نظمت دار الاوبرا المصرية من خلال نشاطها الثقافي ندوة بعنوان " احميها من الختان" ،فى إطار جهود اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة.
أدارتها الكاتبة نشوى الحوفي ، وتحدث فيها كل من الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والامومة و الدكتور نبيل صموئيل عضو المجلس القومي للمرأة ، و الدكتورة زينب النجار عضو لجنة الصحة بالمجلس القومي للمرأة ، وشارك بالحضور عدداً من الفنانات هن سميحة أيوب وسميرة عبد العزيز و مديحة حمدي وتحدثن عن حاجتنا كمجتمع لقوة الفن الناعمة لنشر الوعي وثقافة الجمال والاخلاق بين المواطنين.
وقد أشار الدكتور نبيل صموئيل أن العادات التي تمارس في المجتمعات تصبح جزء من حياتهم ويعتقد البعض أنه لايمكن التخلي عنها ، وهذا ما نواجهه الآن عند مواجهة ختان الإناث بالإضافة إلي أن نظرة المجتمع إلي المرأة بإعتبارها الكائن الأضعف ومن ثم تمارس عليها كافة أشكال العنف ، كما أن البعض أتخذ المدخل الديني زريعة لإقناع المجتمع بضرورة إجراء ختان الإناث وهو مانعاني منه أثناء حملات التوعية التي نقوم بها ، موضحا أن الختان تدخل سافر في خليقة الله الجميلة ، وأن القوانين فقط لا تعد رادعا لمثل هذه العادات ولكنها تدعم وتساند الجهود المجتمعية في القضاء علي هذه الممارسات.
كما أكد الدكتور نبيل أبادير أن تغيير السلوك والثقافة يستلزم سنوات لابد فيها من العمل من خلال التعليم والتربية واستعادة الدولة لدورها المؤسسي مشددا على أن أهمية القانون ليست في اصداره ولكن في تطبيقه لانه جزء أساسي من إعادة صياغة مفاهيم المجتمع ، مضيفاً أن ختان الإناث عادة قديمة متوارثة لا علاقة لها بأي عقيدة دينية ، ولكن رجال الدين لم يعارضوها ولم يسعوا الى رفضها خوفا من التغيير المجتمعي وإثارة التوتر فدعموا فكرة ان المرأة هي سبب الغواية وعليها ان تتحمل تبعات ذلك.
وقالت الكاتبة نشوى الحوفي ان المجتمع المصري يواجه اليوم ختان العقول قبل ختان الإناث واننا بحاجة الى اعادة فتح الباب امام التفكير بالمنطق والأدلة لتجديد الفكر والخطاب الديني والمجتمعي و التعامل مع المرأة والرجل كإنسان دون أي تمييز، مشيرة إلى أن المجتمع حمل الفتاة المسؤلية عن التحرش لسنوات طويلة بفكر خاطيء، ولذا نواجه اليوم ظاهرة ختان الإناث لمنح الفتاة ارادة ادارة قرارات حياتها بأمان.
أكدت الدكتورة عزة العشماوي أنه في إطار جهود اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تم اطلاق حملة " احميها من الختان " والتي بدأت من يوم 13 يونيو وتستمر الي 14 يوليو 2019 في جميع محافظات الجمهورية ، كذلك تم عقد المؤتمر الإقليمي للقضاء علي زواج الأطفال وختان الإناث بمشاركة 30 دولة إفريقية ، تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية مما يؤكد وجود إرادة ودعم من القيادة السياسية للقضاء علي ختان الإناث في مصر.
وقالت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة إن الاحتفال بيوم 14 يونيو من كل عام لدق ناقوس الخطر لحماية فتياتنا من هذه العادات والممارسات الضارة التي يتعرضن لها ، والتي تعتبر خرقا وإنتهاك جسيم لحقوق الطفلة المصرية ، مشيرة الي أنه منذ إنطلاق حملة " احميها من الختان" ومن خلال متابعة البلاغات الواردة علي خط نجدة الطفل 16000 أتضح أنه ولأول مرة يقوم الاباء والإخوة الذكور أنفسهم بالإتصال بخط نجدة الطفل للتعرف علي أضرار عادة ختان الإناث وهو مايعكس أهمية الدور الفعال للحملات في إحداث وعي حقيقي لدي المواطنين ، وجاءت بعض البلاغات علي خط نجدة الطفل من فتيات يبلغن أن صديقاتهن سيتعرضن لهذه الممارسة الضارة ، مشيرة الى أن تلك المكالمات تضمنت بلاغات عن مراكز واطباء يقومون بالختان وتم احالتها جميعها للنيابة التي تولت التحقيق واتخاذ اجراءات غلق تلك المراكز والعيادات في حال ثبوت التهمة واحالة المتهمين للمحاكمة.
وأشادت الدكتورة عزة العشماوي بدور إذاعة القرآن الكريم في بث التنويهات الخاصة بالحملة ، وكذلك القنوات التليفزيونية ، وأهمية الدور الهام والفعال لوسائل التواصل الإجتماعي بإعتبارها من القوي الناعمة في دعم وتأييد ومناصرة القضايا المجتمعية الشائكة ، وطالبت الفنانات الحضور بضرورة توجيه رسائل قوية للقضاء علي عادة ختان الإناث من خلال الأعمال الفنية والحملات الإعلانية التوعوية التي يشاركون فيها ، أسوة بحملة الفنانة القديرة كريمة مختار لمعالجة جفاف الأطفال والتي مازالت محفورة في أذهاننا حتي الآن وساهمت بشكل كبير في خفض نسب وفيات الأطفال.
وعرضت الدكتورة زينب النجار عضوة لجنة الصحة بالمجلس القومي للمرأة تجربة مناهضة عادة ختان الإناث في حي الأسمرات والتي جاءت من خلال الوحدات الصحية وتوعية السيدات بالأضرار البدنية والنفسية التي سيتعرض لها بناتهن من إجراء هذه العادة الضارة ، حتي أصبحت الأسمرات من ختان الإناث وذلك نشر مفاهيم الصحة النفسية والجسدية واقناع الامهات بضرورة التوقف عن التحرش النفسي ببناتهن وعدم تمييزهن في المعاملة و منحهن الامان، مشيرة الى ان نساء الاسمرات كن بحاجة لادراك ثقافة الجمال التي فرضها عليهن المكان بعد انتقالهن من العشوائيات. وهو ما استلزم توعيتهن بمخاطر قضايا كثيرة لحماية بناتهن.
وأثنت الفنانة مديحة حمدى علي دور المجلس القومي للطفولة والأمومة في التواصل الفعال مع الجمهور حيث سبق وأن شاركت مع المجلس في العديد من الفعاليات في القري المختلفة وأتضح أن الفنان له دور هام في التأثير المباشر علي الجمهور وطالبت بضرورة تكاتف كافة الجهود لحماية حقوق الفتيات والحد من الإنتهاكات الجسيمة التي يتعرضن لها .
وحملت الفنانة سميحة أيوب الكتاب مسئولية تضمين أعمالهم الفنية رسائل غير مباشرة للتوعية من مثل هذه الممارساة الضارة التي تؤثر سلبا علي تقدم ونمو المجتمع .
وناشدت الفنانة سميرة عبدالعزيز اللجنة الوطنية للقضاء علي ختان الإناث بضرورة مخاطبة التليفزيون المصري ووزير الثقافة لإنتاج أعمال هادفة تحمي المجتمع من أخطار هذه الممارسات الضارة حيث أن التليفزيون سلاح هام موجود في كل مكان مما يساهم في نشر الرسائل بشكل سريع.
جدير بالذكر أن الندوة تأتي في اطار الحملة التي اطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الاناث في ١٣ يونيو الماضي تزامنا مع اليوم الوطني للقضاء على تلك الظاهرة السلبية والتي تتزامن مع ذكرى وفاة الفتاة بدور في عام ٢٠٠٧ اثناء عملية ختان تعرضت لها.
اترك تعليق