العالمى دوراً رئيسياً فى مشاريع أفريقيا وبناءً على معلومات الرياح والطاقة الشمسية فى الأطلس تم رسم خرائط تقسيم المناطق لجميع الدول المشاركة فى برامج التطوير.
وترصد هذه المراكز والدراسات تقييمات لكمية موارد الطاقة المتجددة المحتملة بالإضافة إلى العديد من المعايير التي تدعم قرارات الاستثمار، مثل التضاريس والمسافة والشبكة المحلية ومراكز التحميل والبنية التحتية للنقل والمناطق المحمية.
وتم تدريب أصحاب المصلحة فى الدول المتعاونة على استخدام هذه المنهجية والخرائط حتى يتمكنوا لاحقاً من إعادة تشغيل النموذج ببيانات جديدة أو محدثة للحصول على نتائج تقسيم المناطق حسب إمكاناتها.
اترك تعليق