هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في حوارها للجمهورية في ذكرى اكتوبر

جيهان السادات: ٦ أكتوبر 1973.. يوم الإنجاز والنصر العظيم فى تاريخنا
هل نبالغ إذا قلنا ان جيهان السادات تمثل اليوم فى عيوننا ذاكرة وذكريات النصر فى أكتوبر 1973.. تمشى على قدمين؟! الحقيقة ان الحديث مع جيهان السادات.. السيدة الأولى السابقة.. أصبح من الطقوس المقدسة فى كل عام نحتفل فيه بأعياد النصر والمجد فى حرب أكتوبر الخالدة.. ونسأل الله تعالى ألا يحرمنا من مثل هذه الطقوس الغالية فى حياة الوطن.

حوار أجرته: ناهد المنشاوى

تصوير: سليمان العطيفي

 

والسيدة جيهان السادات.. ليست مجرد »امرأة من مصر« كما يقول عنوان كتاب صدر لها فى واشنطن.. لكنها رفيقة العمر للرئيس الراحل أنور السادات.. الزعيم الذى تحمل أخطر المسئوليات الوطنية مرتين.. خلال ظروف وأحداث اقليمية عالمية فارقة.. الأولى حين تحمل منفردا مسئولية قرار الحرب.. بكل الشجاعة والإقدام والاقتدار.. والثانية حين تحمل مسئولية قرار صنع السلام الذى يعبر عن المشاعر الطبيعية لأغلبية المصريين.

..جيهان السادات تمثل بيننا اليوم.. ذاكرة النصر وكل ذكريات المجد فى أعظم أيام مصر فى كل العصور.. يوم العبور العظيم فى السادس من أكتوبر 1973.. ولن تنسى ذاكرة الوطن مطلقا الدور الإنسانى الجليل لجيهان السادات.. حين وقفت فى الخطوط الخلفية بكل تفان وجدية مع مجموعات كبيرة من »عظيمات مصر«.. إلى جانب أبطال وصناع النصر من الجنود والضباط.. الجرحى والمصابين فى كل المستشفيات.. حتى أطلق عليها المصريون اسم »أم الأبطال«.. صانعة »الوفاء والأمل«.

 

عبور القناة.. إعجاز عسكرى أذهل العالم

 

فى هذا الحوار الدافئ.. تختلط المعانى النبيلة والجليلة فى حديث السيدة جيهان السادات.. حين تشعر بالفخر والاعتزاز وهى تتحدث عن عملية العبور باعتبارها اعجازاً عسكرياً أذهل العالم.. لكنها تعترف بأن الزعيم الراحل أنور السادات.. تعرض للاغتيال فى اليوم الوحيد الذى لم تشعر فيه بأى خوف على حياة زوجها.. الزعيم العظيم.. فقد كانت على يقين أنه لا يوجد خطر يمكن أن يهدد حياته فى هذا اليوم.. وللحظة من فرط الثقة.. فكرت فى التفرغ لرسالة الدكتوراه وعدم الذهاب للعرض العسكرى!! ونكتشف ان السادات أيضا لم يتصور ان الإخوان سوف يقتلونه.. بعد أن أخرجهم من السجون!!

 

الإخوان حاولوا الاستيلاء على السلطة.. بعد اغتيال السادات

لكن الإخوان خططوا للاغتيال.. وللاستيلاء على السلطة بعد ذلك يكفى اليوم ان العالم كله يؤمن برسالة السلام.. التى دفع السادات حياته ثمنا لها.. لأنه زعيم امتلك شجاعة القيادة ورؤية بطولية للسلام.

 

السيسى.. زعيم استثنائى.. صاحب مبادئ.. أنقذ مصر من الدمار

وتقول جيهان السادات انها تشعر اليوم بسعادة خاصة لأن الشعب المصرى أصبح على وعى كامل بالمخاطر والتحديات التى تواجه الوطن والشعب هو الذى يحمى بلاده.. تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. الزعيم الاستثنائى فى حياتنا.. الذى يعرف كيف يصنع الأمن والاستقرار لهذا الوطن.. وكيف يوفر له الحماية من الإرهاب.. جماعته وعصاباته.

وتكشف السيدة جيهان السادات انها كانت فى أمريكا للعلاج مؤخرا وشعرت بسعادة خاصة حين وجدت الرئيس الأمريكى ترامب يتحدث عن الرئيس السيسى.. باعتباره واحدا من كبار زعماء العالم وقائداً عظيماً نهض بمصر.

وتبقى اتفاقية السلام كما تقول السيدة جيهان انها تعبر عن حضارة مصر العظيمة وان الحرب ليست هدفا للمصريين.. لكن كلمات جيهان السادات فى هذا الحديث تبدو تلقائية.. ودافئة وتحمل كل صفات وأوصاف الذكاء التى اشتهرت بها واحدة من عظيمات مصر.. فى كل عصر.. عظيمة.. رفيقة زعيم عظيم.. وهى على يقين فى اللقاء مرة ثانية مع السادات فى عالم الخلود.. حيث لا قتل ولا فناء.. ولا نهاية..

يوم فى حياتى

> س: كيف تتذكر جيهان السادات ٦ أكتوبر؟

>> جيهان السادات: كان السادس من أكتوبر عام 1981 من الأيام القليلة بين آلاف الأيام التى لم يساورنى فيها أى خوف على حياة زوجى.

لقد أصبح السادس من أكتوبر واحدا من أكبر أعياد مصر القومية.. فهو الاحتفال السنوى لتلك اللحظة من عام 1973 حين قام جنودنا بعبور قناة السويس واستعادة الأرض التى اغتصبتها منا إسرائيل.

وتصف السيدة جيهان هذا اليوم قائلة اليوم الذى اجتمعت فيه كل مقومات الإنجاز الوطنى العظيم كما صنعه جنودنا الذين عبروا قناة السويس فى اعجاز عسكرى أذهل قادة العالم.. فى يوم كهذا كان يقينى ألا خطر يمكن أن يهدد أنور السادات.. فهو القائد والبطل واليوم تكريم له وللأبطال.. وقد فكرت ألا احضر العرض العسكرى اكتفاء بمشاهدته على شاشة التليفزيون مع بناتى الثلاث لأن ابنى جمال كان وقتها فى أمريكا.. فيتوفر لى بعض الوقت لاستكمال رسالة الدكتوراه فى الأدب المقارن من جامعة القاهرة إلا ان الضابط المسئول أقنعنى بضرورة الحضور للمشاركة فغيرت رأيى.. لقد مضت 38 عاما ومازلت أسجل امتنانى لهذا الضابط.. فلولاه لظل الألم يخالط آلامى طيلة ما تبقى لى من عمر.

 

إذاعات العالم قالت إن الإخوان قتلوا السادات بعد إخراجهم من السجون

 

مازلت أبكى السادات.. وتمنيت أن تطول حياته لنعتزل معاً

مازلت أبكى الرجل الذى كان زوجا لى لمدة 31 عاما الذى دفع حياته ثمنا لدفاعه عن السلام والديمقراطية.. لا أستطيع ان اصدق ان يقتله أحد من افراد القوات المسلحة فهو الذى عبر بهم والذى استرد سيناء وقد علمت بعد ذلك ان إذاعة صوت أمريكا التى يستمع إليها الكثيرون من المصريين اذاعت المارش الجنائزى لشوبان وكان تقطع اذاعتها من وقت لآخر لتقول بالعربية ان أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية قد مات.. لقد أكدت كل الاذاعات ان الاخوان هم الذين اغتالوه وهو الذى أخرجهم من السجون.. كان الرئيس لا يعتقد أبدا انه سيقتل بيد الإخوان وكانت قوات الأمن الخاصة به تقف فى أقصى جانب من منصة العرض.

 

> ألم يلفت نظرك شىء غريب فى هذا اليوم؟

>> نعم اسئلة بلا اجابة ففى كل عام كانت فرقة من فرق الصاعقة تتقدم العرض ثم تأخذ مكانها بين الرئيس وقوات العرض لكن هذا لم يحدث فى ذلك العام.. وفى كل عام كان القناصة يرابطون فوق اسطح الأبنية المحيطة لمراقبة أية محاولات عدوانية لكن لم يظهر لهؤلاء القناصة أثر فى ذلك العام كان المفروض ان تخضع كل مركبة عسكرية وكل مدفع لتفتيش دقيق للتأكد من خلوها من الذخيرة الحية.. ثلاثة ضباط وعسكريان كيف وصلوا للرئيس بذخيرة حية؟!

حياة السادات انقضت.. كما تنقضى حياة كل عظيم صاحب رسالة

 

> هل كان الإخوان وقت الاغتيال يريدون الاستيلاء على الحكم؟

>> نعم عندما أعلنت الأحكام العرفية بعد الاعتداء على زوجى وكذلك حظر التجول وكان البوليس الحربى قد بدأ فى اعتقال مئات من المتطرفين الإسلاميين فتش منازلهم حيث لم يجد فقط مخابىء كبيرة للأسلحة ولكن أيضا خطة مفصلة للاستيلاء على الحكم.. هم لا يتغيرون أبدا فمازالوا يريدون الفوضى لمصر للعودة للاستيلاء على الحكم.. ولن يصلوا لها أبدا مهما فعلوا وعقدوا مؤتمرات لتدمير مصر ولبث الفوضى والرئيس السادات كان يعلم تماما ماذا يريدون ومع من يتآمرون ولن يصلوا إلى ما يريدون.. فالشعب المصرى أصبح واعياً تماما ويحمى بلده بعد تجربة حكم الإخوان لهذا العام وما حدث فيها من كوارث ومآس.

 

زوجى.. زعيم حرر الأرض وجلب السلام

 

السادات.. عاش من أجل السلام.. ومات من أجل المبادئ

>س: ماذا عن الميدالية الذهبية التذكارية للسادات؟

>> جيهان السادات: أزاحت الولايات المتحدة الأمريكية الستار عن تصميم الميدالية التذكارية الذهبية التى تحمل اسم الرئيس الراحل أنور السادات والتى تحمل احدى وجهيها صورة السادات واسمه بينما تحمل الثانية عبارة »عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ« أنور السادات 1918- 1981 مع صورة النصب التذكارى للجندى المجهول وتولى ازاحة الستار عن العملة مدير دار السك للعملات التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية فى حفل حضره وزير الخزانة وجمال نجل الراحل السادات وبعد عرض الألوان والتصميمات وعزف النشيدين الوطنيين لمصر والولايات المتحدة الأمريكية.. قال عضو الكونجرس الأمريكى كريس ستيوارت أحد النواب الرئيسيين الذين تبنوا مشروع القانون لإصدار هذه العملة.

ميدالية الكونجرس الذهبية:

وتحدث كل من ياسر رضا سفير مصر لدى الولايات المتحدة ورجل الأعمال شفيق جبر وهو الرئيس الدولى للجنة ميدالية الكونجرس التى تحمل اسم السادات والرئيس الأمريكى للجنة ومدير دار صك العملات سنظل ممتنين للأبد لمساهمات الرئيس السادات من أجل احلال السلام بالشرق الأوسط تكرم الولايات المتحدة الأمريكية رجلا شجاعا ورجل مبادئ ورؤية وحكمة جلب الأمل والوحدة لعالم ملىء بالصراع والانقسام وهذه الجائزة من أرفع الجوائز المدنية فى أمريكا وأقرها الكونجرس فى 13 ديسمبر الماضى وأكدت ان الجميع فى الحفل قالوا ان الرئيس السادات كان إنسانا استثنائيا يملك شجاعة القيادة ويقينا لا يتزعزع ورؤية بطولية للسلام وعزيمة لا تعرف الحدود.

 

يكفى اعتراف ترامب بأن السيسى قائد عظيم.. صنع نهضة الوطن

قالت جيهان السادات: استعير هذه الكلمات لأقول ان الرئيس السيسى الذى خرج من الجيش مثل السادات.. هو رجل استثنائى استطاع أن يحقق الاستقرار ويحمى مصر من الإرهاب وأحد القادة المهمين فى العالم كما قال ترامب انه قائد عظيم استطاع أن ينهض بمصر ويحقق لها مكانة عالمية يشهد بها الجميع وهذا ما حدث أثناء حضوره الدورة 79 للأمم المتحدة فى اجتماعاته بقيادة العالم وبكلمته التى تحمل كل المبادىء التى تعتبر رسالة لكل دول العالم.

وقد قال الرئيس عبدالفتاح السيسى حين استقباله للجنة الأمريكية التى دعمت السادات فى نيويورك إن اهمية تلك الجائزة رفيعة المستوى لابراز الدور المهم الذى قامت به مصر فى ارساء السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط وان اتفاقية السلام التى وقعها السادات تعبر عن حضارة شعب مصر تؤكد ان الحرب ليست هدفا للمصريين.

 

الإخوان.. لا يتغيرون.. يرتكبون جرائم الإرهاب والفوضى.. للعودة للحكم

 

الإسلام العظيم تعرض للتشويه.. بسبب إرهاب الإخوان وعصاباتهم

> س: أعلم ان أحد كتبك التى صدرت هى »أملى فى السلام« وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة.

>> ج: نعم لقد عنونت هذا الكتاب أملى فى السلام وربما كان يتعين ان أطلق عليه »آمالى« لأنها فى الحقيقة آمال كثيرة وواضحة.. فالآن فى هذه الحروب فى الشرق الأوسط والدول العربية يجب أن تدرك الولايات المتحدة ان تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل يجب أن يكون أولوية للسياسة الخارجية الأمريكية وان مصر تقف ضد الإرهاب العالمى وهو ما يعتبر جهدا متعدد الجنسيات والديانات وان المسلمين يجب النظر إليهم باعتبارهم حلفاء وليسوا خصوماً.. آمل أن يتواصل الحوار بين الديانات ويصبح أكثر نشاطا وأتمنى أن يتوقف فى العالم التمييز بين المسلمين وباقى الديانات ولكنى أعلم فى نفس الوقت ان الإسلام يتعرض للتشويه بسبب ما يفعله الإخوان والدواعش من إرهاب واغتيال وتجنيد الأطفال ولذلك أطالب الدول التى تتبنى هؤلاء أن تكف عن هذا لأن الدور عليهم سيكون فى المستقبل.

وتضيف: أتمنى أن يبذل المسلمون جهدا فى مد يد العون لمواجهة التحديات داخل وخارج مجتمعنا وان نبرز مبادىء الاخوة والعدل والخير والسلام التى جعلت هذا الدين عظيما.. آمل أن يوقف الناس فى كل حين الفكرة التى تنطوى على قدر من السخرية وهى ان الشرق الأوسط لن يتغير الا بعد وقوع حريق مدمر.. فالسلام ممكن.. ويكفى ما حدث الآن فى سوريا والعراق واليمن وليبيا.

 

> س: ما هى متطلبات السلام؟

>> جيهان السادات: لقد آمن زوجى ان السلام يتطلب أن نتحدث مع اعدائنا والا فكيف يمكننا أن نحل الخلافات وكانت اتفاقية كامب ديفيد وكان اصراره على السلام بعد استرداد الأرض هو سبب اغتياله.

 

> س: ما هى أسباب اختيار السادات للسلام وما هى أسباب مقاطعة الدول العربية له؟

>> جيهان السادات: السلام ليس صعبا.. لابد أن نفهم جميعا سواء الأمريكيين أو العراقيين أو الفلسطينيين أو الإسرائيليين اننا نريد ألا يتعرض ابناؤنا وبناتنا للموت وان نعيش فى سلام.. وهل صعب لهذه الدرجة أن نفهم ان وقف نزيف الدم يتطلب فى كل الأحوال العمل الجاد والتسوية والرغبة فى ادراك اخطاء كبيرة ارتكبت على كل جانب؟

البعض يتهمنى بالمبالغة فى التبسيط واننى اعطى قدرا غير كاف من الاهتمام بالأمور الدقيقة والتعقيدات لكن الكراهية والعواقب العسكرية والاقتصادية هى التى تعرقل الحلول السيطة ولكن زوجى اختار خيارا صعبا لكنه بسيط أن يجعل من السلام أولويته السياسية والشخصية سأظل دائما آمل فى السلام وأصلى من أجل السلام.

 

> س: هل كان هذا هو السبب فى منح الكونجرس الرئيس السادات الميدالية الذهبية للسلام وهذا يحدث لأول مرة؟

>> جيهان السادات: هذا الشهر قامت اللجنة المتخصصة بتسليم الميدالية الذهبية للسلام فى حفل بسيط وقد استلمها ابنى جمال وبالرغم من مرضى فقد أرسلت رسالة للكونجرس بهذا الشأن.

 

أنا والسادات دفعنا الثمن

 

> س: ماذا قال الناس عن السادات وماذا تقولين أنت؟

>> ج: كثيرون قالوا إنه رجل سبق عصره ولكنى لا أوافق كيف يمكن لفكرة السلام وإنهاء الحرب ان تكون سابقة لعصرها، لا.. ان زوجى يمثل رأى الأغلبية فى مصر.. وبفضل الله مرت حياته كرسالة مكرسا نفسه وأخيرا مضحيا بها من أجل بلده.. وعاش أنور السادات حياته بل كل لحظة فيها.. غير فاقد لبصيرته أبدا.. حرر أرضنا وجلب السلام لبلادنا وقدم الدستور 1971 وأحيى السلطة العليا للقانون وأرسى الهيكل الاقتصادى للرخاء.. وألغى الرقابة على الصحف وأعطى شعبنا حريات لم يعرفها من قبل.. وكان دائما يقول: الحرية هى أجمل وأقدس وأغلى ثمرة لثقافتنا.. وكان أمرا حتميا ان يسىء البعض استعمال هذه الحريات لأن تعلم الانضباط الذاتى للديمقراطية يستغرق وقتا.

 

> س: وعنك جيهان السادات السيدة الأولى ماذا قالوا عنك؟

>> ج: هاجمنى آخرون بأننى أيضا سابقة لعصرى ولكنى لا أوافقهم الرأى.. فالمرأة المسلمة لها نفس الحقوق التى لأى امرأة أخرى لتأخذ دورا فعالا فى المجتمع ولكى تعمل جنبا إلى جنب مع غيرها ومع الرجال لتحسن حياتهم.. وحياة هؤلاء الذين من حولها.. لقد عشت فى كفاح متصل لكسر الحواجز التقليدية التى أبقت المرأة المصرية صامتة، انه قدرى وإرادة الله لقد قاسيت من أجل ذلك نعم.. ولكن كلينا -أنور وأنا- عرفنا انه من أجل أى تقدم ومن أجل أى تغيير لابد من وجود ثمن يدفع.. وقد دفعناه بكل ترحاب وإذا تطلعت خلفى فاننى أجد اننى لم أغير أى خطة فى حياتى.. اننى آسفة فقط لأن أنور لم يعش أطول حتى نستطيع أن نعتزل معا.. كان كلانا يتطلع لحياة جديدة لمراقبة احفادنا وهم يكبرون والاستجمام فى بيتنا بميت أبوالكوم.

اننى الآن مستمرة فى حياتى وكان لايزال حيا ولست مثل بعض الأرامل الأخريات اللاتى يركن للبيت ويبكين.. أخذت قرارا منذ وفاته لن أتزوج مرة أخرى ولن أفكر حتى فى تغيير اسمى كل ما أردته دائما أن أكون زوجة لأنور السادات.. اننى باليوم والغد وأعيشه ولا أتمنى من الله سوى الصحة وأعرف اننى سأقابل زوجى ثانية بعد الموت فى عالم الخلود الأبدى حيث لا موت ولا قتل ولا فناء ولا نهاية.

 

السادات مات فى اليوم الوحيد الذى لم أتصور فيه أن حياته مهددة بالخطر

 

لن ننسى أن الإخوان حاولوا اغتيال عبدالناصر فى 1954

 

> س: ما رأيك فيما يحدث من الإرهاب الآن؟

>> ج: الجماعات المتطرفة والإرهاب يصيبنى بالألم الشديد.. فمصر ليست حديثة العهد بالصراع ضد الإرهاب.. إننا نحاربه منذ عقود طويلة.. ولعن شعبها العنف ورحب بالسلام.. عاش أناس يؤمنون بالعديد من العقائد جنبا إلى جنب لعدة قرون وتعارضت الأصولية العنيفة مع الشخصية المصرية المتسمة بالاعتدال.. الواقع مع ذلك ان الجذور الأولى للإسلام السياسى الذى اتسم الآن بالإرهاب منذ تولى الإخوان الحكم 2012 وثار الشعب فى 30 يونيو ضد العنف والقتل الذى استمر إلى الآن.. حسن البنا عندما انشأ جماعة الإخوان سنة 1928 اعتقد ان الإسلام ليس دينا فحسب بل نظام قابل للتطبيق يشمل كل جوانب الحياة واستطاع أن يضم عدداً من المصريين رأوا فى جماعة الإخوان نظاما سياسيا وعملوا بجد فى تقديم الخدمات الاجتماعية والعيادات الطبية والمدارس المجانية لخدمة المصريين وحاولوا فى سنة 1954 اغتيال عبدالناصر ليستولوا على الحكم واحبطت المحاولة واستدعى الآلاف من الإخوان لمحاكمتهم كان زوجى أحد القضاة الثلاثة لمحاكمتهم.. ألف سيد قطب كتاب »معالم على الطريق« داخل السجن ونشره بعد خروجه من السجن وأعلن ان كل الدول الإسلامية قابعة فى حالة من الجاهلية واعتقد ان الحكومة الوحيدة المقبولة هى حكومة تلتزم برؤيته المتزمتة المتشددة للإسلام وهذا الفكر مهد لتكفير المسلمين وهكذا أصبح التكفير وسيلة ملائمة يقتل الإرهابيون بها المسلمين وغيرهم وعندما بعث عبدالناصر لقطب رسالة أن يتنكر لما كتبه ولن يحكم عليه بالاعدام بل بالسجن المؤبد رفض قطب مقتنعا انه لو مات شهيدا سوف تحدث أفكاره تأثيرا أعظم.

 

الشعب قام بالثورة فى 30 يونيو.. ضد العنف والإرهاب والفوضى

 

ملاحظة أخيرة تقولها جيهان السادات: يخطئ من يربط بين الفقر والتطرف فمثلا الظواهرى طبيب نشأ فى حى من أحياء الطبقة الوسطى وانحدر من عائلة مصرية محترمة وتورط لأذنيه فى منظمة الجهاد التى دبرت مع عدة منظمات إرهابية أخرى للاطاحة بحكومة السادات وانضم بعد ذلك إلى أسامة بن لادن.

فالإرهاب لا ينجم عن الفقر أو نقص الفرص وهو أول من استخدم التفجيرات الانتحارية وأصبحت سلاح منظمة الجهاد والقاعدة.

 

> س: كيف قام الإخوان بتشويه مبادئ الإسلام السامية؟

>> ج: لقد تشوهت فكرة الجهاد تشوها لا سبيل معه إلى التعرف عليها لدرجة انى اخشى أن يضيع معناها الأصلى إلى الأبد حرفها الإرهابيون من خلال قراءات منتفاة واعادة تأويل أوامر الإسلام المقدسة لتعنى عنفا موجها إلى من يختارونه أيا كان حتى قبل هجمات ١١ سبتمبر التى جعلت كلمة الجهاد كلمة عادية مألوفة أساء الكتاب وصانعو الأفلام الغربية استخدام الكلمة فى جهدهم لخلق شرير مثير بربرى متخلف متعطش للدماء »يصلى ويقتل« شرير جديد ليحل محل العدو الأوحد السوفيتى أو ربما لاحياء عدو قديم كما أوضح البعض ان استحضار الحروب الصليبية كثيرا فى مناقشة العلاقة بين الإسلام والغرب هو بدون أدنى مبالغة أمر مثبط للهمم يستخدم الإرهابيون الكلمة لأنهم يعلمون انها مألوفة للآذان ومخيفة للناس فى الغرب ليدخلوا فى أذهان الناس ان معتقد الجهاد فى الواقع جزء من الإسلام وطالما ان هناك أناسا من غير المسلمين على قناعة بأن الجهاد مرادف لقتل الأرواح البريئة فسوف يستمرون على قناعة من ان الإسلام يتغاضى عن مثل تلك الجرائم.

رسالة عمان

> س: هل يجوز التكفير فى الإسلام؟

>> ج: منذ عدة سنوات لاحظت اعداد ما يسمى برسالة عمان بدت لى عاكسة لكل من تعددية الإسلام ووحدته ففى عام 2004 وضع الملك عبدالله الثانى ملك الأردن ثلاثة أسئلة أمام 24 عالما من أكبر علماء الإسلام فى العالم ممثلين لكل فروع الإسلام ومدارسه.. من هو المسلم؟ وهل يجوز التكفير؟ ومن له الحق فى أن يتصدى للافتاء واعتمادا على الفتوى التى قدمها هؤلاء العلماء بمن فيهم شيخ الأزهر.. أعلى سلطة سنية وأيضا مؤتمر آخر فى يوليو سنة 2005 حضره عدد من آيات الله الشيعة وكذلك أكبر العلماء فى الدول الإسلامية حوالى 200 عالم قادمون من دول وخلفيات متباينة أكدوا ان الشريعة لكل المذاهب الثمانية شجبوا تماما عادة التكفير أو اعلان ان المسلم مرتد عن عقيدته وأوضحوا من لديه الحق لإصدار فتوى باسم الإسلام وقع على هذه الرسالة خمسمائة عالم وشيخ »500« ومن بينهم سنيون وشيعة ولكن لم تحصل هذه الفتوى على قدر من التغطية الإعلامية فى الغرب.

نقلا عن الجمهورية الورقي




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق