هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

دمروا الأنوثة والذكورة معاً
مما لا شك فيه أن لمجتمعاتنا العربية خصوصية تميزها خاصة حين يتعلق الأمر بخطوط الموضة، وبشكل عام فإن هناك بعض الأسس التى يتم عليها إختيار صيحات الموضة العربية المدمجة بالموضة العالمية.

لكن نشاهد تلك الفترة تغيير فى تلك الثوابت بعد ظهور متغيرات غير مقبولة إجتماعياً بملابس الذكور والإناث معاً، فعلى سبيل المثال إكسسوارات الرجال الخارجة عن المألوف التى يرتديها الرجل من أساور وقلادات وخلخال، والذى كلما أشاهده أشعر بغضب تجاه الطريق الذى وصلنا إليه والذى دمر كل أشكال الرجولة ووضع الرجل الشرقى فى إطار غير مفهوم لا يقل عشوائية عن شخص فاقد للهوية وضائع.

 

الأمر نفسه على النساء، فأصبحنا أمام موضات نسائية غير مفهومة، سيئة للغاية، ولا تعبر عن الأنثى ولا المرأة بوجه عام، منها ما يتشابه مع ملابس الرجال، ومنها العارى الخالى من شكل الملابس بالأساس، بالإضافة لموضة الملابس الممزقة التى أعتبرها قمة فى التخلف والإنحدار الثقافى للرجل والمرأة، بالإضافة للوشوم المنشرة بين الذكور والإناث والتى يعتبرون بأنها تجعلهم أكثر تميزاً فى حين أنها واحدة من أكثر العادات السيئة التى لا تتماشى مع مجتمعنا الشرقى، ولا يدرك من يقدم عليها المعنى الحقيقى لتلك الوشوم أو يملك أى دراية عن أضرارها على المدى البعيد.

حتى بالمظهر العام وصيحات الشعر، ظهرت موضة تنحصر فى فئة الشباب وهى موضة تقليد أبطال المسلسلات التى تتحدث عن “البلطجة” والعنف، ليتباهى الشاب بالأخير بمظهره البشع وذقنه الكثيفة المرسومة بعناية مع حلق شعر الرأس كاملاً فى مشهد يعكس صورة سيئة عن المجتمع الذى من المفترض أن يخرج أجيال للمستقبل حاملين لرايات العلم والفن والثقافة، لا البلطجة والعنف والإجرام.

عُرفت المرأة بفطرتها الأنثوية الرقيقة الناعمة، لكنها لمواكبه العصر تقلدت درع الرجال وقلدته حتى فى مشيته وحاربته بسلاحه، الذى جعلها تستبدل سلاحها الأنثوى الذى لا يقهر بسلاح لا يليق لها أو لا تعرف طرق إستخدامه بالأساس.

حينما أشاهد مظهر الفتيات اليوم، أشعر بالحزن لأننى أشتاق كثيراً لميلها الفاتن ومظهرها الناعم وإنكسارها الجميل ودلالها ورقة طباعها وألفاظها المهذبة.

أما الآن تغيرت النساء وتبدل الرجال، وتغيرت الميول، وإنقرض الذوق العام، فأصبح الشغل الشاغل للمرأة التباهى بمظهرها الخشن الرجالى الذى “تعتقد” بأنه يعكس قوة شخصيتها فى حين أنه يصيب أنوثتها فى مقتل، وتحول الرجل إلى “مسخ” فاقد للهوية، شغله الشاغل هو إرتداء الإكسسوارات وتكحيل عينه أحيانا! أو إرتداء “تيشيرت” يحمل عبارات فجه ومهينة تثير سخط الأخرين ليصل بالأخير لتربية “العضلات” الضخمة ليوحى بأنه شخص ذو مظهر قوى وهو بالأساس صاحب عقل فارغ!.

يجب على المجتمع التكاتف لتبديل تلك الصورة الخاطئة المرتسمة داخل أذهان شباب وشابات هذا الجيل، بالتعاون مع الأسرة والعملية التعليمية التى لا تقل أهمية عن الأسرة، وتثقيف المجتمع للشباب بأصول الذوق العام ومعايير إختيار الإتجاهات والميول والملابس وكل الأفعال الصادرة منهم، لأن الغالبية من هؤلاء إنساق وراء سلوكيات خاطئة جعلت كل من يتابع المشهد بدقه عن قرب يشعر بخيبة أمل وحزن عميق على تدمير أجيال نعول عليها فى بناء المستقبل القريب.

 بقلم - نيفين  عباس:

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق