بقلم: علي عمر
"المسأله ليست مسأله "زواج" المسأله مسأله اهتمام !"
وقف يختلس النظر الي الزوجين الجديدين من خلف نافذه تطل علي العماره المقابله لبيتهما، في تمام السابعه صباحاً يخرجان من البيت ويتجهان نحو سيارته، نادراً ما كان يراها تركب سيارتها وحدها ، تأكد من أن زوجته نائمه ولن تراه وهو يتلصص علي جيرانه، عموماً هي لن تفهم أنه لا يتلصص علي أحد انما كان فقط ينظر الي "شيء جميل" ينظر الي "الحياه" كما يجب أن تكون ، وليس تلك الحياه التي يعيشها مع زوجته!
وراح يفكر في تلك الزوجه الجميله وكيف تصحو كل يوم قبل السابعه وتتجهز للنزول مع زوجها في كامل اناقتها، ورأي ايضاً زوجها وهو يمسك "بشنطه" صغيره يحمل فيها طعامه الي ان يعود الي البيت ، بدت الحسره علي وجه الرجل حين تذكر أنه وطيله خمسة وثلاثين سنه من زواجه لا يتذكر أن زوجته قد أهتمت لأمر طعامه كما تفعل تلك الزوجه الشابه، ولم تسأله يوماً إن كان قد تناول أفطاره ام لا !
"المسأله ليست مسأله "طعام" المسأله مسأله أهتمام ! "
راح يلوم نفسه علي زواجه من تلك المرأه والتي لا تستيقظ قبل العاشره حيث يكون قد ذهب الي عمله واعد الإفطار بنفسه وترك البيت دون أن تشعر هي به !
راح يحسد الشاب علي اناقه زوجته ورشاقتها وكيف تهتم بتناسق ألوان ملابسها فتبدو كالورده جميله وبسيطة، أحمر وجهه من الغيظ حين تذكر كيف نصح زوجته بالأنقاص قليلاً من وزنها وما لاقاه بعدها في معامله !
"المسأله ليست مسأله "وزن زائد" المسأله مسأله أهتمام !"
ثم راح يوبخ نفسه كيف سمح لنفسه ان يراقب هذين العروسين كل يوم منذ أن سكنا شقتهما الجديده وكأنه مراهق ، بل خجل من نفسه يوم أن لمح الزوجه الشابه وهي تطل من شرفه غرفتها تنتظر عوده زوجها فراح يختلس النظر اليها دون أن تراه هي أو تشعر بوجوده وتذكر أنه حين حاله حين يتأخر لساعات في العمل فلا تتصل به زوجته بل حين تتصل به كانت تسأله فقط "أين هو الأن ؟ وماذا يفعل؟ " كنوع من المراقبه والتسلط عليه !
"المسأله ليست مسأله "سؤال" المسأله مسأله أهتمام !"
وبخ نفسه علي أفعاله الصبيانية وأفكاره السوداء الكئيبة وتذكر أنه يجب أن يعود مبكراً الْيَوْمَ فالْيَوْمَ سيقام "حفله التخرج " أبنه الأكبر من الجامعه ، وتعجب كيف مضت كل تلك السنوات ؟ الْيَوْمَ سينهي أبنه الأكبر مرحله الجامعه وسيبدأ حياه العمل " أتمني أن أنصحه بما تعلمته في حياتي قبل أن يُخطأ مثلما أخطأت أنا ، ياليته يحظي بزوجه جميله كتلك الشابه ، ياليته يفعل ! "
"المسأله ليست مسأله "زواج" المسأله مسأله أختيار !"
نزل الاستاذ "عادل" من بيته في تمام السابعه والربع متوجهاً الي عمله ولا تزال الأفكار تطارده غير أن بسمه قد تسربت الي وجهه علي استحياء حين تذكر حفل التخرج وراح يُحدث نفسه "هذا هو نتاج حياتي ، يجب أن أفتخر بأبني فاليوم اري ان شجره الايام قد أثمرت ! وأصبح هناك معني للحياه " وطرد الأفكار الأخري من رأسه !
"المسأله ليست مسأله "زواج" المسأله مسأله سعاده !"
......................................................................
احمر وجه "ساره" الزوجه الشابه وأحتقن بالدماء وانتظرت عوده زوجها من عمله، لقد علمت مجدداً بأن علاقته بتلك الفتاه لم تنقطع بعد وجن جنونها فكيف في عامهما الاول للزواج تكتشف خيانته لها مرتين ثم راحت تُذكر نفسها بكل ما فعلته وتفعله من أجله، فهي تستيقظ حين يستيقظ بل كثيراً قبل ان يستيقظ هو، وتنام حين ينام هو وراحت تكرر فيما بينها وبين نفسها "لا أعتقد بأني أبدو غير أنيقه أمامه أو أمام الجميع"
"المسأله ليست مسأله "نزوة" المسأله مسأله أحترام !"
لطالما تمنيت زوجاً يشبه أبيها في أخلاقه وحبه واحترامه لأمها، ولكنها تحبه ! ، وراحت تتسأل لما يفعل بي هذا ؟! لما تخونني ولم يمضي عام علي زواجنا ؟
"المسأله ليست مسأله "أحترام" المسأله مسأله حب !"
وقفت في شرفتها كي يتسني لها أن تراقبه حين يصل وتعرف أيضاً كم سيمكث من الوقت في سيارته قبل ان يصعد اليها وعصفت بها الشكوك مجدداً
.................................................................
في يوم الجمعه وقبل غروب الشمس وقف الاستاذ "عادل" في شرفه بيته ممسكاً بكوب من الشاي، وراح يختلس النظر بين الحين والآخر الي شرفه العروسين الجديدين
ثم راح يقول لنفسه "انا لا أفعل شيء يستدعي الخجل فأنا لا أراقب تلك الزوجه الجميله مراقبه العاشق فليس بيني وبينها شيء ، ولكنها جعلتني أندب حظي وأسخط علي ما أنا عليه، لقد علمتني كيف يكون أختيار الزوجه؟ وكيف يكون الاهتمام ؟ وكيف تكون الاناقة ؟ انا مدين لتلك الفتاه؟ الفتاه في مثل عمر أبنائي انا من دون شك لا أحمل لها مشاعر رجل تجاه أمرأه ، أنا فقط أشعر بالفرحه حين أراها سعيده مهتمه بزواجها، ياليت ابني يحظي بزوجه مثلها ! أخشي أن أقول أن وجودها في "حياتي" لا ...لا .....ليست حياتي أقصد وجودها هنا قد أعاد لي نبض الحياه وأعاد معه أيضاً الألم "
"المسأله ليست مسأله "زواج ناجح" المسأله مسأله سعاده !"
ثم رأي سياره تقف ويخرج منها سيده وفتاه صغيره تشبه العروس الجديده ورجل في مثل سنه لابد أنهم أسره الجاره الجميله أو أحد أقربائها أتوا لزيارتها !
وحدث نفسه مجدداً
"جميل أن تمتد علاقات المرء بعد زواجه بأسره زوجته، وجميل أن ينشأ ذلك الدفء والتواصل فلا يشعر المرء بالوحده أو الانعزال بعد الزواج "
"المسأله ليست مسأله "وحده" المسأله مسأله حب !"
....................................................................
شعر "عمرو" بالضيق والفتور فلم يمضي علي زواجه عام وإذا به يشعر بالحنين نحو فتاه كان يلتقي بها قبل زواجه، لم يجد مبرر واحد من تصرفات زوجته يبرر به تصرفاته تلك، وراح يقول لنفسه
" انا لا افهم كيف فترت العلاقه بيني وبين ساره بهذه السرعه ، ولما تُصر علي ان تكون معي في كل خطوه اخطها وفي كل لحظه اقضها، لماذا لا تركب سيارتها في الصباح وتصر أن تركب معي ؟ ثم تعود وحدها كل يوم في تاكسي ! ولماذ تصحو حين أصحو؟ ولماذ تنام حين أنام ؟ أنا أعر
اترك تعليق