المصدر: BBC
لم يتردد الطبيب الإغريقي أبقراط، المُلقب بـ "أبو الطب"، في أن يُجرب قبل قرون عددا من أنواع النبيذ لعلاج أمراض مختلفة، إيمانا منه بأن "النبيذ مادة مناسبة للبشرية، سواء للسليم من الناس أو العليل".
وفي الوقت الراهن، نُنصح باحتساء النبيذ باعتدال. لكن في فرنسا، التي عرفت زراعة الكروم منذ القرن الخامس الميلادي، ظلت عبارة "في صحتك" التي تُصاحب عادةً احتساء النبيذ والمشروبات الكحولية، تبدو مفعمة بالمصداقية حتى قرب بداية القرن الحادي والعشرين.
ولكي أتعرف على المزيد بشأن العلاقة التي تربط بين الطب والنبيذ في فرنسا، كان عليّ زيارة قبو للنبيذ في مستشفى يعود للعصور الوسطى بمدينة ستراسبورغ الواقعة في منطقة الألزاس شرقي هذا البلد الأوروبي.
ومن بين المعالم التي تشتهر بها هذه المدينة، التي يعود تاريخها إلى نحو ألفي عام، المنطقة الواقعة في وسطها والمدرجة على قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي منذ عام 1988. ويتدفق السائحون على هذه المنطقة، وعلى قائمتهم للزيارة أماكن تاريخية ودينية وتجارية، وكذلك مطاعم تقليدية تشتهر بنبيذها، أحدها تضمه جنبات مبنى شُيّد عام 1427.
لكن مبتغاي لم يكن سوى مستشفى تعليمي في ستراسبورغ، أُسِس عام 1119. قصدت المستشفى في أمسية ماطرة مع اثنين من الرفاق وسط شوارع خاوية مُعبدة بما يُعرف بـ "أحجار الإسكافي"، لتبدو المدينة بالفعل بقعة تعود إلى مئات السنين.
اترك تعليق