هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الجيش الفنزويلي يؤيد مادورو رغم الأزمة السياسية والاقتصادية
استيقظت كاراكاس عاصمة فنزويلا يوم 30 أبريل الماضي على إعلان زعيم المعارضة، خوان جايدو، انضمام قوات من الجيش الفنزويلي إليه بهدف إسقاط الرئيس

 

استيقظت كاراكاس عاصمة فنزويلا يوم 30 أبريل الماضي على إعلان زعيم المعارضة، خوان جايدو، انضمام قوات من الجيش الفنزويلي إليه بهدف إسقاط الرئيس نيكولاس مادورو، داعيًا الجيش إلى الانضمام إلى ما أسماه "عملية الحرية"، وذلك من داخل مطار "لاكارلوتا" العسكري في كاراكاس، لكنه لم يفصح عن أسماء القوات المنشقة ولا عن عددها.

 

ولم يستمر الوقت طويلًا حتى رد وزير الدفاع بلاديمير بادرينو وكبارة قادة الجيش بأن القوات المسلحة ستستخدم السلاح دفاعًا عن سيادة فنزويلا واستقلالها موضحًا أن "محاولة انقلاب" جايدو فشلت وأن كبار القادة ما يزالون على ولائهم لمادورو مؤكدًا أن عدد المنشقين ضئيل للغاية.

 

ويتوقف مصير فنزويلا على قرار الجيش، وعليه يعول الفصل الأخير من هذا المشهد المتأزم منذ نصّب جايدو نفسه رئيسًا للبلاد في يناير الماضي اعتراضًا على نظام مادورو الاشتراكي الذي أهلك اقتصاد البلاد. فما يزال الجيش الفنزويلي على ولائه لمادورو رغم الأزمة السياسية الطاحنة وتهديدات الولايات المتحدة العسكرية المبكرة والفقر المدقع الذي يعيشه الفنزويليون.

 

ثلاثة أشهر مضت منذ إعلان خوان جايدو، رئيس مجلس الشعب الفنزويلي، نفسه رئيسًا بدلًا من مادورو الذي فاز في انتخابات مايو 2018 المشكوك في نزاهتها، واعترفت به 54 دولة حتى الآن رئيسًا شرعيًا من ضمنهم الولايات المتحدة وكندا ومعظم الجيران في أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا، فيما التزمت المكسيك بموقف محايد.

 

وعندما طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير الماضي تنحي الحكومة الفنزويلية والسماح للمعارضة السياسية بتولي زمام الأمور، كان الأمل معقودًا على الجيش الفنزويلي أن ينقلب ضد مادورو لكن هذا لم يحدث حتى الآن، سوى بعض الانشقاقات البسيطة في صفوف الجنود رغم ضعف مرتبات العسكريين وما يتعرضون له من نقص تغذية وإذلال.

 

يقول المبعوث الأمريكي الخاص في فنزويلا، إليوت أبرامز، إن كلمة السر هي "كوبا"، إحدى أقرب حلفاء فنزويلا، موضحًا أن الجيش الفنزويلي به ما لا يقل عن 20 ألف فرد عسكري وعملاء مخابرات من كوبا وأنهم المسيطرون على قيادات الجيش والمسئولون عن مراقبتهم باستمرار وعن معاقبة المنشقين.

 

ويوضح مسؤول أمريكي خاص بملف أمريكا اللاتينية، رفض كشف اسمه، لصحيفة الواشنطن بوست أن المنشقين غير قادرين على التواصل مع بعضهم البعض بسبب مراقبتهم المستمرة والتنصت عليهم.

 

ويقول جنرال بالجيش الفنزويلي، رفض كشف هويته أيضًا، للصحيفة ذاتها إن أغلب الفارين من الجيش يعيشون في مدينة كوكوتا التي يقطنها والواقعة على الحدود مع كولومبيا وأن كثيرين لا ينشقون من صفوف الجيش خوفًا على سلامة عائلاتهم  من انتقام مادورو منهم.

 

ويصرح خوان أندريس ميخيا، النائب عن حزب "إرادة الشعب" المعارض الذي يرأسه جايدو، والمسئول عن خطة ما بعد تنحية مادورو، بأن قادة المعارضة يدعون جنود الجيش إلى الانشقاق وإن قوات الجيش غير راضية عما يحدث، لكن المراقبة المفروضة عليهم وابتزازهم والمخابرات المضادة تضيع عملهم سدى.

 

ويضيف ميخيا أنه توقع الكثير من واشنطن بسبب تلميح ترامب بالتدخل العسكري والضغوط الاقتصادية والمالية وهو ما لم يحدث حتى الآن.

 

ويقول فريدي سوبرلانو، النائب بالحزب نفسه، إن الولايات المتحدة حليف رائع لكن من المحزن أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي المعارض لمادورو يقدمان خطاب كلام لا أفعال.

 

بل إن الشعب الفنزويلي نفسه ضاق ذرعًا بمادورو والولايات المتحدة على حد سواء، ويقول أورلاندو بيريس، وهو خمسيني يعيش في الضواحي الشرقية من العاصمة كراكاس ويعاني للحصول على الكهرباء والمياه، بلهجة غاضبة أن على الولايات المتحدة التوقف عن تهديداتها إن لم تنوي تنفيذها على أرض الواقع.

 

من جانبهم يقول مسئولون أمريكيون إن لديهم الكثير من أوراق الضغط الاقتصادية والدبلوماسية وقد فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على الصادرات البترولية لفنزويلا. ومنعت وزارة الخارجية الأمريكية إصدار تأشيرات لكبار قادة الجيش والمسؤولين الحكوميين الذين يريدون زيارة أبنائهم الذين يدرسون في الولايات المتحدة.

 

ويقول هارلى، وهو ضابط صف في الجيش الفنزويلي إن قائده رفض منحه إجازة لإرسال زوجته الحامل في شهورها الأخيرة إلى عيادة طبية.

 

ويوضح هارلى أنه انتقل مع زوجته إلى كولومبيا وأنه لا يمتلك أي شيء في فنزويلا ليبكي عليه.

ويضيف هارلى أن قوة عسكرية ذهبت إلى منزل والديه وهددوهما، وأن هذا ما يمنع كثيرين من الانشقاق ما قد يجعل ولاء الجيش لمادورو مسألة وقت.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق