لازلت نهاية فيلم الآخر للمخرج الراحل يوسف شاهين والذى تم إنتاجه وعرضه عام 1999مقترنا بذهنى رافضا عقلى النسيان .فلو رجعنا لإحداث الفيلم لوجدنا والدة البطل الأمريكية التى جسدت دورها نبيله عبيد
قد استعانت بأخو البطله الارهابى الذى ينتمى لخلية إرهابية عالميه لقتل زوجة ابنها الوحيد الذى تجرى في عروقه الدماء الأمريكية ممتزجه بالدماء المصريه ادم الذى قام بتجسيد شخصيته الممثل هانى سلامه .تجسيدا عبقرى لرفض الام حب وزواج ابنها من فتاة مصريه ولهذا عزمت على التخلص منها والتدبير للقتل عن طريق الانترنت مع اخوها الارهابى .وقيام البطل ادم باكتشاف المؤامره بعد قراءه حاسب والدته وايميلاتها ليسرع لنجده زوجته البطله حنان ترك ولكن تصيبه رصاله لتكون النهايه دامية بوفاه كليهما بفعل المخطط الارهابى .
ومن سينما الخيال مرآة المجتمع إلى أرض الواقع أبدأ استكمال حديثى ....
أصبح الانترنت وسيلة يستعملها الإرهابيون لبث اخبارهم أو نشر دعايتهم أو لزيادة مواردهم أو الإتصال وتخطيط عملياتهم.وبالتالى قد يكون من الصعوبة بمكان توقع ارتكاب العمل الارهابى أو اقتفاء أثره .
لقد ذكرت في مقالى السابق أن شعار القرن الحادى والعشرين هو "امتلاك المعلومات هو القوه" Information Is power.
فإذا رجعنا للوراء قليلا سنجد أن مخاض الانترنت بدأ بمزج الحاسب الآلي بالاتصالات عندما ظهر أول تصور نظرى مكتوب لفكرة تواصل الحاسبات عن طريق شبكة اتصالات في 1962 في مذكرات كتبها "lichilder" الذى كان أول رئيس لمركز ابحاث الكمبيوتر )Darpa
وقد أجرى اول اتصال بين حاسبين في مدينتين مختلفتين 1965 عن طريق خط الهاتف .
وفى 1970تم انشاء أول شبكة حواسيب فى الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم Arbanet وهى اختصار لكلمة (شبكة وكاله مشروع الأبحاث المتقدمه)
وفى عام 1973ظهرت أول شبكة اتصال دولى ربطت بين انجلترا والنرويج .
وفى عام 1983 ظهر برتوكول التحكم فى نقل المعلومات أو "برتوكول الانترنت" أو ما يعرف اختصارا ب)Tcp/Ip .وهو بمثابة عصب الانترنت وبه ظهر مسماها إلى الوجود.
ثم جرت تطورات متلاحقه في مجال برمجيات الانترنت فى عامى 1989و 1990. حيث ظهرت لغة النصوص فائقة التداخل ) HTML التى أوجدت صيغة مناسبة لتصميم الصفحات على الانترنت .وبهذا ظهر ما عرف ب (الشبكة العنكبوتية).
وتحتوى شبكة الإنترنت على عدة أدوات للتواصل بين مستخدميها أهمها :
1-البريد الالكتروني او ما يعرف اختصارا ب E_mail ويعد من أكثر وسائل الانترنت استخداما على مستوى العالم .وتقوم هذه الخدمة على أساس تخصيص مساحة لكل مستخدم .
2- شبكة النسيج العالمى أو الWww وتعد الشبكة العالمية من أهم أدوات الانترنت بعد البريد الالكتروني .وتحتل 40%من حجم الاتصالات بشبكة الإنترنت.
3- محركات البحث وتوفر إمكانية البحث عن معلومات داخل الشبكه خلال ثوانى معدودة.وهناك محركات عده اشهرها Googel
4-وكذلك هناك الادله التى تصنف المعلومات الموجودة على الانترنت الى مجموعات متشابهه فى الموضوع .وهناك أدلة عالمية مثل yahoo وهناك أدلة عربيه مثل اين Ayna
5- المحادثه Chat تتيح هذه الاداه تواصل المشاركين فيها مباشرة كتابيا أو صوتيا أو بالصوت والصوره .ايا كانت مواقعهم وتبادل الأحاديث وكأن كل واحد منهم يجلس الى جوار الآخر .ويمكن أن تجرى المحادثه بشكل جماعى يشهده جميع المتواجدين فيما يسمى بغرفة المحادثه Chat Room
6- المجموعات Groups
اتاحت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت مظلة للمجموعات ذات الاهتمامات المشتركة لتبادل المعلومات.
7-القوائم البريديةMailing list التى تقوم بتسجيل عناوين البريد الالكتروني .
8-نقل الملفات Ftp توفر للمستخدمين نقل الملفات والصور من الشبكة للهواتف .
9-الإتصال عن بعد
عن طريق كلمة المرور من خلال اى جهاز بعيد .
ويظهر لنا تنوع علاقة الإرهاب بالانترنت الى نوعين :
الأول_استخدام الانترنت كأداه للإرهاب التقليدى كوسيله دعائية أو تنفيذية للأعمال الإرهابية التقليدية .
الثانى _ الانترنت كساحه أو هدف للإرهاب وفى هذا النوع يكون الانترنت مسرحا للعملية الإرهابية وهذا ما يعرف بالإرهاب الرقمى أو الإرهاب الالكترونى.
وتعد أهم مميزات الانترنت هى ادهى عيوبه .نظرا لأنها اداه مرنه طيعه تشكل على حسب رغبة مستخدميها وتقدم له إمكانات هائلة لتحقيق مآربه .
كذلك وجد الإرهابيون فيها ضالتهم واستغلوها أبشع استغلال بصور شتى أهمها ...
_استخدام الانترنت لبث ثقافة الإرهاب والترويج لها عن طريق تأسيس مواقع على شبكة الإنترنت.
فقل أن توجد منظمة إرهابية الا ولها موقع على الانترنت يمثل مقرا افتراضيا لها نظرا لصعوبة احتفاظها بمقرات ثابته نتيجه للتوجه العالمى تجاه مثل هذه التنظيمات وخصوصا بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر .لهذا ذهبت بعض الدراسات إلى توقع أن تتحول معظم التنظيمات الإرهابية الى تنظيمات افتراضية.لا وجود لها إلا على شبكة الإنترنت بحيث يكون الاتصال المادى غير وارد فيما بين أعضاءها وتنفذ أعمالها من خلال الشبكه .
وقد لجأت تلك الجماعات الإرهابية الغاشمة الى هذا العالم الافتراضي بعد أن ضيق الخناق عليها واقعيا والمؤسف أنه لا توجد الى الآن إحصاءات موثقه عن هذه المواقع وتوجهاتها وعدد زائريها ومدى تأثيرها ومن رأيى أن الحاجه قائمة الى دراسة علمية متخصصة في هذا المجال.
ونستطيع القول؛
ان تلك الخلايا السرطانية الإرهابية تستغل ضعف الرقابه على شبكة الإنترنت وخصوصا فى مواقع الاستضافة المجانية التي تقوم بتوفير مساحات محدوده للمواقع الشخصية حيث تعتمد هذه الشركات على استخدام المواقع الشخصية المجانيه لجذب أكبر عدد من الزوار للموقع والحصول على الدخل من خلال الإعلانات.
ولكون تلك المواقع مجانيه لهذا ليس هناك أى رقابه لمراقبتها خصوصا مع وجود حواجز اللغه و......
.....للحديث بقيه؛
بقلم - د.شيماء خطاب:
باحث التاريخ والعلاقات الدولية
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
اترك تعليق