هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أجمل وأشهر مساجد العالم – الحلقة الثالثة والعشرون

جامع قرطبة .. مسجد بناه المسلمون في قرنين حوله الاسبان إلى كنيسة في يوم
مسجد قرطبة .. المسجد الجامع .. مسجد الكاتدرائية .. مـِثكيتا “Mezquita" وهي تحريف لكلمة مسجد .. كلها أسماء تم اطلاقها على المسجد الذي تواصل بناؤه لقرنين من الزمان بدأت عام 168 هجرية الموافق 784 ميلادية وانتهت 377 هجرية الموافق 987 ميلادية. ويعد أشهر مسجد بالأندلس، وكان ثاني أكبر مسجد بالعالم وقت وجوده.

حكايات جمعها/ محمد سعيد

مسجد قرطبة .. المسجد الجامع .. مسجد الكاتدرائية .. مـِثكيتا “Mezquita" وهي تحريف لكلمة مسجد .. كلها أسماء تم اطلاقها على المسجد الذي تواصل بناؤه لقرنين من الزمان بدأت عام 168 هجرية الموافق 784 ميلادية وانتهت 377 هجرية الموافق 987 ميلادية. ويعد أشهر مسجد بالأندلس، وكان ثاني أكبر مسجد بالعالم وقت وجوده.

 

شهد هذا المبنى عدد من التحولات الغريبة فكان في بدايته معبد وثني وعندما سيطر القوط على اسبانيا قاموا ببناء كنيسة في المكان، ثم تشارك المسلمون والمسيحون في الكنيسة حيث أصبح شطر منها مسجد والأخر كنيسة، بعد فترة اشترى عبد الرحمن الداخل ارض الكنيسة إضافة إلى بناء وترميم باقي كنائس المسيحيين في الدولة، وبعد سقوط الاندلس حوله الأسبان إلى كاتدرائية تناول العذراء" وكان الشاعر الباكستاني محمد إقبال أول مسلم يصلي في المبنى منذ سقوط الاندلس.

 

حمل المسجد في البداية اسم جامع الحضرة أي جامع الخليفة وكان صغير الحجم ولم تزد مساحته آنذاك 4875 متراً مربعاً، إلا أن المسجد تهدم منه أجزاء وكانت عمارته قليلة، فتم هدمه وبناء مسجد قرطبة الكبير، الذي يعد بناءَ فريدا في تاريخ الفن المعماري، حيث حظي بالعديد من الإضافات والتعديلات على مدار قرنين من الزمان سارت كلها في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسي

 

12 قوس ترتكز على أعمدة رخامية

كان الشكل الأصلي لمسجد عبدالرحمن في عام 170 هجرية يتألف من حرم عرضه 73.5 متر، وعمقه 36.8 متر، مقسم إلى 11 رواقاً، بواسطة 10 صفوف من الأقواس، يضم كل منها 12 قوس ترتكز على أعمدة رخامية وتمتد عمودياً على الجدار الخلفي. وهذه الصفوف تتألف من طبقتين من الاقواس، السفلية منها على شكل حدوة الفرس، والعلوية تقل قليلاً عن نصف دائرة، وهي تحمل سقفاً منبسطاً، ويرتفع السقف بمقدار 9.8 متر عن الأرضية وفوقهم 11 سقفاً جمالونياً متوازياً، بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص.

 

ويفتح حرم المسجد على الصحن بواسطة 11 قوس حدوي، ترتكز على عضائد على شكل T. والصحن عرضه 73.21 متر وعمقه 60.7 متر. ويوجد له باب غربي وباب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي، إضافة إلى باب شرقي متوافق مع الأول. وكان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم (بويرتادي سان استيبان)، وللحرم أيضاً 3 دعائم للشرق والغرب، تبرز 1.5 متر، ودعامتان ركنتيان وعلى الأرجح 10 في الجانب الجنوبي، لتتحمل ضغط صفوف الأقواس. وسمك الجدران قدره 1.14 متر.

 

المحراب .. تجويف سباعي الأضلاع مطلي بالذهب

يعتبر محراب الجامع تحفة متميزة فهي ذات تجويف سباعي الأضلاع مطلي بالذهب ومزين بالفسيفساء من الميناء المزجج ومزخرف بقطع من الرخام وبنقوش من الذهب على أرضية زرقاء وقرمزية وعلى قاعدة عمودي المحراب نجد كتابات بالخط الكوفي بماء الذهب خلفة باللون الحمراء هذا نصه  بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) أمر الامام المستنصر بالله عبدالله الحكم أمير المؤمنين أصلحة الله موليه وحاجبه جعفر بن عبدالرحمن رضي الله عنه بنصب هذين المنكبين فيما أسسه على تقوى من الله ورضوان قتم ذلك في شهر ذي الحجة سنة 354 هجرية الموافق ديسمبر 965 ميلادية.

ويزين المحراب كتابات عديدة منها السادسة من سورة السجدة (ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). والآية 23 من سورة الحشر: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)، ومن أعمال الحكم في جامع قرطبة مد قنوات المياه إلى السقايات. والميضآت التي أحدثها، وقد أوصل الماء إلى المسجد عبر قناة مدها من سفح جبل العروس قرب قرطبة.

 

وأنشأ الحكم عدداً من المقاصير، منها مقصورة "دار الصدفة" غربي الجامع، وقد جعلها مركزاً لتوزيع الصدقات، ومقصورة أخرى أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكناً لهم. وفي عهد الامير عبد الرحمن الأوسط توسع فيه أكثر، ثم المحراب والقنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي الذي يمر غرب الجامع، والهدف منها انتقال الأمير عليها من قصره دون أن يمر في الشارع.

 

وفي سنة   340 هجرية/ 951 ميلادية أنشأ عبد الرحمن الناصر، مئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع جهة الشمال، وهي على هيئة برج ضخم له شرفتان للأذان يصعد إليها بسلم داخلي، وهذه المئذنة لا تزال موجودة، وقد حولت إلى برج أجراس.  وفي عهد المنصور محمد بن أبي عامر عام 377 هجرية/ 987 ميلادية زُيد في الجامع فأصبحت مقاييسه (125 متر × 180 متر) لتكون مساحته 22 ألف و500 متر مربع أي خمسة أفدنة.

 

صحن النارنج

يعد صحن المسجد الكبير قطعة فنية إسلامية، فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب، وفي جهته الشمالية توجد المئذنة. بنيت في جزء منه كاتدرائية يؤمها المسيحيون للعبادة. أما المسجد الكبير ويحمله أكثر من 800 عمود فأصبح متحفا يزوره السياح. وقد زرع الناس أشجار النارنج، وأشجار الليمون فيه، ولهذا يسمى صحن النارنج.

 

وقبيل سقوط دول الاندلس اجتاح قساوسة قرطبة سنة 633 هجرية / 1236 ميلادي، ما في قرطبة من مساجد وقصور، وتعرّضوا للمسجد وخربوه، وعقب سقوط قرطبة مباشرة تم تحول المسجد إلى "كاتدرائية تناول العذراء" عام 634 هجرية/ 1236 ميلادية لتختلط العمارة الإسلامية والمسيحية فترى القباب المقوسة والتشكيلات الطبيعية والهندسية الإسلامية والرسومات وصور القديسين.

 

 كما تم وضع صورة بجانب المحراب السابق وتظهر ملك قرطبة المسلم، ابن هود، وهو يسلم مفاتيح المدينة لـ فرديناند الثالث. واليوم يعتبر مسجد الكاتدرائية من أهم مواقع التراث العالمي في اليونيسكو، وكذلك صنف كأحد كنوز اسبانيا الإثنا عشر والتي تضم أروع الكنوز الإسبانية.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق