هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

#نبي_الرحمة كيف وصفت أم معبد رسول الله بعدما حلب الشاة العازب؟
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، هكذا وصف ربنا تبارك وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتتجلى هذه الرحمة في العديد من المواقف مع البشر والشجر والحجر.

إعداد _ محمد إسماعيل

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، هكذا وصف ربنا تبارك وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتتجلى هذه الرحمة في العديد من المواقف مع البشر والشجر والحجر.

 

وكلما بحثت في سيرة نبي الرحمة ستجد حياة تتمنى أن تعيشها وعادات ومعاملات لا غنى عنها في عمارة الأرض ونشر السلام بين الناس.

 

عن أبي معبد الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة ذلك حتى مر بخيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي من مر بها، فسألاها: هل عندك شيء؟ 

 

فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القِرى، والشاء عازب أي بعيدة المرعى، وكانت سنة شهباء.

 

فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كِسْر الخيمة، أي جانبها، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ 

 

قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم.

 

فقال: هل بها من لبن؟ 

 

قالت: هي أجهد من ذلك.

 

فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ 

 

قالت: نعم بأبي وأمي، إن رأيت بها حلبًا فاحلبها.

 

فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمَّى الله، ودعا فتفاجت، أي فرجت ما بين رجليها عليه، ودرَّت، فدعا بإناء لها يُربض الرهط أي يرويهم ويثقلهم ويمتدوا على الأرض، فحلب فيه حتى علته الرغوة، فسقاها فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب، وحلب فيه ثانيًا حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، فارتحلوا.

 

فقلما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا، أي هزالاً، يتساوكن أي يتمايلن من شدة ضعفهن، هزالاً لا نِقى بهن والنقى: مخ العظم أي لا قوة فيهن، فلما رأى اللبن عجب فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب، ولا حلوبة في البيت؟ 

 

فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا. 

 

قال: والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه، صفيه لي يا أم معبد. 

 

قالت: ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه أي مشرقه، حسن الخَلْق، لم تعبه ثجلة أي ضخامة البطن، ولم تزر به صُعلة أي صغر الرأس، وسيم أي حسن قسيم أي جميل في عينيه دَعَج أي سواد العين، وفي أشفاره وطف أي في شعر أجفانه طول، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر، ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة، لا تقحمه عين من قِصر، ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود وهو الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته، محشود وهو الذي يجتمع إليه الناس، لا عابس ولا مُفْنِد وهو الذي يكثر لومه.

 

فقال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً وأصبح صوت بمكة عاليًا يسمعونه، ولا يرون القائل:

 

جزى الله رب العرش جزائه رفيقين حلاَّ خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر وارتحلا به وأفلح من أمسى رفيق محمد

فيا لقُصي ما زوى الله عنكم به لا من فعال لا يُجارى وسؤدد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنك إن تسألوا الشاء تشهد

 

أخرجه الحاكم، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ونسبه للطبراني، وابن سعد في الطبقات.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق