كتبها لكم : أحمد مصطفى السحار
بعد وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب ومن بعده ابنه توران شاه في عام 1250 جلست شجر الدر على عرش مصر وقام الخطباء في المساجد بالدعاء باسمها بعد الدعاء للخليفة قائلين :
"واحفظ اللهم الجبهة الصالحية ، ملكة المسلمين ، عصمة الدنيا والدين ، ذات الحجاب الجميل ، والستر الجليل ، والدة المرحوم خليل ، زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب "
فلما بلغ الخليفة المستنصر بالله وهو ببغداد أن أهل مصر قد سلطنوا عليهم امرأة أرسل برسالة من بغداد لأمراء مصر يقول لهم فيها : أعلمونا إن كان ما بقي عندكم في مصر من الرجال من يصلح للسلطنة فنحن نرسل لكم من يصلح لها. وأنكر عليهم
بسبب ذلك غاية النكار وهددهم وأمرهم بالرجوع عن ذلك.
فلما بلغ شجرة الدر ذلك خلعت نفسها من السلطنة برضاها بعد ثمانين يوما من جلوسها على عرش مصر. ثم أشار القضاة والأمراء بأن يتولى الأمير عز الدين أيبك التركماني السلطنة على أن يتزوج بشجرة الدر. فكان حكمه بداية لدولة المماليك
في مصر.
كان لعز الدين أيبك زوجة أولى تكنى "أم علي" نسبة إلى ابنها الأمير علي وهو الذى تلقب بعد ذلك بالملك المنصور نور الدين علي بن أيبك وهو الطفل الذى ظهر في فيلم واإسلاماه وكان يريد إخراج الحصان من بطن الممثل الراحل أحمد مظهر الذى كان يقوم بدور قطز.
ولشدة غيرة شجر الدر على زوجها، منعته من الإجتماع بأم علي ثم ألزمته بطلاقها بالثلاث.
كانت شجر الدر تعلم إنها سبب إعتلاء أيبك للعرش وكانت تذكره بذلك دائما بقولها "لولا أنا ما وصلت أنت إلى السلطنة"
وفي أحد الأيام ، أرسل عز الدين أيبك يخطب بنت الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فغارت شجرة الدر على زوجها عندما علمت ذلك .. ودفعها غضبها إلى أن كلفت خمسة من الخدام الخصيان وقالت لهم : إذا دخل إلى الحمام فاقتلوه ..
ثم حدث أن اصطلح عز الدين أيبك مع شجرة الدر وتراضيا .. ثم تصادف أن دخل معها إلى الحمام قبل أن تخبر الخصيان بأمر صلحهما .. فلما دخل هو وشجرة الدر إلى الحمام دخل الخصيان الخمسة وبأيديهم السيوف وهموا بقتله فقام أيبك واستغاث بشجر الدر فقالت لهم : أتركوه
فقال لها أحدهم: لو تركنا حيا فلن يبقي عليك ولا علينا ..
فقتلوه خنقا وقبل ربطوا محاشمه بوتر وجذبوه حتى مات.
ثم حملوه خارج الحمام وأشاعوا أنه قد أغمي عليه فى الحمام فمات.
فلما أصبح الصباح غسله ابنه الأمير علي ومماليكه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه ثم ألقوا القبض على شجرة الدر بعد أن تحققوا من إنها كانت وراء قتله.
يحكي لنا ابن إياس الحنفي في كتابه "بدائع الزهور في عجائب الدهور" عن مصرع شجر الدر فيقول:
"قام علي بن أيبك بتسليم شجر الدر إلى أمه فأمرت جواريها أن يقتلنها بالقباقيب والنعال فضربنها حتى ماتت ثم سحبوها من قدميها ورموها من فوق سور القلعة إلى أحد الخنادق وهى عريانة فظلت ملقاة في الخندق لمدة ثلاثة أيام حتى قيل أن بعض
الحرافيش قد نزل إلى الخندق في منتصف الليل وقطع "دكة لباسها" لأنها كانت من حرير أحمر وفيها كرة من لؤلؤ !"
وبعد ثلاثة أيام من مقتلها حملت ودفنت بتربتها التى بطريق السيدة نفسية وهي قائمة إلى الآن في شارع الخلفاء.
أما "أم علي" فقد وزعت أطباقا من الحلوى الجديدة التى قامت بابتكارها احتفالا بمقتل غريمتها .. فأطلقوا على الحلوى الجديدة اسم حلوى "أم علي" .. وهو الطبق الشهير المعروف بذلك الاسم حتى الآن ..
اترك تعليق