هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مرصد الإفتاء يدين توصيف صحيفة واشنطن بوست للبغدادي بعالم الدين 
أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، توصيف صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية لزعيم تنظيم القاعدة أبي بكر البغدادي بأنه "عالم دين متزمت" معتبرًا أنها سقطة مهنية خطيرة من جانب الصحيفة حيث لا علاقة لهذا الإرهابي سافك الدماء بالعلم ولا الدين. 

أضاف أن الصحيفة الأمريكية في مقال لها بعنوان: "أبو بكر البغدادي، عالم الدين المتزمت وقائد الدولة الإسلامية، مات عن عمر يناهز 48 عامًا"، قد وصفت الإرهابي أبا بكر البغدادي الذي قُتل على أيدي القوات الأمريكية بأنه عندما: "تولى مقاليد الدولة الإسلامية في العراق عام 2010، لم يسمع أحد -سوى القليل- عن التنظيم أو زعيمه الجديد، الذي كان آنذاك عالم دين متزمتًا ... ليس لديه استعداد معروف للقتال والقتل".

 

 

أوضح المرصد أن الصحيفة قد جانبها الصواب في هذا التوصيف لما فيه من إلباس الإرهاب عباءة الدين دون أي تمييز حيث يخلط خلطًا بيِّنًا بين المجرم الإرهابي سافك الدماء المتوحش وبين عالم الدين الحقيقي، مؤكدًا أن عالم الدين الحقيقي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يوغل في الدماء ويزهق الأرواح ويؤسس للتوحش والهمجية كما فعل البغدادي. 

 


انتقد المرصد توصيف الصحيفة لما يشوبه من انحياز واضح ضد الإسلام وعلماء الدين، كما أنه يشوه بالدرجة الأولى صورة الإسلام والمسلمين والعلماء والملتزمين بالدين والمجتمع الإسلامي ككل من خلال الصورة النمطية التي يصدرها هذا التوصيف للعالم.  

شدد مرصد الإفتاء على ضرورة التفريق بين العلماء ومدعي العلم من الجهلة والأفاقين، وبين علماء الدين ومدعي التدين الانتهازيين الذين يتخذون الدين مطية لتحقيق أهدافهم، ويحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم على أنه دين التطرف والكراهية والإرهاب، مؤكدًا أن العلم الشرعي له قواعد وأصول وأهداف لا يمكن أن يتجاوزها طالب العلم الحقيقي، كما أن الخوض في مسائل العلم بلا منهج يضر ويفسد أكثر مما ينفع أو يصلح. وأن المنهج لا يأتي هكذا منفردًا من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى جهد وجهاد، وتراكم من جماعة علمية واسعة وممتدة.

 

 
لفت المرصد النظر  أن هذا التوصيف أثار انتقادات العديد من الشخصيات العامة والمراقبين الغربيين لأنها حادت عن الدقة والمهنية والمصداقية، مما اضطر الصحيفة الأمريكية لتغيير عنوان التقرير إلى "الزعيم المتطرف"، بدلا من " عالم الدين المتزمت" حيث قال النقاد الغربيون أنه وصف يغلف الإرهاب والرعب الذي خلفه البغدادي في العالم، كما اتهم آخرون صحيفة واشنطن بوست بأنها تخفف من توصيفها للبغدادي بالإرهابي، فيما سخر مستخدمو موقع تويتر أيضًا من الصحيفة، وكتبوا عناوين نعيهم الساخرة لشخصيات تاريخية مثل هتلر وجنكيز خان تحت هاشتاج بعنوان .

 

    
دعا مرصد دار الإفتاء وسائل الإعلام العالمية إلى تحري الدقة في اختيار الألفاظ التي تصف بها الإرهاب والإرهابيين حتى لا تلتبس المفاهيم على المتلقي الغربي خاصة في ظل سعار الإسلاموفوبيا المنتشر في الغرب، لافتًا إلى أن مثل هذه التوصيفات تؤجج مشاعر الكراهية ضد المسلمين عامة وعلماء الدين خاصة؛ مما يعود بالسلب على التعايش السلمي بين أفراد المجتمعات المختلفة في دول العالم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق