بقلم: صفاء القاضي
فسألني متعجبا !!!
عن ماذا تبحثين ؟
فأجبت : أبحث عن الأسعار فأنا مثل شأن كل النساء في الأرض يعشقن الذهب , ويتزين بذلك الأصفر البراق الذي يحمل بداخله قيمة وجمال ..
وأريد أن أقتني خاتما جميلا من تلك الماركات العالمية الحديثة التي جعلت من الذهب مدارا لعقول النساء .
فلقد جبلن على عشق الزينة
قال الله تعالى { أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } [سورة الزخرف: 18]
ضحك الأستاذ ولم ينكر شأن النساء في ذلك ..
ثم قال : سأقدم ( الذهب) اليوم لك ولكل من يعشقون الذهب …
تركت أسعار الذهب جانبا , وأغلقت صفحاته التي لا تكف عن الارتفاع والانخفاض ..
وانفتح العقل مترقبا بكل فضول ما هو الذهب الذي سوف يقدمه لنا الأستاذ ..؟؟
أصبح الفضول يعتري عقلي ويسيطر عليه وأنا أدرك تماما أن ذهب الأستاذ لا يفنى ولا ينطفئ بريقه , وله قيمة أعلى وأغلي ترتفع ولا تنخفض بل وتأخذ العقل والروح معها في رحلة الارتفاع .
قال الأستاذ : سأقدم لك اليوم النسبة الذهبية في النصوص القرآنية ..
وهنا تدفق عقلي بكل ما فيه من فضول مختلطا بقداسة قرآنية وإجلال مقدس ورغبة جامحة في معرفة تلك النسبة وفهمها والتمتع بجمال بريقها ..
سألني الأستاذ ..هل تريدين أن تكوني سعيدة في الدنيا والآخرة ؟
قلت : بالطبع هذا حلم البشرية كلها يا دكتور ..
فقال الأستاذ : السعادة هي البحث عن الفردوس المفقود في كف الوجود …
يوجد جنتان ..جنة في الدنيا وجنة في الآخرة ..
فكيف نبحث عن مفاتيح تفتح لنا أبواب جنة الدنيا وتوصلنا لأبواب جنة الآخرة إن شاء الله …
هناك ثلاث قيم هامة يجب علينا البحث عنها في الحياة ..
القيمة الأولى هي الجلال المطلق …
الشئ الجليل والصنع الجليل , والجلال المطلق من فعل الحق سبحانه وتعالى .
والقيمة الثانية هي الكمال المطلق
روعة الكمال تتعانق مع عظمة الجلال
والثالثة هي قيمة الجمال المطلق ….
تخيلي أنك تبحثين في كل شئ حولك ومعك مصباح سحري يجعلك ترين الجلال المطلق أو تتقربين منه وترين الكمال المطلق والجمال المطلق ….
وتنتقلي إلى عالم أكثر سموا وأكثر حبا وأكثر تأملا وتدبرا ….
هؤلاء الثلاثة تستطيعين أن تكتشفيهم من خلال ذلك العلم الذي أسسته بفضل الله واسمه علم النسبة الذهبية في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ..
هذا العلم يبحث عن هذه النسبة ومتى يجدها في الكلمات ..وهو ما يحقق لبعض اتجاهات المفسرين ومن لهم خواطر حول القرآن الكريم .
علم النسبة الذهبية في النصوص القرآنية في كل آية وكل حديث إضاءة جديدة , وفكرة فريدة نفوز بها من هذا العلم .
ونتعلم منه كيف نحول العبادة إلى سعادة ومتعة ليست من مناطق إجبار وقهر ولكن من مناطق الحب …
والذين آمنوا أشد حبا في الله …
رحلة جديدة ...فريدة ...رشيدة ..ننفرد بها هنا فقط ولأول مرة في العالم
انتهى حديث الأستاذ عن علم النسبة وتركني وذهب لمواصلة عمله …
بعد أن شغل الروح والعقل وزادهما فضولا …
نحن نريد السعادة في الدنيا والآخرة ...نريد أن نحقق معادلة أن نحول العبادة إلي سعادة سوف يحل هذا الكثير من مشاكلنا في حياتنا ...نريد أن نعلم الأجيال أن تكون العبادة من منطقة الحب وليس الإجبار ….فهناك نفوس لا تقبل الإجبار بل تنفره وتهرب منه , وربما هي نفوس رقيقة لا يعيبها ذلك لكنها لم تجد نفسها ولم تجد السبيل الذي يمهد لها سبل الاستقامة وسبيلها هو الحب .
نريد أن نصل إلى قيمة الجلال والكمال والجمال ...فربما تهبنا تلك القيم لحظة تجلى ربانية لا يدرك العقل حينها عظمة المنح والعطاء الإلهي .
فهمت من كلام الأستاذ أنه يقدم لنا تدبرا جديدا للآيات القرآنية والأحاديث النبوية ذلك التدبر في الآيات يستنبط منه الهبات الإلهية والمنح الربانية ,
التدبر هو العبادة المفقودة التي نستخرج منها الكثير من الحكمة والخشوع وخشية الله وتعظيمه ..
إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ 190 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190 - ١٩١].
التفكر والتدبر في الآيات هو ما يجعلنا نصل إلي سعادة العبادة التي حدثنا عنها الأستاذ وهنا يذكرني بالمقولة المشهورة …
لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه .
لذلك يتوق العقل وبكل الشغف إلي تلقي ذلك العلم الذي يحمل بين طياته الحكمة والسعادة والفردوس المفقود
وأتوق إلى المصباح السحري الذي سوف ينير لي الحياة ومن خلال …
علم النسبة الذهبية في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية …
هو علم ملهم أسسه الدكتور محمد حسن كامل رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
ولنا لقاء مع تفاصيل هذا العلم في الحلقات القادمة ربما نرى الحياة من منظور آخر أكثر روعة من خلال النسبة الذهبية ... انتظرونا
اترك تعليق