بقلم : د. رانيا عبدالرحيم 
أفكار مغلوطة ومعتقدات خاطئة تسود أغلب المناطق بالشرق الأوسط وبعض الدول عن مرض التوحد وعلاجه..ومن هذه الأفكار اعتقاد الناس أن التوحد وفرط الحركه هو نوع من أنواع الاعاقه العقليه او الأمراض النفسيه و الاسوأ انه لا علاج له ابدا. وآخرون يعتقدون أن العلاج الوحيد هو العلاج السلوكي وللأسف يستمر الاهل في العلاج السلوكي ولكن دون جدوى لان العلاج السلوكي هذا جزء من منظومة العلاج ويأتي بالمرحلة الاخيره من منظومة العلاج ليستفيد منه وليس الأولى ..

التوحد وفرط الحركه وتشتت الانتباه هو اضطراب عصبي في دماغ الطفل وبالتحديد في مراكز استقبال المعلومات التي ترد إلى الدماغ من الحواس حيث يرد إلى الدماغ معلومات حسيه سمعيه وبصريه ولمسيه ومن كل الحواس ..هذه المعلومات ترد من الأعضاء الحسيه الخارجيه او العضويه هذه بطريقه سليمه حيث لا يوجد خلل خارجي في أعضاء الحواس والدليل على ذلك أنه حين يجرى فحص السمع للطفل يكون سليما اذا لماذا يبدو وكأنه لا يسمع؟؟ وعندما نجري فحص لأعضاء النطق تكون سليمه فلماذا لا يتكلم ويحفظ بذاكرته الكلمات والمعلومات اين يوجد الخلل

الخلل يوجد في الجهاز العصبي المركزي في الدماغ أي أن هناك اضطراب عصبي حسي موجود في الدماغ وليس في الأعضاء الخارجيه للطفل. هذا الخلل مسؤول عنه خلايا في الدماغ كامنه خامله غير نشيطه المفروض في الأشخاص الطبيعيين هذه الخلايا تكون نشيطه تتعامل وتعالج أي معلومه وارده عن طريق الحواس وينعكس هذا ويترجم إلى سلوك طبيعي كرد فعل للمعلومه الوارده إليه.،لكن لدى هؤلاء الأطفال هذه الخلايا كامنه وخامله لذلك عندما ترد إليهم المعلومه لا يتعامل معها الدماغ أي لا يوجد ما نسميه processing لهذه المعلومات وبالتالي يكون رد الفعل بسلوك غير طبيعي وغير مقبول من هؤلاء الأطفال كأن يضحك من غير سبب او يبكي ويصرخ من غير سبب او يكون رد فعله لموقف او معلومه محزنه بالضحك والفرح

يتسبب هذا الاضطراب العصبي في مشاكل حسيه كثيره وأغلبهم لديه حساسيه زائده من الصوت او الضوء او الشم وغيرها فيضعون ايديهم على آذانهم نتيجة هذا الخلل الحسي وينظرون إلى أحد الجانبين بدل النظر المباشر أي لا يوجد لديهم تواصل بصري نتيجة هذا الخلل وايضا حساسية بالشم وعدم ترابط أيضا او تكامل بين هذه الحواس كما في البشر الطبيعيين لذلك تراهم ممكن ياكلوا اى شيء منظره مقرف فياكلون القاذورات او الفضلات في بعض الأحيان لأنهم لا يربطون الشيء الذي يرونه بالذي يتذوقوه ولا يربطون الشيء الذي يشمونه بالذي ياكلونه كل هذه المشاكل الحسيه وعدم الترجمه المعلومات الوارده إلى الدماغ تسبب السلوك الغير مرغوب فيه الذي يصدر عنهم نتيجة الاضطراب العصبي في دماغهم

العلاج يكون بتحفيز هذه الخلايا وتسريعها وتنشيطها حتى تعمل بشكل طبيعي ويعود هذا الطفل الذكي إلى الحاله الطبيعيه بعد علاج هذه الاضطرابات العصبيه في دماغه .وهذا العلاج يكون من خلال جلسات خاصه عبر اجهزه متطوره تحفز وتنشط هذه الخلايا الكامنه والتي بعدها يتحسن الطفل في كثير من المجالات.

* استشارى الامراض النفسية والطفولة