ترجمة - نهلة صلاح من الواضح ان رياح الربيع العربى بدأت تهب على رم الله . ففى استجابة لدعوة بعض الشباب الفلسطينى يتظاهر مئات الفلسطينيين منذ خمسة ايام فى شوارع عاصمة الضفة الغربية .وقد تصدت قوات الامن يوم السبت الماضى لهذه التظاهرات فى محاولة لقمعها بل وتعاملت معها بالقوة والقت القبض على العديد منهم مع العلم انه امن فلسطينى وليس اسرائيلى ولأول مرة يتم التنديد بالسلطة الفلسطينية وليس الحكومة الاسرائيلية . _x000D_
لقد كان الاعلان عن لقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى شائول موفاز هو شرارة انطلاق هذه المظاهرات . فقد اعترض المتظارون بشدة على هذه الزيارة والتى تعد الاولى من نوعها منذ ما يقرب من عامين وطالبوا بالقبض على المسئول الاسرائيلى والمتهم من وجهة نظرهم فى جرائم ارتكبت ضد الفلسطينيين . واضاف مصطفى محمد احد النشطاء الفلسطينيين والذى انضم هو الاخر للمتظاهرين ان محمود عباس دائماً ما كان يصرح انه لن تكون هناك اى مفاوضات قبل الوقف الفورى لبناء المستوطنات والافراج عن السجناء السياسيين الا ان اسرائيل دائماً ما ترفض وضع حد للمستوطنات فى الضفة الغربية . _x000D_
جدير بالذكر ان هذه لا تعد المرة الاولى التى ينزل فيها الفلسطينيون للشارع ففى 15مارس 2011 اعلنوا انطلاق شرارة الربيع العربى . وكان وقتها الشباب الفلسطينى ينادون فقط بالمصالحة بين فتح وحماس .الا انه بعد ذلك اصبحت الطلبات اكثر حساسية فقد طالبوا بحل السلطة الفلسطينية التى من وجهة نظرهم يرون انها مثل القوقعة الفارغة وايضاً انهاء اتفاقية اوسلو التى وقعها اسحق رابين وياسر عرفات _x000D_
وبعد مرور 20 سنة " لم نحصل على شىء "بل ازداد الوضع مأساوية كما يقول مصطفى محمد فلازالت الضفة الغربية مفتتة حتى ان الفلسطينيين لا يملكون الا 8% من الارض والاسواء من ذلك فقد تضاعفت اعمال العنف . وكانت الحكومة الاسرائيلية قد اعلنت فى 2005 انسحابها من كل المستوطنات الموجودة فى قطاع غزة الا انها لازالت تحت حصار الجيش الاسرائيلى وسكان القطاع ليس لهم الحق فى الخروج حتى لأحضار متطلباتهم الاساسية ._x000D_
_x000D_
ووفقاً لجون فرنسوا لوجران احد الباحثين فى شئون الشرق الاوسط فقد سمحت اتفاقية اوسلو لأسرائيل ان تهرب من الالتزامات الخاصة بسلطة الاحتلال وفقاً للحقوق الدولية .الا ان الحكومة الاسرائيلية يجب ان تحترم سكان وارض وموارد الارض المحتلة .كما يؤكد الباحث ويجب ان تحمل على عاتقها ايضاً حماية المدنيين الا انه لم يكن الحال منذ 1993. _x000D_
واليوم يواجه الاقتصاد الفلسطينى اصعب ازمة اقتصادية قابلته حيث يعتمد 90% من دخله على المساعدات المقدمة من الدول المانحة وعلى رأسهم الولايات المتحدة واوروبا وبعض القيادات العربية وكان وزير القوى العاملة الفلسطينى قد انذر السلطة بانه لن يقدر على سداد رواتب الموظفين عن شهر يوليو اذا لم توفى الدول العربية بتعهداتها تجاههم . وذكرت صحيفة هارتز الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الفلسطينى قد انذر مدير البنك المركزى الاسرائيلى ان السلطة ينقصها مليار دولار لدفع رواتب موظفى الامن. مما جعله يطلب من بنيامين نتنياهو ان يتقدم بطلب لصندوق النقد الدولى لأقراض السلطة الفلسطينية 100 مليون دولار فوافق الاخير الا انه اصطدم برفض الصندوق لأن الطلب غير شرعى ففلسطين ليس لها وضع الدولة ._x000D_
واستطردت الجريدة قائلة كيف نفسر هذه النية الحسنة المفاجئة لأسرائيل ؟ فكانت الاجابة انه من الضرورى لأسرائيل ان تدعم تواجد السلطة الفلسطينية فهى بالنسبة لهم مدافع عن اسرائيل وتحفظ مستوى العنف لأقل مستوى له . اما الناشط الفلسطينى مصطفى محمد فقد ذهب لأبعد من ذلك فهو يرى ان السلطة الفلسطينية متواطئة مع اسرائيل فاعتبرهم خارج معسكرهم وهو يرى فى نفس الوقت انها لا تبحث عن ارساء قاعدة متينة وانما كل ما يهمها هو الحفاظ على مصالح المحيطين بمحمود عباس .الا ان الرئيس الفلسطينى عاد لصفوفهم فى سبتمبر الماضى عندما تقدم بطلب لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة للأعتراف بالدولة الفلسطينية بالرغم من رفض اسرائيل والولايات المتحدة .الا انه بعدها بعشرة اشهر تراجع خطوة للوراء ففى 8 يونيو الماضى اعلن انه مستعد ان يتقبل دولة فلسطينية ولكن ليست عضو فى الجمعية العامة للأمم المتحدة . وتبقى مشكلة اخرى فان الشباب الفلسطينى الذى بدأ تنظيم نفسه لا يمتلك قائد وليس لديه مقترح لبديل .ويؤكد مصطفى محمد ان الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى هى منظمة التحرير الفلسطينية وعلى جميع الاحزاب بما فيهم حماس عليها ان تنضم للمنظمة . الا ان هؤلاء الشباب ليسوا بعيداً عن التلاعبات الخارجية فعلى سبيل المثال ليس محض صدفة ان تقوم قناة الجزيرة القطرية اشد المعارضين للسلطة الفلسطينية باذاعة تحقيق يفيد اخفاء السلطة الفلسطينية لمعلومات عن حقيقة موت ياسر عرفات وفى نفس يوم انطلاق المظاهرات .
اترك تعليق