بقلم شريف دياب
حتي الان ورغم مرور اكثر من عامين كاملين علي بناء قاعة داخل صالة عرض مسرح الشباب ، لم يريد صناع القرار الافصاح عن عبقري زمانه الذي فعل تلك الازمة ، وترك الجميع في حيرة من امره بين هدم القاعة بكاملها وعودة الشئ لأصله - وهو الحل الامثل لكنه سيضع البعض في مسألة عن اهدار اموال الدولة - ، وبين التحايل علي الموقف حتي لايدخل السادة المسئولين في قضية اهدار للمال العام يتطلب معها مسألة المتسبب في الازمة ، ولاننا مصرون دائماً علي ان نجامل انفسنا فيما لا يخصنا وهو مال الدولة من قيادات لاتعي معني المسئولية ، فقد ارادوا اخفاء الامر حتي ظهرت الوزيرة في حالة استياء من موقف المسرح برمته ، فقرروا التحايل علي الموقف بدخول القاعة المبنية حديثاً لصالة العرض الاساسية بدعوي ان بناءها لذوي الاحتياجات الخاصة ، قرر عبقري زمانه وهو امر جديد علي مسارح الدولة بدعوي الابتكار ان تكون صالة العرض مخصصة كراسيها علي جزئين . جزء للجمهور بشكل عام وجزء خاص لذوي الاحتياجات ، ولانه تحايل مضحك للموقف تناسي انه لايستطيع ان يعبث بخشبة المسرح وان تخصيص كراسي ذوي الاحتياجات في نهاية صالة العرض لا تعطي لهم اية تميز ، بل قبعهم في نهاية الصالة ليشاهدوا العرض عن بُعد معتبراً ان التميز هو وضعهم في مكان خاص بهم ، بصرف النظر عن بعدهم عن الرؤية والتي هم في احتياج لها اكثر من عامة الجماهير ، هذا ناهيك عن اصتدام عينيك بكتلة اسمنتية تفقد المتردد علي المسرح اية متعة بصرية وحس جمالي عند دخوله للمكان، بإنشاء غرفتي تحكم للصوت والاضأة علي جانبي صالة العرض ، والمحجوب عنهما الرؤية تماماً لمكان ذوي الاحتياجات الخاصة بإعتبار ان الوضع السابق لبناء القاعة قبل هدم الجزء الاكبر منها لم يكن بحسبانه انضمام تلك المساحة للقاعة الرئيسية ، وما زاد الموقف تعقيداًهو إخفاء صالة العرض الاساسية عند باب الدخول ليتحول المسرح لمغارة علي بابا ، كل هذا ولم يظهر عبقري زمانه ! اختفي عن المشهد والتزمت القيادات الصمت ، ببساطة لان لديهم ما هو اهم ، وكما قال جلال عامر في مصر لايوجد( محاسبة ) الا في كلية (التجارة )!!
اترك تعليق