ما زالت وفاة الملك توت عنخ آمون فى سن مبكرة تثير إهتمام الباحثين والدارسين وعشاق الحضارة المصرية القديمة الذين يلهثون وراء أسرار الفراعنة للكشف عن المزيد منها.
يقول الأثرى أحمد عبد القادر المرشد السياحى والباحث فى علوم الآثار المصرية القديمة أن المتعارف عليه هو موت الملك الذهبى فى حادثة سقوطه من فوق عجلته الحربية وهو السبب الأكثر تداولا بين العلماء والدارسين وكتابات وبحوث الخبراء ومع ذلك لماذا يتم إستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للوفاة رغم وجود العديد من الإشارات والدلائل التى توحى بوجود مسببات أخرى مثل سم العقارب والنباتات السامة وغيرها مما يستخدم فى القتل من خلال المؤمرات.
ويشير عبد القادر إلى أن نبات "الحنظل "من النباتات الهامة التى عرفتها مصر القديمة وهو نبات صحراوى ينتمى الى النباتات ذات العروش وينمو بكثرة فى مصر خاصة منطقة النوبة وتصلح زراعته فى الأراضى الرملية التى تنحصر عنها المياه كما ينمو فى الأراضى القاحلة ومن الأسماء الشائعة للنبات التفاح المر والخيار المر ويقطين الصحراء وكرمة سدوم واليقطين البرى.
ويضيف الباحث أنه عثر على بذور "التفاح المر " فى مواقع ترجع الى العصر الحجرى الحديث مثل أرمنت ونقادة والصحراء الليبية حتى العصر الرومانى وهو الأمر الذى يؤكد الإستعمال البشرى لهذا النبات قبل إستئناسه بفترة طويلة وقد تم إستعماله فى الطعام وفى الأغراض الطبية خاصة فى صناعة الحبوب الملينة أو كمادة لإحداث القيئ وكانت لهذه الأدوية مخاطر وأعراض جانبية تصيب الإنسان مثل تهيج الجدار المبطن للأمعاء والإسهال المدمم وتدمير الكلى بحيث تمر المادة الفعالة عبر البول ولبن الثدى كما يؤدى إلى إجهاض الحمل وأكد عبد القادر أن ثلاثة جرامات فقط من المادة الفعالة كافية لتحقيق الموت نتيجة توقف التنفس وأن من المضاعفات الأخرى للمادة الفعالة لهذا النبات أيضا الإصابة بالتسمم وظهور القرح والنزيف الكلوى وإلتهاب المثانة فضلا عن الإصابة بمرض زيادة تدفق الدم الزائد فى الأنسجة ثم مرض " إلتهاب الصفاق " الذى يسبب تورم البطن والحمى وفقدان الوزن كما أن تعرض البشرة للمادة الفعالة يؤدى الى تقرحات بالجلد والبشرة.
وكشف عبد القادر أنه بصدد إعداد دراسة مشتركة مع طبيب بريطانى متخصص فى السموم المستخرجة عن نوع الزهور والثمار التى كانت زوجة توت عنخ آمون تقدمها له وتقربها من أنفه حيث يرى البعض أنها زهور وثمار تفاح الجن أو تفاح الحب السام.
وأكد عبد القادر أن الدراسة تتعرض لموت توت عنخ آمون بطرح عدة فرضيات يأتى من ضمنها الموت بسبب التسمم نتيجة للدغات العقارب أو الثعابين أو نبات تفاح الحب أو الموت بسبب الفقرة الخامسة من فقرات العمود الفقرى نتيجة السقوط المفاجئ من عجلة حربية أو غيرها
حيث تربط الدراسة بين إختفاء عقلة بأحد أصابع قدم توت عنخ آمون وحالة الإنتصاب الدائم لعضوه الذكرى الذى ينتج عن الإصابة بنوع معين من التسمم وربط ذلك بأمراض التسمم وإصابة العمود الفقرى.
كما تتعرض الدراسة كما يقول صاحبها لإحتمالية إصابة زوجة توت عنخ آمون بالتسمم نتيجة لإستخدام هذا النبات مما أدى الى الإجهاض المتكرر وتشوه الأجنة التى عثر عليها بالمقبرة.
ويوصى الباحث المصريين والسياح بعدم الإقتراب من نبات تفاح الحب عند زيارة منطقة جبل السلسلة بأسوان حيث ينمو النبات بالمنطقة الرملية قرب النيل حيث يتواجد سياح الدهبيات على وجه الخصوص ويتساءلون عن هذا النبات عند توجههم لزيارة معبد حور محب بالمنطقة المجاورة.
ويتساءل الباحث...هل كانت زوجة توت عنخ آمون تعرف بمخاطر " تفاح الحب " أم أن رائحة المؤامرة تفوح أكثر حيث "من الحب ما قتل".
اترك تعليق